رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

رئيس رومانيا: نقدر جهود السيسي والسلطات المصرية لدعم الأمن في الشرق الأوسط

كلاوس يوهانس، رئيس
كلاوس يوهانس، رئيس رومانيا

أعرب كلاوس يوهانس، رئيس رومانيا، عن تقديره الكبير لجهود الرئيس عبد الفتاح السيسي والسلطات المصرية لدعم الأمن في منطقة الشرق الأوسط، مؤكدا أن مصر تعد عاملا معتدلا ومساهما حيويا للاستقرار في هذه المنطقة.


جاء ذلك في حوار لرئيس رومانيا الذي يمثل وفد بلاده في القمة العربية الأوروبية بشرم الشيخ وتترأس بلاده حاليا مجلس الاتحاد الأوروبي.

وأكد الرئيس الروماني في حواره مع وكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم السبت، أهمية القمة العربية الأوروبية، باعتبارها أول اجتماع يعقد بمشاركة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية، فضلا عن ارتباط المنطقتين العربية والأوروبية بعضهما البعض بشكل كبير، مشيرا إلى وجود العديد من المشكلات الملحة التي يتعين على دولنا التعامل معها مثل الهجرة والأصولية والإرهاب.

كما أعرب عن اعتقاده بالحاجة إلى العمل سويا وإيجاد طرق للتحرك المشترك لإدارة التوترات الحالية وعدم الاستقرار في المنطقة، وكذلك إلى توحيد الجهود من أجل التصدي أكثر للتحديات طويلة ومتوسطة الأمد من بينها تغير المناخ والتنمية المستدامة وخلق الوظائف، موضحا أن الشعوب الأوروبية والعربية تتوقع التوصل إلى نتائج ملموسة مما يتطلب التركيز على المبادرات والتدابير المختلفة التي تحقق القيمة المضافة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بهدف القضاء على العوامل التي تولد المشكلات مثل مشكلة الهجرة.

وعبر الرئيس الروماني عن اعتقاده أن النهج البراجماتي بين الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية يعد الطريق الوحيد للتوصل إلى نتائج ملموسة، ويمكن من خلال الشراكة وتعميق التعاون أن نكون فعالين في إدارة هذه التحديات بطريقة دائمة وذات مصداقية، مؤكدا أن هذه القمة تعد هامة لأنها تبدأ عملية يمكن من خلالها تعديل مواقف كلتا الكتلتين العربية والأوروبية حيال مجموعة من القضايا العالمية والإقليمية.

واستطرد قائلا: "إن قمة شرم الشيخ ترسل رسالة سياسية هامة من خلال تنظيمها بالإضافة إلى قرار استمرار تنظيم اجتماعات مماثلة على أساس منتظم".

وردا على سؤال حول التحديات في أوروبا، قال يوهانس إن الاتحاد الأوروبي يواجه تحديات متعددة من بينها "البريكست" والهجرة والقضايا الأمنية والدفاعية والتحرك الخارجي للاتحاد الأوروبي في بيئة غير متوقعة دوليا، مشيرا إلى ترؤس رومانيا، لأول مرة، مجلس الاتحاد الأوروبي في النصف الأول من عام 2019، وتعتبر الأشهر القليلة المقبلة فترة معقدة للاتحاد والطريقة التي سوف نتمكن من خلالها التغلب على التحديات وتحقيق النتائج التي سوف ترسم مسار تحركاتنا في السنوات المقبلة.

وقال: "البريكست يعد واحدا من أهم الملفات في أجندة رئاستنا، وذلك مع قرب الموعد النهائي لانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي"، مؤكدا أن "هدفنا المشترك في تلك اللحظة الحساسة هو تجنب الانسحاب غير المنظم لبريطانيا من الاتحاد لأننا نعتقد اعتقادا راسخا بأن مثل هذا السيناريو سيكون له عواقب سلبية خطيرة للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة".

