رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

في مئوية ثورة 1919.. حال «بيت الأمة» بعد سعد زغلول.. «صفية» تمنع الاجتماعات بمنزل الزعيم.. «سراج الدين» يؤسس الوفد الحديث.. سحب الثقة من «جمعة» بداية الصراعات..

فيتو

"سعد سعد.. يحيا سعد".. هتافات مدوية وبركان غضب بربوع مصر، عقب تداول خبر القبض على سعد زغلول وصحبه عام 1919، لتبدأ بذلك أشهر ثورة شهدها تاريخ مصر المعاصر.


وتزامنا مع الاحتفال بمئوية ثورة 1919 التي تحل ذكراها يوم 9 مارس المقبل، نستعرض خلال السطور التالية حكاية ثورة التي لم يكن لها أثر سياسي فقط على الحياة السياسية المصرية، بل كانت لها آثار اجتماعية جمة، منها خروج المرأة في المظاهرات، لأول مرة في تاريخها، وأيضا التلاحم الشعبي الكبير بين المسلمين والأقباط، والذي يعتبر نموذجا خاصا ولحظة فارقة في تاريخ الوطن.

شرارة الثورة
في عصر يوم 8 مارس ألقت السلطات البريطانية القبض على سعد زغلول وثلاثة من رفاقه هم محمد محمود باشا، وإسماعيل صدقي باشا، وحمد الباسل باشا، ورحلتهم إلى بورسعيد، ومن هناك نفتهم إلى مالطة، تسبب خبر القبض على سعد زغلول وصحبه، إلى انفجار ثورة غضب عارمة في الشارع المصري يوم 9 مارس عام 1919، لتبدأ بذلك أشهر ثورة شهدها تاريخ مصر.

شارك في الثورة طلبة ونساء ومسلمون وأقباط وفلاحون في جميع أرجاء القاهرة والإسكندرية والمدن الإقليمية، وتصدت القوات البريطانية للمتظاهرين بإطلاق الرصاص عليهم، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، استمرت أحداث الثورة إلى شهر أغسطس وتجددت في أكتوبر ونوفمبر، لكن وقائعها السياسية لم تنقطع واستمرت إلى عام 1922، وبدأت نتائجها الحقيقية تتبلور عام 1923 بإعلان الدستور والبرلمان.

نتائج الثورة
حققت الثورة بعض مطالبها ففي 28 فبراير عام 1922 ألغت بريطانيا الحماية المفروضة على مصر منذ 1914، وفي 1923، صدر الدستور المصري وقانون الانتخابات وألغيت الأحكام العرفية، لم تتمكن الثورة تحقيق الاستقلال التام، فقد ظلت القوات البريطانية متواجدة في مصر.

سعد زغلول
وبعد وفاة سعد زغلول زعيم الثورة ومؤسس حزب الوفد، ظل الوفديون يجتمعون في منزل سعد زغلول بوسط القاهرة نظرا لكونه هو مقر الوفد آنذاك، حتى قالت صفية زغلول حينها إن زوجها قد توفى، فرد عليها الوفديون بأن بيت سعد زغلول هو بيت الأمة، ومن هنا أطلق عليه بيت الأمة، أما حزب الوفد الحالي فهو ملك لجد فؤاد بدراوى القيادى الوفدى، الذي دفع ثمنه بعد تأميم القصور في عهد جمال عبد الناصر، وتم شراؤه مرة أخرى.

تأسيس الوفد الحديث
أسس حزب الوفد الحديث على يد فؤاد باشا سراج الدين وزير الداخلية الأسبق، ووضعت على يده قواعد ولوائح الحزب الحديث، واستمر الحزب في مسيرته والتف الجميع حوله، حيث انضمت أغلب قيادات الوفد الحالية والسابقة في عهد فؤاد باشا سراج الدين، ومنهم الدكتور السيد البدوى شحاتة رئيس الحزب السابق الذي صعده فؤاد باشا إلى الهيئة العليا بعد سماع صوته في محافظة الغربية الذي كان عضوا فيها، وكان فؤاد باشا سعيد بمثل هذه الشخصيات، واستمر فؤاد باشا رئيسا لحزب الوفد حتى توفى في أغسطس عام 2000، وأقيم له عزاء مهيب في ميدان مصطفى محمود واستمر العزاء حتى صباح اليوم التالى.

نعمان جمعة
وبعد وفاة فؤاد باشا سراج الدين أجريت الانتخابات التي فاز فيها نعمان جمعة، ولم يستكمل "جمعة" الدورة الثانية وفقا للائحة، التي تجيز أكثر من دورتين، وسحبت الثقة منه، وأجريت الانتخابات بعدها وفاز محمود أباظة لدورة واحدة، ثم الدكتور السيد البدوى الذي استمر لدورتين متتاليتين، ليأتى المستشار بهاء أبو شقة رئيسا لحزب الوفد، ليكون الرئيس الخامس للحزب.

أزمات في الوفد
ظهرت أزمات حزب الوفد وخاصة الأزمة المالية مع قيادة رئيس الحزب السابق الدكتور السيد البدوى، نظرا لتراجع الإعلانات في الجريدة والخسائر المتتالية، واستلم البدوى الوفد من الرئيس السابق محمود أباظة بما يتعدى الـ 60 مليونا لكنه بسبب تراجع الإيرادات والخسائر في الجريدة تركه وديونه عدة ملايين، وقال المستشار بهاء أبو شقة إنه استلم الحزب والديون تصل لـ 48 مليونا.

صراعات وفصل
لم تكن فقط الأزمة المالية هي الوحيدة التي ضربت الحزب بل ظهرت مشاحنات بين القيادات فبعد انتخابات الهيئة العليا الأخيرة في الحزب، حدثت مشاحنات كبيرة وخاصة الذين لم يحالفهم الحظ في الانتخابات ومنهم قيادات وفدية قديمة شغلوا مناصب أعضاء في الهيئة العليا ومساعدون لرئيس الحزب، حيث عقدوا اجتماعا وأعلنوا عن وجود شبهات في الانتخابات وقرروا اللجوء للقضاء، وتطور الأمر سوءا عندما أصدر المستشار بهاء أبو شقة قرارا بفصل عدد منهم من الحزب نهائيا، لتعلن هذه الجهة نفسها بعد ذلك بالرسمية وتصدر بياناتها، ومنها أنها تسحب الثقة من أبو شقة في رئاسة الهيئة البرلمانية.

الرجل الثاني
وسبق أيضا أزمة القيادى الحالى فؤاد بدراوى في عهد السيد البدوى، والذي قررت الهيئة العليا في عهده فصله من الحزب، وكان حينها يمثل الرجل الثانى في الوفد، ظلت الأزمة قائمة طوال فترة رئيس الحزب السابق الدكتور السيد البدوى حتى عودة بدراوى في عهد أبو شقة وصعوده لمنصب الرجل الثانى مرة أخرى في الوفد.
Advertisements
الجريدة الرسمية