رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«النصب المقدس».. جماعات سرقة الأقباط.. حسابات وهمية على مواقع التواصل الاجتماعي بأسماء رهبان وكهنة.. استقطاب الفتيات وابتزازهم.. والمحتالون يدرسون المسيحية جيدا ويحفظون بعض المصطلحات

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

حسابات وهمية على مواقع التواصل الاجتماعي.. في الخلفية صورة لأحد الرهبان أو القساوسة مرتديا الزي الكهنوتي، غير المعروفين لعموم الأقباط.. مجموعة من «البوستات» التي تحمل الطابع المسيحي، أو آيات من الكتاب المقدس يتم إرسالها على «الخاص»، يلتزمون ببعض المصطلحات المسيحية، لبث الطمأنينة في نفوس «الضحايا».

حيل للنصب
حيل يستخدمها محتالون للنصب على شباب الأقباط، مستغلين الثقة التي يتمتع بها رجال الدين لدى عموم المسيحيين، للحصول على مبالغ مالية، أو استقطاب نساء وفتيات، وجميعها «نصب باسم الرب». 

القس مينا إبراهيم، المسئول الإعلامي لإيبارشية السويس، أثار مؤخرا في أحد البرامج المسيحية، واقعة فتحت الباب للحديث عن الظاهرة التي سقط فيها العديد من الشباب والفتيات الأقباط، ثقة فقط في الصورة التي تشير إلى أن صاحبها كاهن أو راهب.

المسئول الإعلامي لإيبارشية السويس، أوضح أن حسابا على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، يحمل اسم «أبونا بيشوي»، وتشير صورة الحساب إلى أنه «راهب»، يتضح هذا من الزي، مرجحًا أن تكون الصورة لراهب حقيقي، استغلها المحتال، خاصة أن الآخر الذي يظهر في الصورة كاهن شهير من إحدى محافظات الصعيد. 

الخداع باسم الدين
وكشف القس مينا إبراهيم، أن الشخص المحتال تواصل مع شباب من إيبارشية السويس، وزعم أنه راهب بأحد أديرة الوجه البحري، ويخدم مع أحد أساقفة أوروبا، وبالتحديد في ألمانيا، وأكد لهم أن الإيبارشية في ألمانيا وفرت عددا من الوظائف للشباب هناك، وعلى من يرغب إرسال مبلغ ثلاثة آلاف جنيه، عبر إحدى شركات المحمول، رسوم الكشف الطبي، على أن يجمعهما لقاء في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، لإنهاء باقي الإجراءات. 

وبحسب المسئول الإعلامي للإيبارشية في السويس، سقط بعض الضحايا، وأرسلوا بالفعل المبلغ المتفق عليه، ثقة منهم في اسم وزي صاحب الحساب، مدفوعين برغبة في السفر للخارج، وبعد أن حصل على الأموال منهم، لم يتمكنوا من العثور عليه ثانيةً، كما فشلت محاولات التوصل لشخصيته، في حين أن بعض الشباب تَشكك في الأمر وتواصل مع الكنيسة في السويس، والتي بدورها تواصلت مع الجهات التي ذكرها المدعي، وتبين كذبه. 

وتواصل القس مينا إبراهيم شخصيا مع المحتال، وأكد أن لغته والمصطلحات التي يستخدمها، تبدو كأنها لراهب فعليا، أو شخص تربى في الكنيسة، لكن سقط سهوا في بعض المصطلحات، وبعض المعلومات التي تبيّن أنه محتال أو ليس مسيحيا بالمرة. 

وقائع متكررة
الواقعة هذه تكررت مرارا، ولكن بتفاصيل مختلفة، حتى أصبحت ظاهرة، ونجح القائمون عليها في استقطاب عدد كبير من الشباب والفتيات، بمسمى الرحلات أو التوظيف، ورغم تحذيرات الكنيسة المتكررة فإن الضحايا يسقطون.

الأزمة الكبرى ليست في النصب بغية الحصول على بعض الجنيهات، أو استقطاب فتيات للتعارف، لكن في استخدامها من قبل متطرفين، لجمع معلومات عن الأقباط والكنائس، ومن ثم استهدافهم.

