رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

مزارع مصر.. حلم جديد يغزو القارة السمراء.. القاهرة تخطط لنقل الخبرات الزراعية في إنتاج المحاصيل لأفريقيا.. 8 مشروعات بداية التنمية.. واستغلال إمكانيات وزيادة الاستثمار أبرز الأهداف

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

المزارع المصرية النموذجية في أفريقيا هي القدم الثقيلة لمصر في قلب القارة السمراء، فمن خلال 8 مزارع حالية و14 أخرى تخطط الدولة لافتتاحها خلال عامين في عدة دول أخرى سيكون لمصر شأن آخر في تصدير مفهوم الأمن الغذائي للدول الأفريقية بنقل الخبرات في إنتاج المحاصيل والبحث العلمي التطبيقي في استنباط الأصناف الجديدة للدول الأفريقية.


المزارع المصرية السبع في دول النيجر، زنجبار، زامبيا، مالي، الكونغو، توجو، أريتريا، وأوغندا، ومؤخرا تم افتتاح مزرعة جديدة في تنزانيا، ستفتح المجال أمام تعاون مصري أفريقي غير مسبوق على مستوى إنتاج الغذاء، وخاصة أن معهد بحوث المحاصيل بمركز البحوث الزراعية هو حجر الزاوية في إدارة تلك المزارع بسبب قدرته على تغطية احتياجات مصر بنسبة 98% من تقاوي محاصيل القمح والذرة والشعير والأرز وغيرها من المحاصيل الإستراتيجية التي تتفرد مصر بأصناف متميزة فيها.

الاستثمار
الدكتور عز الدين أبو ستيت وزير الزراعة أكد أن إنشاء مزارع نموذجية في الدول الأفريقية التي تمتلك مقومات الزراعة الجيدة من أراض خصبة ومياه يمكن مصر من زيادة فرص الاستثمار في إنتاج الغذاء بتلك الدول، إلى جانب العمل الذي تقوم به إدارة العلاقات الخارجية بالوزارة من تدريب مجموعات من المتدربين الأفارقة على نظم الزراعة الحديثة سنويا، ويصل العدد إلى 500 متدرب سنويا.

«أبو ستيت» أشار إلى أن مصر تستهدف تنمية قطاع الثروة الحيوانية في أفريقيا، خاصة وأن المراعي الطبيعية منتشرة بطول القارة السمراء، ولا يتم استغلالها بالشكل الأمثل في الإنتاج الحيواني، لذلك فإن الخبرات المصرية في هذا المجال ستكون فعالة في فتح قنوات استثمارية جديدة أمام القطاع الخاص، لضخ استثمارات في هذا المجال، إلى جانب الاتفاق على فتح المجال أمام القطاع الخاص المصري للاستثمار في المجال الزراعي بالسودان واستغلال الفرص الجيدة هناك، لأن العمل الحكومى المشترك بين الدولتين في هذا المجال يسير بشكل بطيء.

رئاسة الاتحاد الأفريقي
وكانت المزارع المصرية في أفريقيا في أوج انتشارها خلال فترة التسعينيات قبل أن تتوقف تلك الإستراتيجية لفترة طويلة، وتعود خلال الحقبة الحالية التي تتولى مصر فيها رئاسة الاتحاد الأفريقي وترغب في ترك بصمة إيجابية في مختلف الدول الآن، ومنذ عام 2014 بدأت الحكومة من خلال وزارة الزراعة الاهتمام بملف المزارع المصرية في أفريقيا، وأعلنت الحكومة في يونيو من نفس العام عن توقيع اتفاقية للتعاون المشترك مع دولة مالي لإقامة مزرعة نموذجية مشتركة لزراعة المحاصيل الحقلية والزيتية وبعض محاصيل الخضر والإنتاج الحيواني والسمكي.

وتقضي الاتفاقية بإنشاء المزرعة في محيط «فارابانا» بمنطقة أعالي وادي نهر النيجر على مساحة 150 فدانا، وهى تعد محطة بحثية في المقام الأول، وفي فبراير عام 2015 بدأت مصر إنشاء مزرعة نموذجية جديدة لها بدولة الكونغو الديمقراطية على مساحة 6 آلاف فدان في منطقة مينكاو على بعد 70 كيلو مترا شمال العاصمة كينشاسا.

واتفقت مصر ودولة تنزانيا في أكتوبر 2017 على التعاون في إنشاء مزرعة سمكية مشتركة، وأخرى زراعية نموذجية بمنطقة أجيراي لإنتاج تقاوي للقمح والذرة والأرز لخدمة سكان المنطقة، ثم افتتحت مصر في نوفمبر 2017 المزرعة المشتركة المصرية بدولة توجو في مدينة سوكودي بحضور ممثل عن إدارة المزارع المشتركة بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي المصرية، كما أعلنت وزارة الزراعة المصرية في فبراير 2018 البدء في تنفيذ المزرعة المصرية المشتركة بدولة إريتريا، والتي تقع في منطقة القرن الأفريقى.

وتهدف إلى تقوية الروابط المصرية الإريترية وخاصة في المجال الزراعي، وتلبية لاحتياجات الجانب الإريتري في النهوض بإنتاجيات المحاصيل المختلفة من خلال نقل التكنولوجيا الزراعية المصرية، سواء عن طريق إدخال أصناف وهجن لمحاصيل مصرية متفوقة في الإنتاج، أو من خلال تطوير نظم الري والبرامج التدريبية المختلفة، سواء كانت بمقر المزرعة أو بالمركز المصري الدولي للزراعة بالقاهرة.

استكمال المنظومة
ومع أغسطس 2018 أعلنت الوزارة عن تمكنها من استكمال منظومتها الزراعية بإنشاء عدد من المزارع النموذجية في كل من زنجبار، زامبيا، وأوغندا، ليبلغ عدد المزارع التي تم إنشاؤها وجار العمل بها ثمانى مزارع متميزة، بجانب إعلانها عن خططها المستقبلية ودعمها الفنى والبحثي والعلمي والخبرات المصرية لدول القارة في هذا المجال الحيوى.

وقال الدكتور محمد سليمان رئيس مركز البحوث الزراعية: إن حل أزمة الاعتماد على القمح في إنتاج الخبز، والفاتورة الكبيرة التي تتكلفها الدولة وجعلتها المستورد الأكبر له في العالم يمكن حلها بالنظر إلى التجارب الأفريقية في إنتاج الخبز من نباتات كالكاسافا والذرة والبطاطا أيضا، حيث ينعدم استخدام القمح الذي يعتبر محصولا تصديريا في القارة الأفريقية لإنتاج الخبز، مشيرا إلى أن المسألة تعتمد فقط على نشر هذا الفكر في إنتاج الخبز في مصر، وهو ما بدأنا فيه من خلال معهد تكنولوجيا الأغذية الذي بدأ العمل على إنتاج خبز بدلي مخلوط بنسبة لا تقل عن 30% من البطاطا أو الشعير أو الكينوا أو السورجام.

ومن جانبه أكد الدكتور صلاح محمدين الأستاذ المتفرع بقسم إنتاج الخضر في معهد بحوث البساتين أن القسم يمتلك علاقات راسخة مع الدول الأفريقية أعضاء اتفاقية الكوميسا، حيث يقبلون بشكل كبير على شراء الهجن المصرية من الخضر التي أنتجها القسم، وفي المستقبل وزيادة التعاون مع الدول الأفريقي سيكون الوضع أفضل، وسننقل إلى أفريقيا منتجاتنا من تقاوي الخضر المختلفة.
Advertisements
الجريدة الرسمية