رئيس التحرير
عصام كامل

ليلى مراد والشيخ الشعراوي.. لقاءات شقة «جاردن سيتي» و3 أسئلة وجهتها للإمام

فيتو

«يا رايحين للنبي الغالي.. هنيالكم وعقبالي.. يا ريتني كنت وياكم وأروح للهادي وأزوره وأبوس من شوقي شباكه»، بهذه الكلمات شدت فنانة النيل الراحلة ليلى مراد، إحدى أهم الأغنيات في محطاتها الفنية، تلك الأغنية التي ارتبطت تمام الارتباط بموسم الحج للمسلمين، وكانت الأغنية بمثابة الإعلان الرسمي لتخليها عن اليهودية واعتناقها للدين الإسلامي.


وقد قيل وكتب الكثير عن قصة اعتناق المطربة الراحلة للدين الإسلامي على يد الإمام العلامة الشيخ محمود أبو العيون، الأستاذ والمعلم للإمام الشيخ الراحل محمد متولي الشعراوي.

إلا أن البعض لم يعرف أن الإمام الراحل الشيخ محمد متولي الشعراوي كان أحد أهم المحطات في حياة الفنانة الراحلة، بعد اعتناقها الإسلام، وذلك وفق لما رواه الإمام نفسه في أحد اللقاءات الصحفية، الذي سرد رحلة الشيخ مع عدد من الفنانات ولقاءاته بهن.

ويقول الشيخ في أحد اللقاءات الصحفية: إن الراحلة ليلى مراد، كانت دائمة التردد عليه في شقته الكائنة بمنطقة «جاردن سيتي»، تحديدًا قبل قرابة 10 سنوات من وفاتها، وكانت دائمة الأسئلة، التي لا تخرج إلا عن شخص متدين، حريص كل الحرص على الورع، قائلًا: «كانت ليلى مراد تتابع برنامجي بالتليفزيون، وتكتب ملاحظات عن الموضوعات التي تريد أن تستوضحها، حيث كانت تسكن بالعمارة المجاورة لي بجاردن سيتي، وذات مرة طلبت مقابلتي، ورحبت بها».

الزكاة
وأوضح الإمام الراحل أن كل أسئلتها تدل على أنها إنسانة ملتزمة بالدين وتريد أن تعرف كل شيء، متابعًا: «أول سؤال وجهته لي كان عن الزكاة، تحديدًا زكاة الحلي التي تتزين بها المرأة، فأخبرتها أن ما تتزين به المرأة لا زكاة عليه أما ما زاد عن ذلك فوجبت عليه الزكاة، ففوجئت بها تخبرني بأنها تريد أن تخرج الزكاة عن كل ما لديها من حلي، فسعدت بها وقلت لها: أهل الورع يفعلون ذلك ويزكون عن كل ما عندهم من الحلي الذي تتزين به عادة والذي يزيد على ذلك».

وتابع الإمام أن الراحلة أرادت المزيد من التوضيح في سؤال الزكاة، قائلة: «طيب هذا عن الذهب فماذا عن زكاة الألماظ؟، فقلت: الألماظ والألماس ليس عليهما زكاة، قالت: إزاي مع إن الألماظ أغلى من الذهب؟! فقلت: لأن الذهب عملة».

الغناء
وعن الغناء كان للراحلة سؤال للإمام الراحل عن ما إذا كان الغناء حلالا أم حراما؟، قائلة: «هل الغناء حرام؟، فقال الشيخ: ماذا تقولين أنت؟ فقالت: أهو.. يعني.. ثم صمتت، فرد الشيخ قائلًا: حرام ومتقوليش حلال قولي حرام لكن أن ظروفي ومضطرة قولي كده علشان تبقى معصية يكفرها الاستغفار إلى أن يتوب ربنا عليك، فقالت: طيب ما هو أنا بأرجع من الغناء وأصلي، فقال الإمام: ما شاء الله تبقي تدخلي تحت قوله تعالى: ﴿وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾»، خاتمًا: ويبدو أنها كانت تسأل هذه الأسئلة عما مضى، لأنها وقت اللقاء كانت معتزلة للغناء.

ثدي المرأة
وبعد أن أجابها على كل ما تريد معرفته، فوجئ بها تسأله سؤالًا وصفه الشيخ قائلًا: «سألتني ليلى مراد سؤالًا غريبًا لم أسمعه من قبل»، حيث قالت ليلى مراد: «هسألك سؤال بس ما تضحكش عليا، فرد الشيخ قائلًا: اتفضلي، فقالت: الثدي ثدي المرأة معمول عشان لما يجي طفل يرضع منه مش كده؟! فأجابها: صحيح، قالت: طيب الراجل عنده "ثدي" ليه؟».

وعن هذا الموقف قال الإمام: «الحقيقة أنا "اتلبخت" وقعدت أضحك شويه، مش لأني عاوز أضحك إنما علشان أعطي نفسي فرصة أفكر».

وأوضح لها الإمام قائلًا: «المسألة دي يمكن المستقبل يبين حكمة الله في خلقه»، واستطرد حديثه بأنه قرأ أن في الدنمارك فتى انقلب إلى فتاة فماذا لو لم يكن له ثدي، «كان يبقى إيه الوضع، وهيعملوا له إيه، فكأن الله عز وجل خلق الثدي للرجل عشان يمكن ينقلب إلى فتاة، وهذه حالات حدثت».

وتحل اليوم، الذكرى رقم 101 لميلاد الفنانة الكبيرة الراحلة ليلى مراد، ولدت في 17 فبراير عام 1918، بالإسكندرية لأسرة يهودية الأصل وكان اسمها «ليليان» والدها هو المغني والملحن إبراهيم زكي موردخاي زكي مراد الذي قام بأداء أوبريت العشرة الطيبة الذي لحنه الموسيقار سيد درويش، وأمها جميلة سالومون يهودية من أصل بولندي، ورحلت الفنانة الكبيرة عن عالمنا عن عمر ناهز الـ77 عامًا في 21 نوفمبر 1995.
الجريدة الرسمية