رئيس التحرير
عصام كامل

الحاجة زوزو.. الأم المثالية بكفر الشيخ: 27 سنة أرملة ووهبت حياتي لأولادي

فيتو

هن البنوك التي نودع بداخلها مخاوفنا وأحزاننا، وهن اللاتي قال عنهن الإمام الشافعي: «واخضع لأمك وارضها فعقوقها إحدى الكبائر»، وهي التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الجنة تحت أقدام الأمهات»، كل ما قيل عن الأم لم يأت يومًا من فراغ أو لمجرد شعارات وكلمات تتردد في الأعياد والمناسبات، ولكنها لمكانة احتلتها الأم نتيجة لمسيرات وقصص من الكفاح منها ما يرى النور ويكون محل تقدير من الجميع ومنها ما تعيش داخل الأم وتموت دون أن يعلم عنها أحد.


إحدى البطلات اللاتي قدمن مثالا للكفاح والمثابرة، الحاجة زوزو بهي الدين دراز أو «ماما زوزو» كما يناديها أبناؤها، الحاصلة على لقب الأم المثالية بكفر الشيخ وغيرها ممن تم اختيارهن كأمهات مثاليات.

الحاجة زوزو ترملت على أولادها لمدة تجاوزت الربع قرن من الزمان، فقد عكفت على تربية أبنائها بعد وفاة زوجها 27 عامًا.

«عشت مع جوزي 5 سنين و4 شهور كانوا أجمل سنين عمري».. بهذه الكلمات بدأت الحاجة، زوزو البالغة من العمر 53 عاما والفائزة بلقب الأم المثالية على مستوى محافظة كفر الشيخ، حديثها لـ«فيتو».

تروي، زوزو دراز، قصتها قائلة: «أقيم بمساكن العلوي بمدينة فوه، وتزوجت في العشرين من عمري، وكان زوجي السعيد محمد يوسف السيد، يعمل بإحدى شركات البترول وتوفي أثناء عمله في الأول من فبراير عام 1992، بعد الزلزال بـ18 يوما، بعد أن قضيت معه 5 سنوات و4 شهور كانوا أجمل سنوات عمري، توفي وتركني مع 3 أبناء أكبرهم محمد البالغ من العمر وقتها 4 سنوات، أما ابنتي الأخيرة جيلان حينها فكانت لا تزال في أحشائى لم تر الدنيا بعد، وكان عمري وقتها 25 عاما، وتقدم لي كثير من أقارب زوجي، ولكنني رفضت الزواج نهائيا وكنت دائما أقول أنا زوجة لـ3 أبناء وربيت أولادي بمبلغ شهري لم يتعد الـ365 جنيها، هو كل ما تحصلت عليه من معاش والدهم».

وتابعت: «لم يكن لدى عمل أنفق منه على أبنائي لكنني ربيتهم بكفاح أفخر به، وكلما وجدت دموعي تذرف في الليالي الطويلة من الحمل الثقيل أتذكر أن أبنائي مثل الزهرة التي تتفتح أمامي كل يوم، فأتناسى ما بي من ألم، وأطلب من الله عز وجل أن يلهمني القدرة على الصبر ولم يخذلني، وبالفعل أديت رسالتي على الوجه الأكمل، فابني الأكبر محمد تزوج ويعمل بشرم الشيخ، وابنتي مشيرة أصبحت معيدة بكلية الطب بجامعة الإسكندرية، وابنتي الصغرى طبيبة وفي انتظار استلام تكليفها».

تستكمل الأم المثالية بكفر الشيخ حديثها، عن مشوارها في تربية أبنائها، قائلة: «الحق يقال إن أهلي كانوا دائمي المساعدة لي ولم اشتر كيلو أرز أو غلة وأبويا عايش، ومهما تحدثت عن مواقفهم الكثيرة معي لن أوفيهم حقهم».

وتضيف الحاجة زوزو، أنها لم تكن تعلم بجائزة الأم المثالية، وما حدث هو قيام جارتها في العمارة بإبلاغها أن الشئون الاجتماعية تفتح باب العمرة وعليها أن تقدم، وبالفعل تقدمت زوزو بأوراقها لتفاجأ باتصال بعدها من إحدى موظفات الشئون الاجتماعية، لتخبرها بحصولها على لقب الأم المثالية على مستوى محافظة كفر الشيخ، وهو ما قابلته الحاجة زوزو بالبكاء الممزوج بالفرح وهي لا تكاد تصدق أن كفاحها كان محل تقدير من الآخرين.

وتؤكد الأم المثالية بكفر الشيخ على أن الصلاة والقرآن الكريم هما السبب الحقيقي في نجاح أبنائها، قائلة: «كنت أصمم أن يقرأ أولادي بعض الآيات من القرآن الكريم قبل أن يبدأوا مذاكرتهم لأنني على يقين أن القرآن الكريم هو الحافظ لهم من كل سوء والصلاة هي السبيل لهم في الفلاح والنجاح».

وفي نهاية حديثها وجهت الحاجة زوزو رسالة باكية لزوجها المتوفى، قائلة: «يا سعيد كان حلمك دائما أنك تعلم ولادك كويس وأنا حققت لك حلمك».
الجريدة الرسمية