رئيس التحرير
عصام كامل

الأم المثالية بمطروح.. حكاية «مربية أجيال» تمردت على العادات لاستكمال مسيرتها

فيتو

«كنت متفوقة في كل مراحل تعليمي.. رغم رفض والدي استكمال دراستي.. غرزت في أبنائي حب النجاح.. فأصبحوا أصحاب مكانة عالية وأفتخر بهم جميعا».. كلمات من القلب بدأت بها "مُربية الأجيال" حميدة على سعيد عبد القادر، "65 عاما" الحاصلة على لقب الأم المثالية بمطروح بعد كفاح 19 عامًا بمفردها مع 4 أبناء حتى استطاعت أن تحقق لهم التفوق التعليمي والعملي، فكانت مكافئتها الحصول على الأم المثالية الأولى على مستوى المحافظة.


التقت «فيتو» الأم المثالية بمطروح للحديث عن رحلة كفاحها التي أهلتها للحصول عن المركز الأول بمسابقة الأم المثالية على مستوى المحافظة والـ19 على الجمهورية.

وقالت "حميدة": "والدي يسير على العادات القديمة بعدم استكمال الفتيات لتعليمهن، ورفض استكمال تعليمي، وذهاب إلى مدرستي الابتدائية ليسحب ملفي، لكن حدث شيء جعل يغير نظرته في تعليم البنات، عندما التقى ناظر المدرسة التي كنت أدرس بها، ونصحه بضرورة استكمال تعليمي خاصة وأني كنت من المتفوقين دراسيا، وبالفعل ترك ملفي بالمدرسة حتى استكملت تعليمي بمعهد المعلمين".

وأوضحت أنها كانت دائمة في دراستها من المتفوقين ومن أوائل الدفعة، حتى حصلت على دبلوم معلمين فوق المتوسط قسم علمي علوم الأولى على الدفعة عام 1979.

وأضافت أن أول مدرسة عملت بها هي مدرسة أبو بكر الصديق ظلت تعمل بها حتى تزوجت، بعدها انتقلت إلى مدرسة التحرير وظلت بها فترة كبيرة، وبعدها انتقلت إلى مدرسة خير الله فضل، ثم عادت مرة أخرى إلى مدرسة التحرير ناظرة للمدرسة، ثم مديرة للمدرسة حتى خرجت على المعاش عام 2014 مدير عام على درجة وكيل وزارة، مشيرة إلى أنها نقلت حالة الشغف بالتفوق لأبنائها عن طريق البيئة اللي هيئتها لهم.

وتابعت: زوجي توفاه الله عام 2001، وكان حينها أكبر أبنائها في الصف الثالث الإعدادي وأصغرهم 4 سنوات"، موضحة أن من أصعب اللحظات التي مرت بها خلال حياتها هي لحظة وفاة زوجها فجأة، وكان من الصعب عليها تحمل مسئولية 4 أطفال في مراحل الإعدادي والابتدائي ورياض الأطفال.

وأضافت أنها كثيرا كانت تتسائل عن استطاعتها بالنهوض بتلك المسئولية الكبيرة بعد وفاة زوجها، حيث كانت دائما تتمنى أن تصل بأبنائها إلى كليات القمة والنجاح، مشيرة إلى أنها كانت دائما تحث كل منهم بمفرده على أنه يتحمل مسئولية المنزل، وأنه يتحمل مسئولية الأصغر منه، وكانت استجابتهم فورية معها.

عن هوايتها المفضلة استطردت الأم المثالية بمطروح أنها تحب هواية التطريز والخياطة، وأنها تمتلك ماكينة خياطة في منزلها كانت دائما تُفصل لأبنائها بعض من ملابسهم أو المفارش وغيرها بدلا من الشراء بتكلفة باهظة، مشيرة إلى أنه في أحد المواقف كانت تراجع ذاتها في نجاح أبنائها، في الوقت الذي شجعها البعض عن التقديم لمسابقة الأم المثالية، وقامت بتلخيص رحلة كفاحها في 4 ورقات، وقدمت للمسابقة، وكانت مستبشرة خيرا في حصولها على اللقب على مستوى المحافظة لأنها كتبت قصتها بصدق.

وأردفت: "أمنيتي الوحيدة في الحياة أن أحج بيت الله أو عمرة لشكر ربنا على نعمته، وأتمنى أيضا استكمال رحلتي بزواج بناتي"، ناصحة الأمهات أن يكن أمهات مثاليات في منازلهن".
الجريدة الرسمية