رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

بعد تشابه خطوات التنفيذ.. نشطاء يحملون «بابجي» مسئولية هجوم مسجدي نيوزيلندا (صور)

فيتو

ربط عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي بين الهجوم الدموي على مسجدين في نيوزيلندا، ولعبة "بابجي PUBG" العنيفة والتي حظرتها دول عربية وآسيوية وآخرها الهند.


وبث منفذ الهجوم مقطعا مباشرا صادما عبر تقنية "لايف فيس بوك" يوثق العملية من بدايتها إلى نهايتها، سجله بواسطة كاميرا "جو برو" ثبتت على جسمه، ما يشبه إلى حد كبير تنفيذ إستراتيجية لعبة "PUBG" الشهيرة، بداية من لحظة فتح الصندوق الخلفي للسيارة، إذ بدت جالونات حمراء، تظهر غالبا في اللعبة.

ومنذ لحظة دخوله المسجد، شرع المهاجم في إطلاق الرصاص بشكل عشوائي من بندقية على عدد من المصلين، وواصل إطلاق النار حتى على المصابين الذين تكوموا على أرضية المسجد.

كما تعمد القاتل تصوير مقدمة سلاحه لتبدو الصورة كما في اللعبة تماما، وتبديل السلاح أثناء تنفيذ الجريمة، وتشغيل الأغاني أثناء قيادته للسيارة، وطريقة إطلاقه النيران على الضحايا، وسار به يقنص هذا وذاك ويتحول بالسلاح هنا وهناك، في مشهد أعرب كثير من رواد مواقع التواصل عن عدم تصديقهم في البداية أنه حقيقي.

كما أثار انتباه الكثيرين طريقة تبديل مخزن الذخيرة وإطلاق النار على المارة من السيارة التي كان يقودها.

كانت الشرطة في ولاية جوجارات الهندية اعتقلت 10 مراهقين لمخالفتهم حظرًا فُرض مؤخرا على لعبة الفيديو الشهيرة "بابجي".

وأعلنت السلطات المحلية في الولاية الحظر الأسبوع الماضي لمكافحة ما وصفته بانتشار "السلوكيات العنيفة" بين الأطفال، الذين يلعبون "بابجي" ولعبة أخرى تسمى "تحدي مومو" والتي توصف بأنها لعبة تحض على الانتحار.

وصنعت لعبة "بابجي" شركة كورية لمايكروسوفت ويندوز على برمجة خاصة "ستيم"، ومنذ ذلك اليوم حتى الآن بيعت أكثر من 13 مليون نسخة منها، ‏ووصل عدد اللاعبين بها في الوقت نفسه إلى مليوني لاعب لتصبح أكثر الألعاب ‏رواجًا على ستيم.‏

PUBG‏ هي لعبة أكشن يصل عدد اللاعبين‎ ‎فيها في الجولة الواحدة إلى 100، ‏والهدف منها هو القتال أما الرابح فهو من يصمد حتى نهاية المعركة.‏

ويمكن للاعبين أن يختاروا اللعب منفردين أو في فريق صغير يصل عدد أفراده إلى 4 ‏كحدٍ أقصى، وفي الحالتين الشخص الذي يبقى حيًا حتى نهاية المعركة يكون هو ‏الرابح.‏

تُلعَب ‏PUBG‏ عبر الإنترنت، الأمر الذي يجمع "محاربين" من كل أنحاء العالم في ‏الوقت نفسه، وتتم عملية القتل في 15 دقيقة.

وتظهر المعالم والأسلحة وحتى الأشخاص بشكل يلامس الواقع، مما يساعد في نقل ‏اللاعب إلى عالمٍ آخر ليعيش في عزلة واقعية ومعركة افتراضية، هذا وتعطي اللعبة ‏معلومات مفصلة عن الأسلحة المتوافرة وأنواع الرصاص التي يمكن استعمالها.

واستشهد ما لا يقل عن 49 شخصا نتيجة إطلاق نار على مسجدين في مدينة كرايست تشيرش في جزيرة ساوث آيلاند بنيوزيلندا، وذكرت صحيفة "heute" النمساوية أن المهاجم الأسترالي برينتون تارانت البالغ 28 عاما نشر بيانا على وسائل التواصل الاجتماعي يحرض على القتل.

قال مفوض الشرطة، مايك بوش، في مؤتمر صحفي: إن "إجمالي الضحايا 49 قتيلا".

