رئيس التحرير
عصام كامل

«في يومه العالمي» فوائد وأضرار النوم.. يعزز خلايا مناعية تحارب الجراثيم.. ملاذ آمن ومسكن جيد للآلام.. يساعد في تخفيف الوزن.. الإسراف فيه يؤدي للوفاة.. ووضعية البطن كارثة

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

دشنت الرابطة العالمية والاتحاد العالمي وفيدرالية النوم الدولية عام 2008 الجمعة الثالثة من شهر مارس كحدث سنوي، بهدف الاحتفال والتذكير بفوائد النوم الجيد والصحي، وجذب انتباه الناس لمشكلات اضطرابات النوم على صحتهم، وتعليمهم وحياتهم الاجتماعية.


خسائر الحرمان من النوم
وتشير الإحصائيات إلى أن الحرمان من النوم يكلف الولايات المتحدة أكثر من 400 مليار دولار في السنة مع خسارة اليابان 138 مليار دولار، وألمانيا 60 مليار دولار، والمملكة المتحدة 50 مليار دولار، وكندا 21 مليار دولار، في حين افرزت الكثير من الدراسات القواعد الصحيحة للنوم.

الجراثيم
واكتشف باحثون ألمان أن النوم الجيد يقي الجسم من الجراثيم، فهو يعزز كفاءة خلايا مناعية معينة من خلال تحسين فرص تعلقها بالخلايا المصابة بفيروسات وتدميرها في النهاية.

وركز الباحثون اهتمامهم على الخلايا (تي) التي تتصدى للإصابات المعدية، فعندما ترصد هذه الخلايا خلية مصابة بعدوى فيروسية، فإنها تعكف على تنشيط بروتين لزج يعرف باسم (الإنتجرين) يسمح لها بالتعلق بتلك الخلية ومواجهة الفيروس، واستطاع الباحثون أن يبرهنوا أن قلة النوم وكذلك فترات التوتر الطويلة تؤدي إلى رفع مستويات الهرمونات التي تعرقل تنشيط البروتينات اللزجة.

مسكن للآلام
والنوم هو الملاذ الآمن، تستطيع من خلاله الهروب من المشكلات والآلام الجسدية، ففي بحث نشر في مجلة علم الأعصاب، وجد أن الحرمان من النوم يزيد من الحساسية للألم فهو يعمل على تخفيف استجابة مسكنات الألم في الدماغ، وإحداث حالة تشبه الخمول مثل ضعف الإدراك لعرقلة قدرتنا على التعلم وتشكيل ذكريات جديدة، وذلك حسبما ذكر موقع Medical News Today.

ووجد الباحثون أن قشرة الدماغ الحسية الجسدية، وهي منطقة مرتبطة بحساسية الألم، تكون مفرطة النشاط عندما لم ينم المشاركون بما فيه الكفاية، وهذا يؤكد الفرضية القائلة بأن الحرمان من النوم قد يتداخل مع الدوائر العصبية لمعالجة الألم.

تخفيف الوزن
وأفادت دراسة أمريكية أن النوم المبكر يساعد في تخفيف الوزن، والحصول على الوزن المثالي والرشاقة المرجوة، حيث قال الباحثون إن نجاح الحمية التي يتبعها الإنسان يعتمد على عدد ساعات النوم التي يحصل عليها يوميا لأن الحرمان من النوم المريح يؤثر في إفراز هرمون التوتر «كورتيزول» المنظم للشهية، وبالتالي سيشعر الأشخاص الذين لا يحصلون على ساعات نوم كافية بالجوع حتى إذا تناولوا كميات كافية من الطعام، وأكد هؤلاء في دراستهم التي نشرتها مجلة الجمعية الطبية الأمريكية أن على الأشخاص الذين يرغبون في إنقاص أوزانهم تغيير عاداتهم الغذائية وعاداتهم في النوم أيضا.

واستعرض الباحثون عددا من الإرشادات المفيدة، وتشمل عدم الذهاب إلى النوم عند الشعور بالجوع، لكن بالمقابل لا ينبغى تناول وجبة دسمة قبل النوم، وممارسة الرياضة بشكل دوري قبل النوم بثلاث ساعات على الأقل، واستبدال الكافيين بالعصير الطازج، وتجنب أخذ قيلولة أثناء النهار لتفادي حصول مشكلات في القدرة على النوم أثناء الليل، وأخذ حمام ساخن أو قضاء بعض الوقت في القراءة قبل الاستغراق في نوم عميق.

النوم على البطن
من ضمن قواعد النوم الصحيحة منع النوم على البطن، حيث أوضحت دراسة نشرها موقع "healthline"، أن طريقة النوم على البطن لها فائدة وحيدة هي تقليل الشخير، إلا أن السلبيات والمخاطر أكبر بكثير وتكرار النوم على البطن سيؤدي لأضرار مختلفة في الظهر والرقبة وأيضًا على التنفس.

وأكدت الدراسة أن النوم على البطن يسبب آلاما في الظهر وخاصة العمود الفقري، حيث إنه يسبب إجهاده، ويضغط على الأعضاء الداخلية في الجسم، مما يؤدي مع مرور الوقت إلى الشعور بالألم وعدم الراحة في النوم، كما إنه يسبب توتر في العضلات المحيطة بالعمود الفقري، ويؤدي إلى تقوسه.

ولكي يستطيع الإنسان التنفس أثناء النوم، غالبا يلجأ إلى إمالة الرأس لأحد الجانبين، هذا الأمر يتسبب في خلل في استقامة العنق والعمود الفقري، فعدم وجود الرقبة والعمود الفقري أثناء النوم على ذات الاستقامة؛ يتسبب بنشأة العديد من المشكلات على المدى الطويل.

النوم الكثير والوفاة
«ولأن الشيء إذا زاد عن حده بيتقلب لضده».. أكدت دراسة عالمية نشرتها "مجلة القلب الأوروبية"، قائمة على بيانات جمعها فريق بحثي من 21 دولة في سبعة مناطق حول العالم، أن الأشخاص الذين ينامون أكثر من 8 ساعات عرضة للإصابة بأمراض مثل السكتة القلبية وهبوط حاد في الدورة الدموية، فضلا عن الوفاة بنسبة تصل إلى 41%.

وأشارت الدراسة إلى أن بعض المواطنين لديهم ظروف خاصة تجعلهم ينامون لفترات أطول، وهذا بدوره يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية أو الوفاة.
الجريدة الرسمية