رئيس التحرير
عصام كامل

البدوي محمد.. حلاق أصم وأبكم تحدى إعاقته بمهارة استخدام المقص بقنا (فيديو)

فيتو

داخل محل صغير يكمن السر.. وسر خصوصيته رحمة الزبائن من رغي الحلاقين.. هذا ما ستجده داخل محل صغير بحارة ضيقة بأحد شوارع مدينة نجع حمادي، شمال محافظة قنا، يديره البدوي محمد عجوز، ذلك الشاب الأصم والأبكم الذي تحدى إعاقته بعد أن منحه الله موهبة ومهارة عالية في استخدام المقص والمشط وماكينة الحلاقة، لينال شهرة واسعة بين أهالي المنطقة الكائن بها، بل يضرب به المثل في التصميم والتحدي.


والتقت "فيتو" البدوي عجوز، وبمساعدة شقيقه وبعض الزبائن الذين سارعوا ليكونوا حلقة وصل بيننا وبينه في ترجمة إشاراته لمعرفة قصته.


ووفقا لمترجمي الإشارة "البدوي"، من مواليد عام 1972، متزوج ولديه طفلين ولديه شقيقتين بكم، وعائلته أغلبها بنفس الحال، يعاني من مرضه المذكور وضعف النظر وإعاقة خفيفة بالقدم، تعلم مهنة الحلاقة منذ الصغر، وهي مصدر رزقه للإنفاق على أسرته.

وعن وسيلة تفاهمه مع الزبائن، يشير بلغة الإشارة وبترجمة سريعة من شقيقه، أن معظم زبائنه يستطيعون التفاهم معه، نظرا لكثرة تعاملهم معهم، كما أن بعض زبائنه من الشباب والأطفال يستعينون بالصور حتى يتمكن من التعرف على الشكل المناسب للحلاقة، أما كبار السن لا تفرق معهم نوعية الحلاقة حيث يفضل جميعهم شكلا واحدا.

وعن الأسعار أشار إلى أنه يتقاضى أشياء بسيطة لا تتعدى الـــ5 جنيهات، ولذا تجد الإقبال كبيرا عليه، فهو لا يحدد ثمنا أو سعرا محددا، وهنا يقاطع حديثنا أحد الزبائن قائلًا: "هو بيرضى بأي حاجة عشان عاوز يعيش.. والناس هنا بتحبه وتفضل تحلق عنده.. أغلب الحلاقين هنا بيأخدوا مبالغ تصل إلى 50 جنيهًا وأكثر من ذلك، لكن هنا على قد حاله وحالنا.. وربنا يكرمه بالخير".

وقال الشيخ على أحمد، أحد الزبائن:" نحن زبائن عند البدوي منذ سنوات وهو كل ما يريد فهمه هو الإشارة إلى الشيء المطلوب منه سواء رأس أو ذقن، ورغم صعوبة التعامل معه في بعض الأحيان وخاصة الشباب إلا أنه بعد فترة من التعامل يسهل معه الأمر".

وأوضح ياسر محمد، أحد الزبائن، أن "البدوي" لا يساعده أحد، ويعيش على دخل محل الحلاقة للإنفاق على أسرته وشقيقه، منوهًا إلى أنه لا يتقاضى أي معاش من قبل أي جهة.
الجريدة الرسمية