رئيس التحرير
عصام كامل

مصطفى أمين يكتب: امرأة فوق البشر

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

في عام 1955 كتب على أمين في الأخبار يتساءل لماذا لا نتفق على يوم في السنة نطلق عليه "يوم الأم" مقترحا أن يكون يوم الربيع.

وذات يوم طلبت سيدة مقابلة مصطفى وعلى أمين وحكت لهما كيف أنها قامت بتربية ابنها عشرين عاما بعد وفاة والده ويوم زواجه خرج مع عروسه دون أن يقول لها شكرا.


وبعد أن خرجت الشاكية قال مصطفى وعلى لبعضهما "ونحن لم نقل لأمنا شكرا".

تبنى مصطفى أمين حملة في أخبار اليوم وآخر ساعة والأخبار للدعاية لفكرة "يوم الأم" ودعا إلى تحديد يوم، فاختار القراء يوم 21 مارس ــ اليوم الذي اختاره على أمين.

وفى عموده "فكرة " بجريدة الاخبار مارس عام 1977 كتب مصطفى أمين مقالا حول الام قال فيه:

اليوم عيد الأم نكرم كل أم، نقبل يدها، نحيطها بالحب، نقول لها شكرا يا أمى، نعاملها كأنها ملكة ونحن رعاياها.. إذا كانت بعيدة ذهبنا اليها، واذا كانت غائبة تذكرناها وكل واحد منا مدين لأمه.

مهما فعل لا يستطيع أن يرد الجميل، فمهما أعطيناها لا نوفيها حقها ودينها علينا أو أن نسدد بعض من فضلها، حملتنا ونحن أطفال، ورعتنا ونحن مرضى وغطتنا ونحن نائمون في فراشنا. وعندما كانت الدنيا تظلم في عيوننا كانت هي الشمس التي تضئ لنا الطريق، وعندما كانت تغلق الأبواب في وجوهنا كنا نجد في أحضانها الحنان والحب والأمان.

ويسألونى ماذا يفعل اليتيم الذي فقد أمه، أقول يكفى أن يضع زهرة على قبور الأمهات الموتى جميعا. نريد في هذا اليوم أن نسعد كل ام،أن نرسم ابتسامة فوق شفاهها، ويكفى أن نشعرها أننا لا ننساها ولن ننساها مدى الحياة. كل أم ستكون اليوم سعيدة لأننا نحتفل بها ونذكرها، كم أبكيناها عندما مرضنا، ولم نذهب لنمسح دموعها ونخفف آلامها.

أن قبلة الابن على يد أمه تطيل عمرها بل تمنحها عمر جديد الأم أمراة فوق البشر وهى قديسة تستحق الاحترام والإجلال، وهى المرهم الذي يوضع على الجرح فيضمده، وهى الصدر الذي يرتمى فيه التعساء فيشعرون بالسعادة، ويحتمى فيه الحائرون فيشعرون بالأمان، وهى الضوء الساطع في ظلام الحياة. حب الأم متعة لكل الأبناء.

ومن أجل هذا نعيش لنحبها، ونشقى لدموعها، ونعرف أنها أهم شيء في حياتنا ونسعد بابتسامتها دائما.
الجريدة الرسمية