رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

زغلول صيام يكتب إلى شوقي غريب في عيد ميلاده

الكابتن شوقي غريب
الكابتن شوقي غريب

معدودون هؤلاء في الوسط الرياضي الذين ارتبطت معهم بعلاقة شخصية بعيدة عن روتين العمل، وعلاقتي بهم تجاوزت النطاق الصحفي، ومن هؤلاء الكابتن شوقي غريب، المدير الفني للمنتخب الأوليمبي وعلاقتي به تمتد لأكثر من ربع قرن.


اليوم وهو يتم الـ60 عاما أتمني من الله أن يحقق ما يصبو إليه سواء على المستوي الشخصي أو العملي، وأن تكلل جهوده بالوصول إلى طوكيو 2020، ثم الحصول على ميدالية في الأولمبياد، ليستكمل التاريخ الذي سطره بجهد وعرق في مشوار كرة القدم لاعبا ومدربا.

شوقي غريب القادم من قلعة الفلاحين - غزل المحلة- نجح في زمن كان الإعلام والجماهير لايعرفون سوي الأهلي والزمالك، أن يفرض اسمه ونفسه على منتخب مصر وسط جيل من العمالقة بل والأكثر ارتدائه شارة الكابتن على نجوم كبار، وهي نادرا ما تذهب لأحد نجوم الأقاليم في ذلك الوقت، وكان كلمة السر في فوز الفراعنة بالأمم الأفريقية 1986 بهدفه الرائع أمام كوت ديفوار، ولولاه لكنا خرجنا من البطولة التي كانت تستضيفها مصر في هذا الوقت.

وما يبهرني في شوقي غريب أنه من نوعية خاصة من المدربين ربما غير موجودة في مصر، فهو ليس من عينة المدربين الذين يقتصر عملهم على الملعب فقط، بل إنه فاهم لكل جزئية ولو بسيطة تتعلق بالمستطيل الأخضر، وبالتالي يجيد فن الإدارة والتعامل مع النجوم، وتحضير فريقه للبطولات المختلفة وليس من عينة المدربين الذين لهم حاشية، ولديه مبدأ يعرفه القريبون منه أن أي مباراة مهما كانت قوتها لا تتوقف على لاعب مهما كانت نجوميته ، لأنه يؤمن بأن النجم هو الفريق، وحدثت نماذج كثيرة أمامي خلال قيادته الفنية، ولذلك كل واحد في فريق عمله يحسب له ألف حساب سواء لاعبا أو مدربا في جهازه المعاون.

وعندما أقول: إن شوقي غريب حقق أحد أفضل إنجازات الكرة المصرية بفوزه ببرونزية مونديال الأرجنتين 2001، فهذا ليس من فراغ ، لأنه لم يحدث في تاريخ كرة القدم سواء المصرية أو العالمية أن يعود فريق لمنصة التتويج، بعد أن يخسر مباراة 1-7 أمام الأرجنتين.. هذا حدث ولم يقف عنده كثيرون.

في بطولات 2006 و2008 و2010 كان شوقي غريب القاسم المشترك مع المعلم حسن شحاتة، وبحكم قربي من الراحل العظيم الكابتن سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة آنذاك وما أعلمه من تفاصيل أنه لولا شوقي غريب ما استمر الجهاز الفني طوال كل تلك المدة التي تعتبر رقما قياسيا في الكرة المصرية، وكان يلعب دور رمانة الميزان عندما تحتدم الأزمة بين اتحاد الكرة والجهاز الفني، وهكذا استمر دون أن يعلن عن هذا الدور.

وفي تجربته مع المنتخب الوطني الأول كرجل أول تعرض لظلم شديد، نظرا لحساسية الفترة وتوقف المسابقات، وراهن على نفسه رغم الصعوبات وخسر الرهان، رغم أنه كان قاب قوسين أو أدني من النجاح ولكن قدر الله وما شاء فعل.

ورغم أن البعض يقول إن شوقي غريب علاقته متشعبة، وأنه يستفيد منها في العمل وأمور أخرى، أقول وبملء الفم إن هذه العلاقات كانت سببا مباشرا في تعرضه للظلم في أحيان كثيرة، ولم يستفد من ذلك، لأنه في النهاية مدرب كبير، ولديه طموحات أكبر، وإذا نظرت للسيرة الذاتية الخاصة به فلن تقارن بأي مدرب، والدليل نجاحه مع الأندية التي تولاها بعيدا عن اتحاد الكرة، فقد تولي تدريب فريق صاعد من الدرجة الثانية وصعد به للمراكز الخمسة الأولى.. هذا حدث مع الإنتاج الحربي.

ونجح عندما تولي تدريب سموحة في أن يقفز بسقف طموحاتهم للمنافسة على درع الدوري وكأس مصر، ومن قبل مع الاتحاد السكندري بمعني أنه مدرب بكل ما تعنيه الكلمة، وليس محسوبا على أحد.

وعندما تولي قيادة المنتخب الأوليمبي حاليا، اشفقت عليه لأن المهمة ثقيلة وهذا المنتخب كان قد تم تسريحه بعد الخروج من الأمم الأفريقية بزامبيا ، ولا يوجد به لاعب يلعب في فريقه الأول، ولكن الآن ما شاء الله أصبح المنتخب الأوليمبي هو المورد الأول للمنتخب الكبير، وهناك عناصر لم يكن لها أن تري النور لو لم يعط لها فرصة.. فهذا كريم نيدفيد الذي كان قد تعرض لحملة قاسية لسوء أدائه مع الأهلي راهن عليه شوقي غريب ومنحه شارة قيادة الفريق، وهو لا يلعب مع ناديه حتى عاد الآن نيدفيد نجم الشباك في الأهلي، والنماذج كثيرة من عينة نيدفيد في كل أندية مصر وهو ما يؤكد أن لديه رؤية ثاقبة.

نعم أنا منحاز لشوقي غريب، هذا المدرب الوطني الذي يعمل في صمت، وحقق الكثير والكثير دون أن يكون له لوبي إعلامي أو محسوب على هذا النادي أو ذاك.. منحاز لهذا النموذج الذي حفر في الصخر حتى حقق ما يفخر به أمام عائلته الصغيرة وبلده المحلة الكبري.. منحاز لهذا الرجل الذي يعرف قيمة الوطن وتيشرت منتخب مصر.

كل سنة وصديقي الكابتن شوقي غريب طيب وأسرته بخير، متمنيا من الله أن أراه في طوكيو يحقق الإنجاز ويرفع علم مصر هناك كما تعودنا منه.
Advertisements
الجريدة الرسمية