رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الأم المثالية بالقليوبية: وفاة زوجي بالسرطان بداية الشقاء لتربية بناتي

فيتو

لم تترك الظروف تتحكم بها ولم تستسلم إلى المحبطين والمتشائمين ولم ترض بأن تكون كأي زوجة تركها زوجها وهما في بداية حياتهما ولم تتعلل بالظروف.. هذه هي عصمت مهدي محمد خفاجي، الأم المثالية على مستوى القليوبية، التي كافحت لتربية ابنتيها.


عاني زوجها منذ 23 عاما، من سرطان الرئة، وكانت تذهب معه إلى الأطباء في القاهرة، وتتنقل بين المراكز والعيادات الطبية، لتبحث عن علاج له، حاملة على كتفيها "ابنتيها" الرضيعتين. صامدة كالرجال بجانب زوجها والذي أجرى عملية استئصال رئة وتوفي بعدها بعامين تقريبا.

وجدت عصمت نفسها دون دخل يذكر، فقد كان زوجها موظفا صغيرا وحديثا بإحدى شركات القطاع الخاص لم يكن معاشه الشهري يكفي دخلا لأسرة مكونة من بنتين يريدان التعليم والزواج.

وقررت عصمت تحدي كل الظروف وألا تعتمد على الدخل غير المناسب وأن توفر لأسرتها حياة كريمة، وبدأت في العمل في أحد مراكز الكلى الخاصة بالقناطر الخيرية على فترتين صباحا ومساء للإنفاق على أسرتها الصغيرة. لا تأخذ أي راحة لتحصل على راتب يكفي أسرتها ويحميها من العوز، وفي نفس الوقت تقدمت بأوراقها إلى الجامعة وطلبت استكمال دراستها التي تركتها منذ سنوات عديدة بسبب ظروفها العائلية وأصبح في أوقات فراغ العمل تهرب مسرعة إلى الكتب تطالعها وتذاكر لتستطيع الحصول على الشهادة الجامعية.

وبالفعل حصلت عصمت على بكالوريوس التجارة بعد وفاة زوجها بعامين تقريبا، وأصبحت متعلمة لتستطيع أن تتعامل مع ابنتيها، وأن تذاكر لهما وتوفر نفقة الدورس الخصوصية وتجاهلت راحتها، فكانت تواصل الليل بالنهار تسهر وتجتهد لكي تربي وتعلم بناتها.

استطاعت أن تصل بابنتيها إلى بر الأمان بعد أن حصلت الأولى على بكالوريوس سياحة وفنادق، والثانية بكالوريوس خدمة اجتماعية، وتزوجتا، وأصبحت الآن حفيدة لـ6 أطفال، وما زالت حتى الآن يديها لا تعرف سوى العمل والشقاء وتستمر في عملها للإنفاق على أسرتها.
Advertisements
الجريدة الرسمية