رئيس التحرير
عصام كامل

«بيزنس التعليم الطبي الخاص» كارثة تهدد سمعة مصر.. نقابة الأطباء تمنع قيد خريجي كليات الطب بدون مستشفى.. الطاهر: حفاظا على المهنة ومصلحة المرضى.. ومنى مينا: تخريج الأطباء بدون تدريب فوضى مهني

 نقابة الأطباء
نقابة الأطباء

أعلنت نقابة الأطباء عدم قيد خريجي كليات الطب الخاصة التي يدرس الطلاب فيها دون وجود مستشفى جامعي خاص بالكلية، بعدد أسرة تتناسب مع عدد الطلاب، ويشمل كل التخصصات على غرار المستشفيات الجامعية، وذلك بالنسبة للكليات التي لم تبدأ الدراسة بها بالفعل.


مهلة توفيق الأوضاع
وقالت النقابة: إن الكليات التي بدأت الدراسة بها تعطي فترة سماح 3 سنوات لتوفيق أوضاعها تبعًا لقانون إنشاء الجامعات ولائحته التنفيذية، وإذا لم توفق أوضاعها بنفس القواعد السابقة خلال 3 سنوات من تاريخه لن يتم قيد خريجيها.

وأكد الدكتور إيهاب الطاهر عضو مجلس نقابة الأطباء، أن قرار مجلس نقابة الأطباء بمنع قيد خريجي كليات الطب التي ليس لديها مستشفيات لتدريب الطلاب بها، جاء حفاظا على المهنة وحرصا على مصلحة المرضى.

وأوضح الطاهر في تصريحات خاصة لـ"فيتو" اليوم أن هناك عددا من الجامعات الخاصة ليس لديها مستشفيات، مؤكدا وجود نية لإنشاء كليات طب جديدة بدون مستشفيات، منها كلية الطب بجامعة النهضة ببني سويف، بالإضافة إلى وجود موافقات بإنشاء كليات في أسيوط وسوهاج.

الجامعات الخاصة
وأشار إلى أن النقابة ليست ضد الجامعات الخاصة، ولكن يجب وفقا لقانون كليات الطب أن توجد مستشفى مملوكة للجامعة، لأن دراسة الطب ليست نظرية فقط بل عملية، متسائلا: كيف يمكن للطبيب أن يتعلم في كلية دون مستشفى ومتابعة حالات المرضى؟ مؤكدًا أن جميع الكليات التي ستنشأ جديدة دون مستشفيات لن يكون لخريجيها حق لدى النقابة بالقيد.

ولفت الطاهر إلى أن الكليات المنشأة فعليا وليس لديها مستشفيات منذ عدة سنوات سوف تتيح النقابة لها فرصة لمدة 3 سنوات لإنشاء مستشفى لكي يتم قيدهم.

وتابع: عدم وجود مستشفى يعني عدم وجود تدريب حقيقي، وتعليم لشباب الخريجين، ولا يصلح في تلك الحالة أن يكون طبيبا، مؤكدا أن خريج كلية الطب ما لم يحصل على تدريب عملي كافٍ لن يصلح للكشف على المرضى بعد التخرج.

جودة التعليم
وشدد عضو مجلس نقابة الأطباء أن النقابة ضد تحول مهنة الطب إلى بيزنس بكثرة إنشاء كليات خاصة دون تعليم حقيقي، وتحقيق الجامعات الخاصة أرباحا، ويأتي ذلك على حساب جودة العملية التعليمية.

وأوضحت الدكتورة مني مينا عضو مجلس نقابة الأطباء، أنه لا يجب التسرع في بدء الدراسة بالكليات الخاصة، حتى قبل أن تستوفي الشروط القانونية الأساسية من إنشاء وتشغيل مستشفى جامعي تابع لكل كلية.

عجز في الأطباء
وأضافت أن هناك عجزا شديدا في الأطباء، بأغلب المستشفيات والوحدات الصحية، وهو عجز ناتج عن "هروب الأطباء" من ظروف العمل في مصر، التي أصبحت شديدة القسوة والإهانة للأطباء، لذلك يوجد موجات متزايدة من هجرة الأطباء، سواء للعمل المؤقت في الدول العربية والأفريقية، أو للهجرة الدائمة لبلدان العالم الأول.

وأكدت الدكتورة منى مينا أن حل العجز لن يكون بإنشاء المزيد من كليات الطب الخاصة أو الحكومية، بينما تستمر وتزداد عوامل الطرد، لننزف أغلب الأطباء للخارج، موضحة أن هذه الكليات المزمع إنشاؤها، لا تملك إمكانيات التدريب العملي والإكلينيكي الضرورية، وعلى رأسها المستشفى الجامعي الذي يعتبر العمود الفقري لكلية الطب، وتخريج أعدادا غفيرة من الخريجين بدون تدريب ويدفع ذلك نحو مزيد من فوضى الممارسة الطبية.

انهيار مهنة الطب

وحذرت عضو مجلس نقابة الأطباء من كارثة الاندفاع لتخريج أعداد كبيرة من الأطباء ضعيفي المستوى، مما سينتج عنه انهيار كامل لمهنة الطب، وللخدمة الطبية في مصر، ولسمعة الطبيب المصري، وتعرض الأطباء لانهيار فرصهم للعمل سواء في الداخل أو الخارج، وهي كارثة لن يستفيد منها إلا أصحاب الجامعات الخاصة وبيزنس التعليم الطبي.
الجريدة الرسمية