رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

حيث «البار» دار سلام


مشهد واحد.. نهار داخلى نيوزيلاندا
أحد الإرهابيين الأنذال في نيوزلاندا يقوم بتتبع مسلمين أبرياء عُزل من السلاح، يجهز عليهم برشاش آلى فيقتل أكثر من خمسين مصليا مسلما مسالما راكعا أو ساجدا بين يدى الله بدم بارد ودناءة لا تستطيع أي لغة وصفها.. يحزن كل من له قلب أو بعض من ضمير أو بقايا إنسانية في طريقها للانقراض في عالم موحش همجى!


مشهد 2.. ليل داخلى القاهرة
في أحد البارات العتيقة في وسط البلد، ورغم أن الوقت نهار خارجه إلا أن غيوم السكر جعلت على أعين رواده (التنويريين العظام) غشاوة فتخيلوا الأمر حدث ليلا، يتناول أحدهم كئوس الفودكا، وبينما يفرغ له رفيقه بقايا الزجاجة المعتقة، يفرغ هو معها كل لعانته على المسلمين المتخلفين الرجعيين الذين ارتد إليهم إرهابهم اليوم في ظهورهم!

ثم يسهب فيلعب الخمر برأسه، ويظن أن القاتل مسلم داعشى أو من أي تصنيف سياسي، حتى يوقظه رفيقه الأقل سكرا بأنه مسيحى ينتمى للطائفة الإنجيلية فيبهت الذي ظلم قليلا، ثم يعاود انتقاد المسلمين الذين يصرون على استفزاز أصحاب الأرض ببناء مساجد والذهاب للصلاة فيها خاصة يوم الأحد!

يوقظه أحد الرفاق ويخبره بأن صلاة المسلمين يوم الجمعة، وأن اليوم بالمناسبة جمعة أيضا، فيصمت قليلا ثم يتحف الجميع بأن المسلمين ليسوا ضحايا، لأن المسجد صار دار حرب وتطرفا ودعوة صريحة لإبادة الآخر!

مشهد 3 ليل داخلى
على أريكة مريحة، وأمام جهاز كمبيوتر حصل على ثمنه من منحة تفرغ كأديب تنويرى مبدع، يخرج الرفيق المناضل التنويرى بقية فضلاته الفكرية على صفحته على أحد مواقع التواصل الإجتماعى، يتهم ابن تيمية والشعراوى بأنهم هم السبب وراء كل شرور العالم، ثم يمسك بزجاجة خمر ردئ اقتناها من بقايا راتب التفرغ الشهرى، ليسب التطرف والمتطرفين الإسلاميين، ثم يتشجع أكثر فيتهم الدين الإسلامى بأنه دين كراهية وحض على العنف، وأن بضاعة المسلمين ردت إليهم!

يعلق أحد متابعيه عليه ويتهمه بالغلو المضاد والتطرف اللادينى، وأن أفكاره مزيج من سكر وعهر فكرى، فيرد بأن البار عنده أفضل من المسجد لأن البار دار سلام ومتعة وتواصل إنسانى، أما المسجد فدار حرب وكراهية!

مشهد 4 ليل داخلى
يخرج المناضل التنويرى على إحدى الفضائيات ليطالب بحمايته من التكفيريين الذي يهددونه علنا على مواقع التواصل، ويطالب الدولة بنشر قيم التسامح، ويؤكد أن ما يحزنه كثيرا هو اتهام البعض له بالكفر وازدراء الإسلام!

مشهد 5 نهار داخلى
يكمل السيد التنويرى المبجل مسيرته في إحدى البارات التنويرية القريبة من منزله، ثم يتذكر أنه نسى شيئا هاما جدا، وهو إظهار سماحة المواطنين غير المسلمين في شتى بقاع العالم، فينشر صورا وصلته للتو لبعض الشموع والقلوب المرسومة أمام مسجد الضحايا في نيوزيلندا، ويكتب تحتها: يا ليت المسلمين يتعلمون التسامح من هؤلاء!
fotuheng@gmail.com. 
Advertisements
الجريدة الرسمية