رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الموت كتب النهاية.. المشكلات الاجتماعية سبب لـ5 حالات انتحار ببني سويف

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

«الخلافات الأسرية والعاطفية والاكتئاب والضغط النفسي» وغيرها من المشكلات الاجتماعية التي جاءت سببًا لأغلب حالات انتحار عدد من الشباب والفتيات بقرى ومراكز محافظة بني سويف، في الشهور الأخيرة، حيث دفعتهم ظروفهم وخلافاتهم إلى التخلص من حياتهم للهرب منها، فمنهم من أقدم على الانتحار لفشله في الزواج من حبيبته، وآخر اختار الموت سبيلًا للخلاص من مشكلات أسرته وأخرى استجابت لشيطانها للهرب من عقاب أسرتها لفشلها في الامتحان، تستعرض «فيتو» في التقرير التالى أبرز حالات الانتحار التي شهدتها المحافظة وكانت المشكلات الاجتماعية سببًا لها.


انفصال الزوجة

ففي قرية «الجزيرة الشرقية» التابعة لمركز ببا، جنوب المحافظة، أقدم «أحمد.ش.ا»، 42 سنة، فلاح، على الانتحار للتخلص من حياته بتعليق رقبته بـ«تلفيحة» قام بربطها بالأسياخ الحديدية بمدخل منزل أسرته، لمروره بأزمة نفسية عقب انفصال زوجته عنه ترك طفليهما له، وعدم مقدرته على المعيشة وتربية الأطفال.

تشاجر مع والده

وفى قرية «شنرا» التابعة لمركز الفشن، جنوب بني سويف، وضع «سمعان ي.ح» 20 سنة، دبلوم فني، نهاية مأسوية لحياته وهي الانتحار بتناوله كمية من الحبوب لتشاجره مع والده بسبب رغبة الأب في إلحاق نجله بعمل، لرفض الأب جلوس نجله في المنزل بدون عمل وطلب منه الخروج بحثا عن عمل.

امتحان الميكروبيولوجى

وفى مدينة بني سويف، أقدمت «ر.ش.م» طالبة بكلية الصيدلة بجامعة بني سويف، على الانتحار، بالقفز من الدور الرابع بالكلية، أثناء أدائها امتحان الفصل الدراسي الأول، في مادة «الميكروبيولوجى» وتم نقلها إلى المستشفى الجامعى، في محاولة لإسعافها وتم حجزها بعناية الحالات الحرجة، إلا انها لفظت أنفاسها الأخيرة بالمستشفى.

المصروفات الدراسية

وفى مركز ببا، جنوب المحافظة، تخلصت «زينب.م.خ» 19 سنة، طالبة جامعية، من حياتها، بالانتحار، بتناول مادة سامة «مبيد حشري» أثناء تواجدها بمنزل أسرتها، لمرورها بحالة نفسية لعدم قدرته على دفع المصروفات الدراسية لها وعقب ذلك شعرت بحالة إعياء شديدة، وتم نقلها لمستشفى ببا المركزي توفيت في الحال.

وفاة الأم

وفى قرية «بني هاني» التابعة لمركز إهناسيا، غرب بني سويف، اختارت «ي.م.ك» 17 سنة، حاصلة على دبلوم فني، الموت سبيلًا للتغلب على حزنها، عقب وفاة والدتها، فأقدمت على الانتحار شنقًا، عن طريق ربط رقبتها بـ«إيشارب» وعلقته بسقف غرفة نومها بمنزل أسرتها، قاصدة التخلص من حياتها لمرورها بحالة نفسية لوفاة والدتها، قبل أسبوع من الواقعة.

علم الاجتماع

وأكد الدكتور جمال عبد المطلب، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب، بجامعة بني سويف، أن الشباب أو الفتيات هم نتاج عملية تنشئة اجتماعية متداخلة تبدأ بالتنشئة الأولية في الأسرة حيث يتعلمون فيها معايير التفرقة بين الصواب والخطأ والحلال والحرام ومعايير السلوك المقبولة اجتماعيًا، ثم يأتي دور التنشئة الثانوية من خلال عدد من المؤسسات كالمدرسة أو المؤسسة التعليمية والمؤسسة الإعلامية وأخيرا جماعات الأصدقاء أو الأقران.

مشكلات اجتماعية

وأضاف «عبدالمطلب» أن الشباب والفتيات غالبًا ما تواجههم مشكلات اجتماعية قد تصل إلى حد الأزمة كالمشكلات العاطفية أو الفقر المدقع أو فقدان عزيز كالأب أو الأم أو فقدان القيمة كالشرف أو الشعور بالدونية مقارنة بالآخرين، وتلك المشكلات تفقد الشباب والفتيات التوازن النفسي والعقلي وما يصاحبه من اختلال في طرق التفكير والاكتئاب ومن ثم فقدان الرغبة في الحياة والشعور بعدم جدواها مما يدفعهم للانتحار.

دور الأسرة

وأوضح أستاذ علم الاجتماع، أن للأسرة دورًا كبيرًا في محاولة مساعدة الشباب والفتيات على الرجوع لمرحلة التوازن النفسي من خلال المساندة الاجتماعية وبث الأمل واستدعاء القيم الدينية التي تحض على أمانة الحياة وتحرم إيذاء النفس أو الانتخار باعتباره يعد خروجا عن الدين، مطالبًا بتوجيه الشباب والفتيات إلى السبل العقلية والصحيحة والسوية لمواجهة المشكلات وحلها بدلا من الهروب منها من خلال فقدان الهوية أو الشعور باللاهمية والتي تؤدي بالضرورة إلى الانتحار.

الوازع الديني

من جانبه أكد الشيخ عادل حيدر، مدير عام الإرشاد الدينى والمكتبات بمديرية الأوقاف ببنى سويف، أن الإقبال على فكرة الانتحار ترجع إلى ضعف الوازع الديني عند المنتحر، مشيرًا إلى أن هناك عناصر أخرى تسهم في ترسيخ فكرة الانتحار لدى المنتحر، منها أن يكون المنتحر يعاني من عدد من المشكلات النفسية بعد أن تأكد أن ليس لها حلول وأن الحل الوحيد من هذه المشكلات هو الانتحار.

الدفء المجتمعي

وأضاف «حيدر» أن غياب الرعاية الأُسْرِية السليمة وتراجع القيم الدينية وغياب القدوة الذي يمثل الصبر والقوة وتحمل المسئولية في الأسرة والعمل والمحيطين بالمنتحر، لافتا إلى أن غياب الدفء المجتمعي، وغياب الصديق الحقيقي الوفي الذي يقف بجوار الصديق في وقت الشدة يسهم بشكل كبير في شعور المنتحر بالوحدة.

الرضا بقضاء الله

وطالب مدير عام الدعوة والإرشاد الدينى، بضرورة التوكل على الله ونشر معاني قوله تعالى: «وإن يمسسك الله بضرٍّ فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم»، خاصة أن قدر الله مقدورٌ، مشيرًا إلى أنه يجب الرضا بقضاء الله وقدره، وأن يكون الإنسان حاضرا بين الصبر والشكر.
Advertisements
الجريدة الرسمية