رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«ابني تاه وماعرفتش أوصفه».. حكاية كفيف يعول طفليه من بيع المناديل بالقليوبية

فيتو

«أخبرني يا ابني كيف يبدو شكلك أنت وأخيك هل هناك شبه بيننا أم لا؟».. هكذا يردد، ياسر ثروت السيد محمد، المقيم بأبو زعبل التابعة لمدينة الخانكة بمحافظة القليوبية، الذي فقد بصره بفعل الإهمال، وبين عشية وضحاها أصبح هو الأب والأم لطفلين صغيرين، يعتني بهما ويطهو طعامهما وينفق عليهما من «بيع المناديل»، أعلى كوبري قرية أبو زعبل، حيث أصبح كل أهالي القرية يعرفونه ويعطفون عليه.


ياسر كان يعيش مثل أي إنسان بسيط يعمل باليومية هنا وهناك، من أجل الإنفاق على نفسه وأسرته المكونة من محمد 9 شهور وزوجته، لكنه أصيب بارتفاع درجة الحرارة منذ 5 سنوات، وتحول الأمر إلى حمى شديدة، ومع الإهمال وعدم الاهتمام وضع عليه ذووه الثلج للتخلص من درجة الحرارة، مما أثر على العصب البصري، وفقدانه بصره تدريجيا إلى أن حرم منه نهائيا.

يحكي ياسر مأساته أن آخر ما شاهده منظر نجله الصغير وهو عمره 9 شهور، قائلًا: «كانت زوجتي حامل في طفلي الثاني يوسف، إلى أن حدث الطلاق بيننا وذهبت زوجتي لدى أهلها بالقاهرة، وأصبحت أتردد بين الحين والآخر على منزل أهلها للاطمئنان على الطفلين، ومنذ عدة أشهر توفيت زوجتي، وأخذتُ الطفلين وهما محمد 6 سنوات، ويوسف 5 سنوات، لأصبح أنا المسئول عنهما وأعيش لهما أب وأم".

ويكمل ياسر، أنه ينفق على نجليه عن طريق «بيع المناديل» أعلى كوبري أبو زعبل وفاعلي الخير، لمساعدته على دفع الإيجار وتربية طفليه، اللذين لا يعرف شكلهما ولا كيف يبدوان، قائلا: «أغيَِّر ملابسهما ولا أعرف ما هي، حتى إنني لا أستطيع تمييز صوتيهما المتشابه كثيرا»، مشيرًا إلى أنه منذ أشهر تاه نجله يوسف ولم يستطع وصفه أو وصف ملابسه لأقاربه، ثم عثر عليه بعد معاناة.

ياسر فقد الأمل في أن يعود إليه بصره مرة أخرى، فقد ذهب للكثير من الأطباء، وفاعلو الخير ذهبوا به لأكثر من طبيب، وكان الرد: «ارضَ بقضاء الله، حالتك ليس لها علاج، ولن ترى مرة أخرى»، مشيرًا إلى أن الطبيب أبلغه أن الخلايا البصرية تم تدميرها بنسبة 97%.

يحكي ياسر أن هناك فاعل خير مجهولا ظهر فجأة ووفر له متطلباته وطلب منه عدم الخروج مرة أخرى إلى الشارع وحماية طفليه من البرد، مشيرًا إلى أنه عاجز عن الشكر لأهالي مدينة الخانكة جميعا وفاعل الخير المجهول الذي لا يعرفه، متمنيًا أن يعوضه الله عما يعانيه في ابنيه ويصبحا ذا شأن كبير.
Advertisements
الجريدة الرسمية