رئيس التحرير
عصام كامل

«بخيتة القناوية» تتبرع بأرضها وتكتفي بالمعاش لبناء مستوصف بقريتها

فيتو

لا تزال نساء الصعيد، يضربن أروع الأمثلة، لتغيير الصورة الإعلامية التي تجسدهن في أعمال الثأر والتحريض عليه، وهذا ما سعت إليه السيدة بخيتة أحمد علي، سبعينية العمر التي لا تملك من الدنيا إلا قطعة أرض تصل مساحتها إلى قيراطين ونصف القيراط، ومعاش ضمان اجتماعي، وفجأة قررت بخيتة التبرع بقطعة الأرض لبناء مستوصف لأهالي قريتها.


ففي أقاصي الصعيد بقرية أبودياب التابعة لمركز دشنا، شمال محافظة قنا، منزل بسيط تعيش فيه السيدة بخيتة التي تبرعت بكل ما تملك لأهالي قريتها حبًا فيهم وعشقًا للوطن الغالي كما تقول: «وطنا غالي وعالي»، منوهة بأن المستوصف سوف يخدم أبناء القرية البسطاء، وأعربت عن سعادتها أنها قدمت ما تملك لأهالي بلدتها.

وأشارت بخيتة، إلى أن الأرض ليست أغلى من أهالي قريتها، لافتة إلى معاناة أهالي القري والنجوع من عدم وجود خدمة طبية متميزة لهم ومكان طبي يخدمهم وهو مادفعها إلى التبرع بالأرض، ورفضت أن يقف أي شخص عائقًا في قرارها الذي اتخذته، مؤكدة على أن الصعيد عامر بأهله والخير فينا باق ولن يتوقف حتى نهاية العالم.

ومن جانبه قال سعد محمد، أحد أهالي دشنا، إن السيدة بخيتة من أروع سيدات الصعيد اللائي يحرصن على تقديم نماذج رائعة وهذه السيدة ليست الأولى التي تتبرع ولن تكون الأخيرة، لافتًا إلى أن هذا النموذج يغير فكرا سائدا عن صعيد مصر ونسائه.

وأكد رائد محمد، أحد أهالي مركز دشنا، على أن هذه السيدة يجب تكريمها بشكل لائق فهي تستحق، وما فعلته رغم أنه ليس غريبًا عن سيدات نساء الصعيد إلا أن نموذجا نادرا مثل هذا يستحق منا التقدير والاحترام، خاصة أنها لم تخش الاعتراضات القبلية والعائلية التي قد ترفض مثل هذا العمل الذي قامت به، خاصة أن الأرض هنا في الصعيد شيء غال وثمين ليست بالسعر فقط ولكنها تعتبر جزءا من عاداتهم وتقاليدهم التي تعتبر الأرض عرضا.
الجريدة الرسمية