رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«حمالة الأسية وقاهرة الإعاقة».. سماح تتكسب لقمة عيشها بـ«البرويطة»

فيتو

منزل صغير «غرفة ومكان لقضاء الحاجة» مسقوف بالبوص وجريد النخيل، تقطنه فتاة سمراء تعاني في اليد اليمني من إعاقة وبعض من الإعاقة الذهنية، لم تتجاوز السادسة عشرة من العمر، تستيقظ في السادسة صباحًا، لتفتح النافذة وترى التلاميذ وهم يستعدون للذهاب إلى المدرسة، تسمع أصواتهم وهم ينادون «فين الشنطة.. عاوز الحق الطابور».


تمسك "سماح" بأدوات العمل وتقوم بوضع النقال الحديدي أو ما يسمى بلهجته الصعيدية "البرويطة" وتضع الدقيق فيها وتستعد لحمله ونقله إلى بيوت أهالي القرية الذين اتفقوا معها على نقله، وفي ذات اللحظة تقوم بمساعدة الأب في عمل الفلافل وإعداد "السندوتشات" التي يبيعها شقيقها الأصغر.

تخرج "سماح" وهي حاملة الدقيق على "البرويطة" وتنظر بعيناها الحالمتين بالمستقبل الأفضل، رافعة يدها إلى السماء، تنظر إلى الأطفال والتلاميذ وهما يمرون بجوارها ذاهبين إلى المدرسة كلها أملا أن يأتي اليوم الذي تحمل في يدها حقيبة بداخلها كتب مدرسية، تذهب مثلهم إلى المدرسة.

"فيتو" زارت نجع الدبيات التابع لقرية السمطا بمركز دشنا بقنا، لتلتقي الفتاة التي لم تمنعها الإعاقة من العمل ومساعدة عائلتها، فتقول: "هشوف الرئيس السيسي وهيقابلني زي اللي شوفتهم معاه في الاحتفال بيوم المعاق".

وعن سبب إصابتها بإعاقة يدها، أوضحت "سماح" أنها كانت في سن صغيرة، وعندما كانت تحبو على الأرض وضعت يدها بداخل "الفرن البلدي" بعد أن أنهت والدتها العمل به، وتشوهت يدها تماما وأصبحت يدها على وضع واحد غير مفرودة كالعجين بالضبط، وذهبت عائلتها بها إلى مستشفى المحافظة، وتم إجراء جراحة لها ولكنها فشلت وأصبحت منذ ذلك الوقت بهذا الشكل، لا تستطيع فردها.

وأشارت "سماح" إلى أنها تبدأ عملها منذ الصباح الباكر لمساعدة والدها، موضحة أن لها من الأشقاء «ولدين وبنتين» هي أوسطهم، وجميعهم يساعدون والدهم في العمل للإنفاق على المنزل، باستثناء الشقيقة الكبرى المتزوجة، لافتة إلى أنها لا تجد عيبًا في عملها رغم مشقته.

ساعات العمل
تبدأ سماح في إعداد "وجبات السندوتشات"، في الساعات الأولى من الصباح، وتقوم بإعداد "الفلافل"، بعد أن تستعد بـ"البرويطة" وتضع عليها الدقيق الذي تقوم بنقله إلى بيوت أهالي القرية، مشيرة إلى أن الفتاة لديها القدرة على العمل مثل الرجل.
وبالرغم من أن "السمطا" من القرى التي تجد الفتيات صعوبة في العمل فيها، إلا أنها استطاعت أن تثبت لهم من خلال عملها أنها قادرة على العمل ولا عيب في ذلك.

بعد تجهيز الوجبات، تتجول"سماح" على قدميها حاملة "البرويطة" وبها الدقيق، لتنهي ذلك العمل في الخامسة مساء، وتبدأ في الوقوف على "فرش الحلوى والخضر والفاكهة" لتبيع، وعندما تشعر بالنعاس آخر اليوم الذي ينتهي في العاشرة مساءً تخلد إلى النوم، لتبدأ رحلة جديدة في اليوم التالي.

حلم "الورقة والقلم"
أعربت "سماح" عن سعادته بتلك الحياة التي تعيشها مع أسرتها، إلا أنها تحلم بأن تذهب إلى المدرسة وتجيد في يوم من الأيام القراءة والكتابة، لافتة إلى أنها لم تذهب يومًا إلى المدرسة بسبب الظروف المعيشية للأسرة التي تعيش في حجرة مسقوفة بالبوص والجريد وجميعهم في تلك الغرفة: "بنام أنا وأمي وأخواتي وأبويا في الغرفة ده".

مقابلة السيسي
تحلم "سماح"، بنت نجع الدبيات، أن تلتقي يومًا الرئيس عبد الفتاح السيسي، مثلما التقى الكثير من الأطفال المعاقين في الاحتفالية الأخيرة لليوم العالمي للمعاقين.

وعن رسالتها التي تريد إيصالها للرئيس، قالت "سماح": "هقول له يابوي السيسي عاوزة أعمل عملية ويدي ترجع تاني مفرودة وأقدر اشتغل اكتر وابني بيتنا وادخل مدرسة واصرف معاش.. وبرضوا هشتغل وأساعد أبوي عشان ربنا يكرمنا".
Advertisements
الجريدة الرسمية