وانتشر عدد كبير من الصفحات التي تحمل أسماء مسيحية، لكنها مزورة، على مواقع التواصل الاجتماعي، غرضها النصب لجمع الأموال أو استقطاب فتيات أو جمع معلومات دقيقة عن الأقباط، خاصة أن القائمين على هذه الصفحات يدرسون المسيحية جيدا، ويحفظون عن ظهر قلب بعضا من المصطلحات التي تسهل لهم عمليات النصب والاحتيال. 

خداع الشباب
من جانبه أكد نادر صبحي سليمان، مؤسس حركة شباب كريستيان، أنه رصد مؤخرا عددا من الصفحات المسيحية المزيفة على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، إضافة إلى إنشاء حسابات مزورة لرجال الدين من كهنة أو رهبان لخداع الشباب المسيحي بتقديم خدمات توظيف إليهم مقابل الحصول على معلومات دقيقة عنهم.

وقال مؤسس «شباب كريستيان»: الشباب يتعامل مع هذه الصفحات بثقة بالغة، باعتبارهم رجال دين، مما يسهل جمع المعلومات عنهم وكنائسهم وأماكنهم بالتحديد، وهو ما قد تستخدمه جماعات إرهابية، مشيرا إلى أن من أشهر الصفحات «جروب مزيف» يحمل اسم «خدمة التوظيف في كنائس شبرا ووسط القاهرة». 

وتابع «صبحي»: المسئول عن هذه الصفحة، يجمع بيانات الفتيات وأرقام تليفوناتهن، ومن ثم تعاود الاتصال بهن فتاة شريكة له، على أساس أنها وجدت العمل المناسب لها، حتى تحصل على أدق التفاصيل منها، ومن ثم تبدأ المساومات ومحاولة ابتزاز أهالي الفتيات وفي بعض الأحيان يتعرضن للخطف وطلب الفدية.

الإلمام بالديانة المسيحية
وأوضح صبحي أن «الحركة رصدت أيضًا بعض الحسابات الوهمية التي تحمل أسماء لكهنة ورهبان غير حقيقيين ويتم تدعيمها بصور دينية مزيفة، حيث يكون الشخص المسئول عنها على قدر عالٍ من الإلمام بالديانة المسيحية بحيث يكون جاهزًا للإجابة عن جميع الأسئلة، وبالتالي يكون مصدر ثقة للإيقاع بضحاياه واستغلالهم».

وأضاف أن «خدمات الرحلات أيضا، مدخل آخر للنصب على الأقباط، خاصة مع شغف الأقباط بزيارة الأديرة المسيحية المنتشرة في جميع أنحاء البلاد»، مشيرًا إلى أن صفحات تعلن أنها تنظم رحلات الأديرة والكنائس وتعلن هذه المجموعات عن رحالات وهمية وتقوم بنشر مجموعة صور لإثبات صدق المعلومات وترك أرقام التليفونات للحجز والاستعلام، ومن ثم يتواصل الضحية معهم ويعطي معلومات شخصية دقيقة، ومنها العنوان واسم الكنيسة التابع لها ومكانها واسم الأب الكاهن الخاضع له، مما يسهل رصدهم من قبل متطرفين. 

راهب مزيف
كما أكد مؤسس «شباب كريستيان» أنه كشف إحدى الصفحات المزيفة على «فيس بوك» لراهب مزيف يبتز المسيحيات ويجمع أيضًا التبرعات، ينتحل صفة راهب يدعى «بولس فهيم»، بأحد أديرة شبرا الخيمة علما بأنه لا توجد أديرة من الأساس في شبرا الخيمة، وأنشأ هذه الصفحة بغرض جمع تبرعات وابتزاز الفتيات، حيث تواصل معه هاتفيا وتبين أنه لا يعلم شيئا عن الكنيسة أو الرهبنة والمسيحية من الأساس.

نقلا عن العدد الورقي...

Advertisements
الجريدة الرسمية