رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«مافي دوف».. قرية أفريقية تُحرم ولادة الأطفال (فيديو)

فيتو

كغيرها من المجتمعات الغانية الأخرى، تتمتع قرية "مافي دوف"، في جنوب غانا، بالعديد من العادات والتقاليد التي انقضت منذ العصور الغابرة.

وتستمر القرية في فرض ثلاثة تقاليد تجعلها فريدة من نوعها عن مجتمعات العالم. فعند زيارة القرية أول الأشياء التي ستلاحظها هو الغياب التام للحيوانات، بصرف النظر عن الطيور البرية التي تحلق في السماء.

لا يوجد طيور أو ثدييات تعيش في القرية. ومع ذلك مسموح بإدخال الحيوانات إلى القرية وذبحها في نفس اليوم، لكن لا يُسمح للناس بتربيتهم.

أما التقليد الثاني الذي ستدركه أن القرية الغانية لا تمتلك أرضا لدفن موتاها، وكلما مات شخص ما، يتم نقله إلى المقابر لدفنه في مقابر القرى الأخرى. وأخيرا، تعتبر الولادة في القرية من المحرمات، لذا يتم نقل النساء الحوامل إلى القرى والبلدان المجاورة وإجبارهن على البقاء هناك حتى إنجاب أطفالهن والعودة فيما بعد.

وخوفا من أن الولادات المبكرة قد تكسر التقاليد، فيتم عادة إرسال الأمهات الحوامل خارج القرية قبل شهر أو شهرين. ومع ذلك، كانت هناك حالات تم فيها نقل السيدات خارج القرية تعاني من ألم مبرح، وبالتالي يعاني الأطفال من مضاعفات الولادة.

وترتبط محرمات قرية "مافي دوف" الغريبة بمؤسس القرية، وهو صياد يدعى " توجبي أكيتي". ووفقا لشيوخ القرية، فمنذ أن وطأة قدم أكيتي على أرض القرية، أخبره صوت من السماء أن المكان مقدس وإذا أراد هو وقومه الاستقرار هناك، فعليهم الالتزام بموجب القواعد الثلاثة وهم عدم تربية الحيوانات وعدم دفن الموتى وتحريم الولادة على أرضها.

ويرى الشيوخ أنه بفضل هذه المحظورات، نجت القرية وسكانها من سفك الدماء والجرائم، لذا يشعرون بالفخر بالالتزام بها.

ويضيف الشيوخ أنه من المستحيل منع الولادة تقريبا من القرية، ويعترفون بوجود حالات ولادة لأطفال في القرية، موضحين أنه هذه استثناءات نادرة يجب التعامل معها بعناية لتجنب غضب الآلهة، وتحتاج عائلة الأم إلى تنبيه الشيوخ بمجرد الولادة، حتى يتمكنوا من القيام بطقوس لتطهير القرية والحصول على رضاء الآلهة.

ورغم أن شيوخ القرية يكرهون ولادة الأطفال في القرية، فإن الجناة لا يتم معاقبتهم. وأشاروا أن الاعتقاد السائد أن الأمهات اللائي يخرقن القواعد يواجهن خطر عند الولادة، ومع ذلك لا يوجد أطفال يعانون من تشوهات أو مشكلات صحية أخرى نتيجة لكسر التقاليد، ويعتقدون أن طقوس التطهير فعالة في هذه الحالة لإنقاذ الجميع.

وفي السنوات الأخيرة، تزايد عدد النساء اللاتي يتحدين المحظورات ويطالبن بإنجاب أطفالهن في القرية، لكن شيوخ القرية يصرون على رفض ذلك، فهم مقتنعون بأن احترام التقاليد القديمة أمر بالغ الأهمية لضمان سلامة وازدهار "مافي دوف" وشعبها.

ومع ذلك، فقد تم الموافقة على بناء عيادة للولادة في ضواحي القرية بحيث تتمكن النساء من إنجاب أطفالهن في مكان قريب من منازلهن.
Advertisements
الجريدة الرسمية