رئيس التحرير
عصام كامل

د. هناء طِلب تكتب: رسالتي إلى «الآباء»

د. هناء طلب
د. هناء طلب

إليكم، أعزائي القرّاء، كلمات من القلب إلى القلب، حول أغلى ما نملك في حياتنا، ألا وهم "أبناؤنا".. فالأبناء هم الثراء الحقيقي لذا يجب علينا أن نكون بارّين بهم وأن نكون خير راعٍ لأفضل رعية.. فكثير من الآباء الآن لا يعرف واجباته حق المعرفة نحو أبنائه، ولا يدركون أن عليهم أيضًا قبل البدء في تربية الأبناء أن يعدّوا أنفسهم ليكونوا آباءً لجيلٍ واعٍ ناضج فعّال لمجتمعه.


بدايةً عندما يُقبل الشاب على الزواج يقوم بالتجهيزات المادية فقط، وهذا من أكبر الخطأ، فالزواج وإنشاء أسرة ليس مجرد صالون وسُفرة، بل هو أعمق من ذلك، ولنا في الماضي أسوة، فكان آباؤنا وأجدادنا يعيشون في منازل بسيطة جدا، ولكن ينعمون بتربية أبنائهم على الأخلاق والقيم، وينتجون لمجتمعنا رجال ونساء يعرفون ما لهم وما عليهم.

أعلم أنه ليس بالأمر السهل أو الهيّن عليكم، أيها الآباء، بل هي مسئولية كبيرة، حيث أصبح تطور الأجيال أسرع من الماضي، وأصبح هناك فجوة كبيرة بينكم وبين أبنائكم، ولم أكن أعلم من أين أبدأ معكم مقالي هذا، فالموضوع به العديد من التساؤلات والأزمات، ولكني أسأل الله أن يلهمني البداية الصحيحة، وما ينقصنا سنتناوله في مقالات أخرى.

ودعونا نبدأ بسؤال من أبٍ يقول: "أنا مش عارف أحل مشكلات أولادي، ومش عارف أتواصل معاهم"!

والإجابة: عزيزي الأب؛ يجب عليك تطوير نفسك قدر المستطاع في أهم مهارة حياتية، وهي فنّ إدارة الحوار، يجب عليك دائما مدّ الجسور بينك وبين أبنائك في حوار ممتد لا ينتهي حتى تستطيع الوصول لهم ولأفكارهم، وتستطيع مواكبة عقولهم وطموحاتهم.

وأيضا يجب أن يجدوا فيك القدوة الحسنة، فأبناء هذا الجيل لديهم الكثير من المعارف، ويتمتعون بذكاء عالٍ وقدرة على الانتقاد والرفض والرد على ما يسمعون بمنطق، فلا يجب عليك أن تقول ما لا تفعل؛ لذلك كُنّ على حذر دائما من ذلك.

عزيزي الأب؛ اعلم أن التكالب على الرزق يأخذ منك الكثير من الوقت والجهد والصحة، ولكن دعني أذكرك بأنك تجمع هذا المال لهم، ولكن هل فكرت يوما أن الأهم هو بناء أخلاقهم وقيمهم وتعليمهم، فإن لم تبنِ ذلك فيهم سيضيعون ويضيع ما جمعت لهم من مال، وبالتالي تضيع كل سنوات عمرك في العمل وجمع المال، ثم تخسر، مع ذلك، أولادك.

وأسمع سؤالك الآن تقول: وما الحل؟

الحل عزيزي الأب هو معرفة الأهم فالأهم فالأهم، ثم الأقل أهمية في أولويات حياتك، حينها تعود إلى الاتزان، وتعود حياتنا إلى بناء أجيال نافعة.

الموضوع لا ينتهي إلى هنا.. بل يبدأ من هنا.
Advertisements
الجريدة الرسمية