عبارة الموت.. الموصل تشهد كارثة إنسانية في عيد النوروز.. 100 غريق معظمهم من الأطفال والنساء.. إعلان الحداد لـ 3 أيام وفتح تحقيق في الحادث.. أصابع الاتهام تشير لميليشيا الحشد (صور وفيديو)

بدلا من الاحتفال بعيدهم، تحول واحد من أسعد الأيام عند العراقيين لمأساة، بعد أن غرقت عبارة كانت تقل عشرات العائلات المحتفلة بالعام الكردي الجديد "عيد النوروز" وغرق 100 شخص.

100 غريق
وتعرضت عبارة كانت تقل عشرات العائلات لجزيرة أم الربيعين السياحية من أجل الاحتفال بعيد النوروز للغرق وسط نهر دجلة بمنطقة الغابات في مدينة الموصل، ومات 100 شخص كانوا عليها، وأكد المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية، سيف البدر، أن عمليات البحث لا تزال جارية لأنه من غير المعروف عدد الأشخاص الذين كانوا على متن العبارة.

اقرأ.. غرق عبارة على متنها عشرات الأشخاص في نهر دجلة بالعراق (صور)

لحظات الموت
رئيس وكالة الدفاع المدنية العراقية قال إن معظم من كانوا على متن العبارة لا يستطيعون السباحة، ونشر النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورا وفيديوهات لغرق العبارة ومشاهد مأساوية للعديد من الغرقى من النساء والأطفال، إلى جانب آخرين لا يمكن رؤيتهم يكافحون من أجل السباحة ضد تيار قوي، ورؤوسهم تتمايل في المياه.

اقرأ.. تفاصيل جديدة عن «عبارة الموت» في نهر دجلة بالعراق (فيديو)

أم الربيعين
وما زاد من ألم الحادثة أن العبارة غرقت أمام جزيرة أم الربيعين السياحية، وهي منطقة تطل عليها مجموعة من المطاعم والملاهي الترفيهية، التي كانت مكتظة بالمحتفلين، خاصة الأطفال، الذين شاهدوا ما حدث بأعينهم، وطفت على سطح نهر دجلة جثث الضحايا ومعظمهم من الأطفال، وتيارات المياه تجرفهم، وسط صرخات وعويل من المتواجدين بالمطاعم والملاهي الترفيهية على جانبي النهر.

وقال رئيس الدفاع المدني في محافظة نينوى شمال العراق، العقيد حسام خليل، إن العبارة غرقت بسبب مشكلة فنية، وأنه لم يكن هناك عدد كاف من القوارب في المنطقة لإنقاذ الركاب.

اقرأ.. وزير الصحة العراقي: انتشال 66 جثة من ضحايا عبارة الموصل

حداد
وزار رئيس الوزراء العراقي، عادل عبدالمهدي، مكان الحادث وأمر بإجراء تحقيق فيه وأعرب عن تعازيه العميقة لأسر الضحايا، وأعلن عن حداد عام في جميع أنحاء العراق لثلاثة أيام بعد حادثة العبارة.

وأشعل العراقيون الشموع على نهر دجلة تعبيرا عن حزنهم على ضحايا الحادث الذين استشهدوا.

وأمر رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي فائق زيدان، باتخاذ المحاكم المختصة إجراءات عاجلة بشأن حادث غرق العبارة.

وبدأت تتكشف تفاصيل الحادث وملابسات زج هذا العدد الكبير من الأشخاص على العبّارة ”الصدئة“، إذ أعلن رئيس حزب الحل جمال الكربولي أن المفرق السياحي الذي شهد غرق العبارة بمدينة الموصل تابع للجنة اقتصادية لفصيل مسلح يدّعي انتماءه للحشد الشعبي.

وأضاف الكربولي في بيان: ”نتقدم بخالص العزاء لأهالي الضحايا ونؤكد ضرورة محاسبة المقصرين في إدرة المحافظة والجهات التي تدير هذا المرفق السياحي التابع للجنة اقتصادية لأحد الفصائل المسلحة التابعة للحشد الشعبي“.

وقال ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي إن تلك الفصائل المسلحة هي مليشيا عصائب أهل الحق بزعامة قيس الخزعلي، حيث تسيطر على الاستثمار في هذا الموقع الذي يتضمن عدة مرافق سياحية أخرى، وبإدارة أحد الأشخاص التابعين لها، الذي اختفى لاحقًا بعد الحادث.

وغرد الإعلامي عمر الجنابي قائلًا: ”المستثمر للجزيرة السياحية في الموصل شريك لقيادي في عصائب أهل الحق الذي يتزعمه قيس الخزعلي لذلك يفعل هذا المستثمر ما يحلو له لأنه بحماية العصائب أكثر فصيل مسلح متنفذ على الأرض في معظم مناطق العراق لا يوجد مشروع استثماري لا حصة فيه للمكاتب الاقتصادية التابعة للحشد الشعبي“.

القضاء يتحرك
وعلى الفور أصدر القضاء العراقي مذكرات قبض بحق مالك الجزيرة السياحية في مدينة الموصل، وأوقف 9 مسؤولين عن العبارة التي غرقت.

تخوّف من مقتل عشرات العراقيين في غرق عبّارة سياحية في منطقة الغابات في #الموصل شمال غرب #العراق...الفيديو يظهر الصور الأولى بعد غرق العبارة pic.twitter.com/R7x9cA7Wcc

— Ali Hashem علي هاشم (@alihashem_tv) March 21, 2019