رئيس التحرير
عصام كامل

أحمد ممدوح يكتب: نزيف المودة.. شهر عسل أخير مع فخر العرب

أحمد ممدوح يكتب
أحمد ممدوح يكتب

تصنيفك لي كحاقد أو فاشل أو أي صفة أخرى تراها لن يمنعني من تدوين رأيي السلبي في بعض تصرفات فخر العرب، أعلم أن الإرهاب المستمر من أنصار النجم -الكبير حقا- محمد صلاح يخيف البعض من انتقاده، وقد يدفع آخرين إلى غض الطرف عن تصريحات تسيء لنا جميعا صدرت على لسان لاعبنا المحبوب.


أمس لم يكن يوما عاديا، على الأقل على هؤلاء المؤمنين بمحمد صلاح، ومشروع النجم العالمي الكبير الذي بدأ قبل ٧ أعوام من بازل في سويسرا ووصل إلى ليفربول في إنجلترا، ووسط تطلعاتنا المستمرة أن نشاهد نجمنا يجري الإحماء جوار ميسي في الكامب نو، أو يلعب تحت قيادة زيدان في البرنابيو، قال صلاح ما لا يجب أن يفوت كما فوت عمدا على كثير من وسائل الإعلام المصرية، بعد أن قرر النجم الكبير أن يواجهنا بحقيقتنا أمام العالم، كما ادعى ووصف المصريين بأصحاب الذهن الضيق، بل وزاد الطين بلة بأن وصف شعبنا بأنه لا يحب التعلم والتطور، ووالله إن كل ما قاله زورا إذا نظر إلى مسيرته، وأدرك أن الذهن المتفتح والوعي الكامل للمصريين أو مشجعي الكرة منهم على الأقل هو من جعلهم يؤمنون بلاعب جيد المستوى حصل على فرصة للعب في الدوري السويسري المتواضع أوروبيا، وتابعوا مبارياته وأخباره باهتمام، وحملوه أحلامهم بعودة الكرة المصرية لسابق عهدها، بعد الانتكاسة التي مرت بها بعد اعتزال جيلها الذهبي.

المصريون يا صلاح لولا إدراكهم وتعلمهم من دروس الزمان ما كانوا دعموك خلال أزمتك مع اتحاد الكرة، التي لجأت فيها لمواقع التواصل الاجتماعي وجمهورك الذي تهينه الآن، وتدعي أنك لا تهتم برأيه، وهي سقطة تدل أنك أنت من لم يتعلم شيئا إلا الظن بأنك أكبر من الجميع، بسبب حالة الانتفاخ التي وصلت لها، ولا يبررها إلا الدعم غير المشروط لك، من محبين مخلصين في بلدك مصر لا مكان آخر.

ما قلته يا صلاح عن بلادك لم يصدر عن نوابغ مصر في الداخل أو الخارج، لا لخوف منهم أو عدم فهم، لكن لمعرفة حقيقية لمعدن هذا الشعب وإيمان بقدراته الحقيقية التي تظهر على فترات، وأعتقد أن هذا ما ينقصك العلم والإدراك الكامل لكل ما هو حولك، وهو أمر في أغلب الأحيان لا يكون مكتسبا بل نابع من حس داخلي متأصل بقيمة الجغرافيا والتاريخ، ومكانة الشعوب الحقيقية وقوة الجماهير وقيمة إيمانها بك، لكن سيادتك نصبت نفسك أخصائي تنمية بشرية، وتفرغت للتنظير علينا كأنك أول من اكتشف سر تراجعنا، فغيرك وصلوا لمكانة علمية وسياسية عظيمة في الخارج، ولم يرفعوا أنفسهم لمكانة الناصح الأمين ، ومكتشف السر الأعظم في تراجع الأمة وتخلفها.

منذ شهور وبعد متاجرتك بأزمتك مع اتحاد الكرة واستدعاء الجمهور للضغط في اتجاهك قلت لك إننا لن نقطع حبال المحبة المشدودة بيننا وبينك، إلا إذا قررت أنت، وها أنت تبدأ في قطعها واحدا تلو الآخر، وها هو رصيد المودة ينزف وشهر العسل ينتهي يا فخر العرب.

الجريدة الرسمية