رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

علماء الأزهر يوضحون مفهوم التقديس والاجتهاد في التراث.. كريمة: القرآن والسنة مرجعية مقدسة لا تحتمل التغيير.. عبدالمنعم فؤاد: الإسلام لا يغلق باب الحوار.. والعواري: لحوم العلماء مسمومة

الدكتور أحمد كريمة
الدكتور أحمد كريمة

دائما ما يرتبط الحديث عن التراث الإسلامي بشكل عام بنوعٍ من إثارة التساؤلات من قبل الرأي العام، لتحديد مفهومه الدقيق أولًا ولتوضيح الجزء الذي يصفه بعض العلماء بأنه يتصف بالـ"قداسة" أي لا يقبل الاجتهاد والتغيير وبين الشق الآخر الذي هو يتمثل في اجتهاد العلماء السابقين.


«فيتو» تناقشت مع عدد من علماء الأزهر الشريف حول تعريف مفهوم التراث بشكل عام وبيان المنطقة التي لا تقبل الاجتهاد فيه وبين ما هو قابل للنقاش والتغيير.

مرجعية مقدسة
أوضح الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، أن القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة بالنسبة للمسلمين عامة مرجعية "مقدسة" لا تحتمل التغيير ولا تدخل تحت بند كلمة "تراث"، مشيرًا إلى أن التراث يُعرف على أنه اجتهادات مرجعيات تخصصية في العلوم الإسلامية، وأن هذه الاجتهادات في مجملها منها ما هو ثابت وما هو متغير.

وأضاف "كريمة" لـ«فيتو» أما الثوابت فهي ما دلت نصوص شرعية عليها وكانت قطعية الورود أي "أحكام شرعية مستنبطة من نصوص شرعية" مثل أركان الإسلام وأركان الصلاة فهذه ورد فيها نص شرعي قطعي الثبوت والدلالة، وهذه المسلمات الشرعية لا تقل قوة عن مسلمات عقلية هي هكذا في الماضى والحاضر والمستقبل، مضيفًا أن هناك اجتهادات في الفروع وهذه الفرعيات تقبل الاجتهادات وقال العلماء "لا ينكر تغير الأحكام بتغير الأزمان" مثل مسألة سفر المرأة بدون محرم فكان قديمًا يُخشى على المرأة أن تسافر لوحدها خشية على عرضها لحمايتها ولكن مع تغير الأزمان والأحوال أصبح جائزًا سفر المرأة لوحدها".

العلماء فقط
وأشار عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر أن العلماء فقط هم المعنيون بالتعرض لتلك المسائل الاجتهادية مستشهدًا بقوله تعالى" وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ "

وأكد الدكتور عبدالمنعم فؤاد، المشرف على الرواق الأزهري، أن هناك لغطا حول مفهوم الإرث، حينما يثار في الرأي العام، مؤكدا أن التراث المنوط بالتقديس هو القرآن الكريم والسنة النبوية، وأما فيما يتعلق بأقوال واجتهاد العلماء فإنه يوجد فيه مساحة من الأخذ والرد ولكن بشرط أن يكون من يتعرض لهذه الجزئية من أهل التخصص.

وأشار المشرف على الرواق الأزهري أن التراث الإسلامي ليس تراثا تصادميا، وإنما يعمل على تقبل كافة الآراء ولا يستطيع أي إنسان ينتمي إلى الإسلام أن يغلق باب الحوار.

مفهوم التراث
وأوضح الدكتور عبد الفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، أن التراث هو ما ورثه خلف الأمة عن سلفها، وإذا كان التراث بمفهومه الأخص وهو ما نقل إلينا تواترا من كتاب الله، وما ثبت نسبته إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- مؤكدا أن هذه الأصناف "مقدسة" بإجماع الأمة.

وأضاف "العواري" أنه ما عدا هذه الأنواع نضعه في ميزان الحق مع تقديرنا والاحترام لقائله وهو ما جعل الأمة في ثراء عظيم، لافتا إلى أنه يجب علينا أن نلزم الأدب والاحترام عند مناقشتنا لهذه الأفكار والآراء، مؤكدًا أن لحوم العلماء مسمومة، وأن من يتعرض للحوم العلماء فليعلم أن الله سينتقم منه.

ارتباط القرآن والسنة
وفي سياق متصل أكد الدكتور عبد الله سرحان عميد كلية الدراسات العليا بجامعة الأزهر، أن السنة والقرآن "صنوان لا يفترقان" وأن الدليل على ذلك هو أن كافة تفاصيل العبادات من صلاة وصيام لم ترد تفاصيلها في القرآن، وإنما بينتها السنة ووضحتها.

وتابع "سرحان" أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي ابدا كتاب الله وسنتي"، وأنه لا يجب أن نلتفت إلى الأقوال التي تنادي بفصل القرآن والسنة مؤكدًا أن عقول المسلمين أكبر من تلتفت إلى تلك الأقوال الباطلة.
Advertisements
الجريدة الرسمية