وأفاد بأنه تم التفاوض مع الجانب البريطاني لفترة طويلة وظلت 27 دولة في الاتحاد خلال عملية التفاوض منفتحة باستمرار من أجل التوصل إلى حل مقبول لكلا الطرفين، معربا عن اعتقاده بأن اتفاقية الانسحاب تعد حلا وسطا متوازنا التي توفر الإطار القانوني الصلب لانسحاب بريطانيا من الاتحاد.

وأعرب عن اعتقاده بأن هذه الاتفاقية تعد أداة أكثر ملائمة للحد من النتائج السلبية الناتجة عن البريكست بالإضافة إلى ضمان اليقين القانوني للمواطنين وبيئة الأعمال، و"أننا سوف نواصل استعداداتنا لجميع النتائج من بينها موقفنا لرئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي".

وقال يوهانس إن الاتحاد يواجه تحديا آخر حاليا وهو الهجرة الذي يتطلب التوصل إلى نهج شامل بشأنه، ومن المهم تحديد التوازن الصحيح بين التدابير قصيرة الأجل التي تهدف إلى إنقاذ الأرواح وتحسين حماية الحدود والإجراءات طويلة الأمد الرامية إلى معالجة الأسباب الجذرية للهجرة وهي الفقر وعدم الاستقرار والنزاع المسلح والبطالة وقلة الفرص وسوء الإدارة.

وأكد الحاجة إلى مزيد من تعزيز التعاون مع الشركاء الآخرين وبلاد المنشأ وبلاد العبور، مشيرا إلى أن قمة شرم الشيخ تعد فرصة طيبة لتعزيز التعاون مع الدول العربية في ضوء العمليات التي بدأت بالفعل في هذا المجال، مؤكدا عزم رومانيا - كرئيس مجلس الاتحاد الأوروبي - مواصلة العمل على جميع العناصر التي تحدد النهج الشامل حول الهجرة.

وأعرب عن ثقته في أن الاتحاد الأوروبي في هذه اللحظة الصعبة التي تمثل تحديا للمشروع الأوروبي، سيتصرف ببراجماتية وبمسئولية لضمان استمرار الأجندة الأوروبية ويهدف إلى المساهمة في جعل أوروبا أكثر تماسكا وتوحدا، مؤكدا على العزم أن يكون هناك دور بناء في هذه المفاوضات والقرارات التي سوف ترسم مستقبل الاتحاد الأوروبي.

وقال: "الحل في مواجهة التحديات الرئيسية التي تواجه الاتحاد الأوروبي الآن وهو التماسك بالمعنى الأوسع وهذا ينجلى بوضوح في شعار رئاستنا للاتحاد الأوروبي والتماسك قيمة أوروبية مشتركة، معربا عن قناعته أنه يمكن أن نبني فقط مستقبلا موثوقا به للاتحاد الأوروبي من خلال تعزيز قيمه الأساسية الجوهرية".

وأشار إلى "فعالية هامة تقام تحت رئاستنا وهي القمة غير الرسمية في 9 مايو بمدينة سيبيو الرومانية التي سوف يكون لها دور هام في إعداد الأولويات الإستراتيجية المستقبلية للاتحاد، مؤكدا أن هذه القمة تعد فرصة جيدة للدول الأعضاء في الاتحاد للتفكير معنا حول الطريقة التي نري بها مستقبل المشروع الأوروبي".

وقال: "يجب أن تكون سياسات الاتحاد الأوروبي أقرب إلى المواطنين حتى نتمكن من استعادة مصداقية وضمان استدامة الاتحاد وهذا يتطلب تعزيز النهج الذي يركز على تحقيق النتائج الإيجابية مع الترويج لسياسات تتسم بالصدق في بلادنا، ويعد هذا المسعى أكثر ضرورة بينما نستعد لانتخابات البرلمان الأوروبي الذي سوف تعقد بنهاية مايو القادم"، معربا عن أمله أن تسمح نتائج هذه الانتخابات بمواصلة جهود تعزيز المشروع الأوروبي.
Advertisements
الجريدة الرسمية