رئيس التحرير
عصام كامل

إسرائيل تخترق قلب الأمة العربية عبر بوابة «مؤتمر وارسو»

فيتو

الفرحة العارمة التي تظهرها تل أبيب تجاه المؤتمر الدولي حول شئون الشرق الأوسط الذي افتتحت فعالياته أمس في العاصمة البولندية وارسو، لم تأت من فراغ بل ناتجة عن أن هذا المؤتمر يخدم المصالح الإسرائيلية في المقام الأول.


وتدفق عدد كبير من وزراء الخارجية وممثلين آخرين لدول العالم إلى وارسو، كان عنوانه "تعزيز السلام والاستقرار في الشرق الأوسط"، لكن من الناحية العملية، يهدف إلى تعزيز الكتلة المناهضة لإيران في الشرق الأوسط وحماية مصالح الاحتلال.

صورة مشتركة مع العرب
رغم أن هذا المؤتمر يخص الشرق الأوسط فإن الولايات المتحدة الأمريكية نجحت بجدارة في تحويله لخدمة الاحتلال وخلق عدو بديل -إيران-، وبالتالي فإسرائيل هي المستفيد الأكبر من عقد مؤتمر وارسو.

نتائج المؤتمر المباشرة والتي تخدم مصالح إسرائيل هو ظهور رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في صورة مشتركة مع العديد من وزراء الخارجية العرب، وفي ذلك رسالة تريد أن تستعملها إسرائيل للترويج لمزاعم أن علاقاتها مع العرب في أحسن حال.

إضعاف الاتحاد الأوروبي
وبالنسبة للفائدة الثانوية لإسرائيل من المؤتمر هي مزيد من إضعاف الاتحاد الأوروبي، فليس من قبيل المصادفة أن وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا لا يحضرون المؤتمر، وهذا هو الحال بالطبع بالنسبة لوزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موجريني، مهندسة خطة الإنقاذ الأوروبية للالتفاف على العقوبات الأمريكية على إيران، وإسرائيل من مصلحتها كسر شوكة الاتحاد الأوروبي بسبب بعد المواقف الأخيرة له ضد الاستيطان، وكذلك دعمه للاتفاق النووي مع إيران.


من السرية للعلن
الليلة الماضية، التقى نتنياهو بوزراء عرب، معتبرا منعطفا تاريخيا، وقال للصحفيين، إن العشاء الافتتاحي شكل منعطفًا تاريخيًا، وأضاف في القاعة جلس نحو 60 وزيرا للخارجية يمثلون عشرات الحكومات، وتحدثوا بقوة ووضوح ووحدة غير عادية ضد التهديد المشترك الذي يشكله النظام الإيراني.

تعزيز الضغط على إيران
وسعى نائب الرئيس الأمريكي مايك وبنس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في وارسو إلى تعزيز الضغط على إيران، في مؤتمر دولي قاطعه مسئولو الصف الأول الأوروبيون القلقون من السياسة الأمريكية المعلنة تجاه طهران، ويتبنى هذا الاجتماع الذي يستمر يومين، هدفا عاما هو الترويج "للأمن والسلام في الشرق الأوسط" لكنه يتسم بغياب الشخصيات أكثر من تلك الحاضرة، وأرسلت معظم الدول الأوروبية الكبرى مسؤولين من الصف الثاني، وفي المقابل تقاطع الاجتماع روسيا التي نظمت الخميس في سوتشي قمة بين الرئيس فلاديمير بوتين ونظيريه الإيراني حسن روحاني والتركي رجب طيب أردوغان، للبحث في النزاع في سوريا حيث تعد موسكو لاعبًا أساسيًا، وفي وارسو، لن تتمثل تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي سوى بطاقم سفارتها، لينتهي اليوم بإعلان جاريد كوشنر عن صفقة القرن التي تستهدف القضية الفلسطينية، ولقاءات مثلت عبور أمن للاحتلال إلى قلب المنطقة العربية بذريعة التحالف ضد إيران.
الجريدة الرسمية