رئيس التحرير
عصام كامل

زياد عبد الفتاح ينتهى من نصف مذكراته مع الشاعر محمود درويش

فيتو

انتهى الكاتب الفلسطيني زياد عبد الفتاح، من كتابة نصف كتابه الجديد عن الشاعر الراحل محمود درويش، والذي يضم مجموعة من النصوص الأدبية التي تعبر عن ذكريات الكاتب مع الشاعر الراحل.


ويتضمن الكتاب ذكريات محمود درويش في تونس، ورحلته مع المرض في سنواته الأخيرة، إلى جانب البعد الشخصي الذي لمسه زياد عبدالفتاح في سنوات صداقته مع الشاعر.

ومن أجواء الكتاب:
ودعوتُهما معًا على وجبة غداء في بيتي في شارع "أبو شاكر من تحت" في الفاكهاني في بيروت. لم أسأل أيًا منهما، فلقد كان محمود درويش يحب الملوخية بلحمٍ وفير، لحم الضأن بالعظم. كان لُحوميًا، ويعتبر أن اليوم، الذي لا لحم فيه، يومٌ ضائعٌ لا يتخلله شبعٌ، ولا تكتمل فيه متعة الأكل.

وكان ضيفي الآخر يعشق الملوخية كذلك، بما أنه مصري، عاصر أجدادُه " الحاكم بأمر الله " الذي حرَّم عليهم الملوخية، فاشتاقوا لها عنادًا واعتقادًا، بأن كل ممنوعٍ مرغوبٌ فيه. كان شاعرًا ومؤلف قصص وحكايات للسينما وكاتب أغاني ويُقبِل على الملوخية بلحن ضأنٍ أو عجلٍ أو حتى دجاج. غير أن الأهم أن كليهما كانا يعلمان أن ملوخية ماجدة زوجتي، لا تُضاهيها ملوخيةٌ أخرى، حتى إنني فكرت في تسجيل براءة ملوخية باسمها.

وكنت فرِحًا بهما، استقبلتهما بما يليق، وقدمت لهما المشروبات، التي يُفضلانها. كان في عقلي أن أوفِّق بين صديقين نشبت بينهما خلافات، تتعلق بآخرين، فلا خلاف مباشر بينهما!

ظننتُ منذ البداية أن الأمر سهل، فما بينهما من خلاف ليس خلافًا في واقع الحال، وإنما.. لم أكمل الظن، فلقد أثار صديقي المصري فجأة سؤالًا، أظن أنه كان مُدبَّرًا ومدروسا.

قال صاحبي مخاطبًا محمود درويش "أرجو ألا تغضبَ مني، فأنت تعرف كم أحبك، وكم أحرص على بقائك في المكانة، التي نريدك أن تظل عليها، تناطح الذرى وتعانق القِمَّة. لذا أرجوك يا عزيزي ألا تكتب ما لا يُفهم. أكاد حتى أنا، لا أفهم شعرك، فما بالك بالبسطاء؟ أكتب للناس، لعامّة الناس يا درويش، ولا تكتب لنفسك أو لطبقةٍ، تظن نفسها فوق الناس".
الجريدة الرسمية