وأوضح بوش: "هناك شخص سوف يقاضى يوم الغد، وثمة اثنين آخرين عثر بحوزتهما على أسلحة نحقق بصلتهما بالحادث"، مؤكدا أن "الهجوم كان مخطط له بعناية".

كانت رئيس الوزراء النيوزيلندية، جاسيندا أرديرن، أعلنت "رفع درجة التهديد الأمني لأعلى مستوى"، مؤكدة أن "الشرطة ألقت القبض على أربعة لهم آراء متطرفة لكنهم لم يكونوا على أي قائمة من قوائم المراقبة".

ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن شهود، قولهم إنهم شاهدوا رجلا يرتدي ملابس سوداء يقتحم المسجد، قبل أن يبدأ إطلاق النار، ثم يتجه إلى مسجد مجاور فيما بعد.

ونقلت عن شاهد العيان الذي يقيم بجانب المسجد، ويدعى، لين بنها، قوله إنه رأى رجلا يرتدي ملابس سوداء يدخل المسجد ثم سمع العشرات من الطلقات، وتبع ذلك فرار أشخاص من المسجد في حالة رعب.

وقال الشاهد: "خرج بعدها المسلح من المسجد، وأسقط ما يبدو أنه سلاح نصف آلي ثم فر هاربا".

وتابع "رأيت قتلى في كل مكان. كان هناك 3 عند المدخل وعند الباب المؤدي إلى المسجد وأشخاص داخل المسجد".

وقال "بنها": إن المسلح كان أبيض البشرة وكان يرتدي خوذة ونوعا من المعدات على رأسه، مما منحه مظهرا عسكريا.

كما نقلت صحيفة "نيوزيلندا هيرالد" النيوزلندية عن أحد الناجين من مجزرة مسجد النور، ويدعى نور حمزة، قوله: "عندما بدأ إطلاق النار هربت مع العشرات إلى الخارج واختبأنا خلف السيارات في موقف السيارات الخلفي للمسجد".

وأضاف: "استمر إطلاق النار لمدة 15 دقيقة على الأقل ثم ظهرت الشرطة اقتحمت المبنى فيما بعد، وشاهدت الجثث ملقاة عند المدخل الأمامي للمسجد، ولم أصدق عيني عندما شاهدت أكوام الجثث بالمسجد".

لكن المفاجأة الأكبر، هو أن تارانت، منفذ الهجوم، نشر بيانا مطولا من 74 صفحة تقريبا عبر الإنترنت، قبل يومين من تنفيذ عمليته، يعلن فيها نيته تنفيذ الهجوم، ويشرح فيه أهدافه وخلفيات هجوم، ولكن لم يلتفت أحد من أجهزة الأمن الأسترالية أو النيوزلندية لذلك البيان الخطير.

وفي البيان، يصف تارانت نفسه بأنه "رجل أبيض عادي من عائلة عادية، وقرر النهوض من أجل ضمان مستقبل أبناء جلدته".

وأضاف أنه ولد في عائلة من الطبقة العاملة ذات مدخول منخفض، ولم يكن مهتما بالدراسة وبعد التخرج من المدرسة لم يلتحق بالجامعة، وعمل لبعض الوقت حتى ادخر مبلغا أنفقه لاحقا على السفر والسياحة، وفي الفترة الأخيرة انخرط في أعمال "إزالة الكباب"، وهو مصطلح دارج على الإنترنت يرمز لنشاط "منع الإسلام من غزو أوروبا".

كما كتب تارانت عن دوافع جريمته ومن أبرزها قضية تدفق المهاجرين المسلمين إلى الدول الغربية ودعا إلى إيقاف هجرة المسلمين وسمى الأمر بـ"الغزو"وذكر بـ"الإبادة الجماعية للبيض".

وأكد المهاجم أن أفعاله جاءت انتقاما لـملايين الأوروبيين الذين قتلهم الغزاة الأجانب عبر التاريخ وآلاف الأوروبيين الذين قضوا في هجمات إرهابية على الأراضي الأوروبية.

وذكر تارانت عن سبب اختياره لنيوزيلندا كمكان للعملية على أنه أراد من ذلك توجيه رسالة "للغزاة" أنهم ليس بمأمن حتى في أبعد بقاع الأرض.

وأشار تارانت أنه لا يشعر بالندم ويتمنى فقط أن يستطيع قتل أكبر عدد ممكن من الغزاة وأنه ليس هناك من بريء بين المستهدفين لأن كل من يغزو أرض الغير يتحمل تبعات فعلته.

Advertisements
الجريدة الرسمية