رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«مصر المحبة».. صرح طبي شاهد على روح التسامح في المنيا (صور)

فيتو

عكس الصورة السلبية التي يحاول البعض تصديرها عن محافظة المنيا، بوصفها أرض الفتن الطائفية، وموطن التعصب بين المسلمين والأقباط، تبرز في عروس الصعيد نماذج مشرفة لمسلمين وأقباط، يعكسون روح المحبة والإخاء بين عنصري الأمة.


مايكل عاطف نجل الشهيد عاطف منير الذي استشهد في أحداث دير الأنبا صموائيل ضرب مثالا يحتذى به بتبرعه بـ200 ألف جنيه لأحد المساجد، ولم يتوقف الأمر عند ذلك الحد، فقد ساعد مسلمو قرية الإسماعيلية أقباط القرية في إنشاء كنيسة بالتبرع بالأموال وساهموا في إنشاء طريق ممهد للوصول إليها، وفى مركز بني مزار ضرب الأهالي مثالا آخر على روح التسامح، بإنشاء أكبر صرح طبي في المنيا "مستشفى مصر المحبة" ليمحو تماما ما رسخته جماعات الضلال في عقول أبناء المحافظة.

المستشفى يحتل موقعا جغرافيا فريدا في قلب صعيد مصر، على بعد 180 كيلو مترا من القاهرة و180 كيلو مترا من أسيوط، على الطريق الزراعي "القاهرة- أسوان"، أمام مركز بني مزار، يحتل مساحة 11 ألفا و400 متر مربع.

مؤسسة "راعي مصر للتنمية" كانت في السابق تمتلك حق إدارة وتشغيل المستشفى، وفى السادس عشر من أبريل الماضي لعام 2018، تم نقل ملكية مستشفى مصر المحبة "راعي مصر سابقا" من القائمين على هذا العمل إلى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ممثلة في أسقفية الخدمات العامة، ووسط محبة وفرحة من أهالي المنيا أُفتتح "مستشفى مصر المحبة"، بحضور عدد من أساقفة الكنيسة من بينهم الأنبا دانيال أسقف المعادي سكرتير المجمع المقدس نائبًا عن البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، والأنبا يوليوس أسقف عام الخدمات الاجتماعية ومصر القديمة، والأنبا أغابيوس أسقف ديرمواس ودلجا، واللواء قاسم حسين، محافظ المنيا، والدكتورة أمنية رجب وكيل وزارة الصحة بالمنيا، والعقيد أكرم على المستشار العسكري للمحافظة، وإسماعيل الفحام رئيس مركز بنى مزار، وعدد من أعضاء مجلس النواب والقيادات التنفيذية والأمنية.

الفكرة نبعت لدى عائلة الفنان هاني رمزي، التي يرجع جذورها إلى ذات المركز "بني مزار"، حيث قرر هاني أن يجوب بلدان العالم لجمع التبرعات، في الوقت الذي تولى فيه شقيقه المستشار أمير رمزي طرح فكرته على مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث، وشجعه على بناء المستشفى لخدمة الفقراء والمعدمين صحيا، بالتزامن مع الدور الذي قام به الشقيق الثالث المحامي المعروف إيهاب رمزي، بدعوة مواطني المنيا ورجال الأعمال بالمحافظة للتبرع لبناء صرح طبي كبير.

هنا ظهر معدن المصريين في الخارج عامة وأبناء المنيا خاصة، وظهر الحب والوطنية والترابط من أجل خدمة الفقراء، رافعين شعار لا فرق بين مسلم وقبطي، تم جمع الملايين، وفي عام 2012 بدأ العمل في إنشاء المستشفى بسواعد الأقباط والمسلمين حتى انتهى العمل، وأصبح صرحا طبيا عالميا كل ما تحمله الكلمة من معنى، تحت إشراف ومتابعة هندسية من المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء السابق، وبنى على أحدث طراز طبقا لمواصفات عالمية.

الدكتور محب إبراهيم، مدير عام المستشفى، أكد أن كون المستشفى على طريق مصر- أسوان الزراعي، جعله يقدم خدمات طبية شاملة في جميع التخصصات بمعايير دولية وباستخدام التكنولوجيا الحديثة وأكفأ الكوادر، مشيرا إلى أن المستشفى يتكون من دور أرضى وستة طوابق علوية، وقوة استيعابية 122 سريرا، و7 غرف عمليات مصممة طبقًا للأكواد العالمية، و19 عيادة تخدم 17 تخصصا مختلفا، و24 وحدة غسيل كلوى، و9 أسرة رعاية حرجة للأطفال، و20 سرير عناية حرجة للكبار، و8 أسرة رعاية قلب.

وفي سياق متصل، قال اللواء قاسم حسين، محافظ المنيا: إنه لا يخفى الدور الاجتماعي المهم الذي تلعبه الكنيسة من خلال المساهمة في العديد من المجالات، وبخاصة المجال الصحي، لما يعود بالنفع على المواطنين، وخدمة المجتمع والنهوض بالمستوى الصحي بشكل عام، مؤكدًا توفير كافة سبل الدعم المطلوب لإنجاح تلك المنظومة، وتكرارها بباقي المراكز، مع المتابعة المستمرة لضمان الاستمرارية على نفس المستوى والكفاءة.
Advertisements
الجريدة الرسمية