رئيس التحرير
عصام كامل

د. ريمون ميشيل يكتب: التنشئة والبيئة وأمراض الأطفال النفسية

د. ريمون ميشيل
د. ريمون ميشيل

نستكمل اليوم حديثنا عن أسباب ظهور المرض النفسي بعد أن تعرفنا في مقال سابق عن أثر العامل الوراثي سنعرض اليوم ثاني أحد أهم العوامل وهو التنشئة والبيئة.

من أهم مراحل بناء شخصية الإنسان "مرحلة الطفولة" حيث تسهم السبعة أعوام الأولى من عمر الطفل في تشكيل ما يقارب من 90% من شخصيته الأساسية في المستقبل، وقد يصاب الطفل بالمرض النفسي من مرحلة الرضاعة كنتيجة للحرمان العاطفي ويظهر في أول عامين من عمر الطفل، ويسمى باكتئاب الرضاعة، وهو يظهر بصورة واضحة في صراخ الطفل المبالغ فيه، وقد أُجريت على ذلك بعض الأبحاث لتثبت صحته، وهُناك اكتئاب يصاب به الأطفال الأكثر سنًا يعرف باكتئاب الطفولة قد يحدث بسبب عدم استطاعة الطفل التعبير عن نفسه وكثرة توبيخه والإساءة إليه، كما أن الاكتئاب الذي قد يصيب الأم بعد الولادة يجعل الطفل أكثر عصبية ويأسًا في الحياة.

أيضًا المقارنة بين طفلك وآخر قد تصيبه بتدهور قدراته العقلية والتأخر الدراسي، كما تؤدي تلك الأمور إلى فقدان الطفل الثقة بنفسه.

هناك كذلك العديد من المشكلات والاضطرابات النفسية التي قد تصيب الطفل في سن مبكر كالجز على الأسنان كنتيجة للشعور بالعصبية والتي يرجع سببها الأصلي إلى كبت مشاعر الطفل أو العدوان الذي يُمارَس عليه، ومشكلات تأخر الكلام التي قد تصيب الأطفال كنتيجة لعدم الحديث معهم وتركهم أمام شاشات الموبايل والتليفزيون، والتي لا يجب أن تتعدى ساعة واحدة يوميًّا مقسمة على فترات.

عصبية الوالدين أيضًا تؤدي إلى كبت مشاعر الطفل فقد يُصاب بالتأتأة كمشكلة نفسية لعدم قدرته على التعبير عن نفسه، وهناك العديد من الاضطرابات الأخرى التي تصيب الطفل لا تكفي تلك السطور إيجازها.

وعلى الرغم من اختلاف طبيعة تلك الاضطرابات النفسية، فإن العلاج السليم لمعظمها واحد وهو المناخ الأسري السليم الذي يبدأ بالشفاء النفسي لكل من الأب والأم ثم تليه مرحلة التفاهم الأسري بينهما كأزواج، فإذا فقدنا أيًّا منها فقدنا جزءًا كبيرًا في صحة أبنائنا النفسية.
---------------------------------------------------
كاتب وباحث في العلوم الإنسانية
الجريدة الرسمية