رئيس التحرير
عصام كامل

الثورة الإيرانية.. دماء صنعت زلزالا سياسيا في الشرق الأوسط

فيتو

وصفت صحيفة "إيكونوميبك تايمز" اليوم الإثنين، نجاح الثورة الإيرانية بـ "الزلزال السياسي" الذي لا يزال يهز الشرق الأوسط، وساهم في تغيرات سياسية في المنطقة رغم مرور 40 عامًا.


وأشارت الصحيفة، إلى أن الهزة السياسية كانت أقوى من الانتصار الغير متوقع لآية الله الخميني في فبراير عام 1979.

وفى 11 فبراير 1979، بعد أيام من التظاهرات في الشوارع، قام الجيش الإيراني بالنزول وسمح للثورة بالانتشار في جميع أنحاء البلاد، بعد أن تخلفت الحكومة الإيرانية المؤقتة التي أسسها الشاه محمد رضا بهلوي، وقام الجنود بتأييد دعمهم لآية الله الخميني.

رهائن أمريكية
وإبان الحرب الباردة، كانت إيران أحد ركائز السياسة الأمريكية في المنطقة ضد الاتحاد السوفياتي، لكن "إحدى الوقائع المؤسسة للسياسة الخارجية للنظام الجديد كانت أخذ دبلوماسيين أمريكيين رهائن من داخل السفارة الأمريكية بين نوفمبر 1979 ويناير 1981، مما أدي إلى ظهور عداء أمريكي إيراني جديد وقطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وخسرت الولايات المتحدة حليفها الرئيسي في المنطقة.

وبحسب كليمنت تيرم، الباحث في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية، فإن الثورة الشيعية الإيرانية، كانت مصدر إلهام بالنسبة للحركات الإسلامية السنية والأقليات الشيعية في المنطقة، مضيفًأ في هذه الثورة شهدنا انقسام العالم العربي بين مؤيد ومعارض لـ محور المقاومة الذي تروج له الجمهورية الإسلامية والتي تضم إيران وسوريا وحزب الله اللبناني.

حكم الخميني
وقال عبد الله غانجي، الثورة الإسلامية لها ثلاثة مستويات في نظر "الخميني"، الأول إيران، والثاني العالم الإسلامي، والآخر هو عالم المظلومين، مضيفًا: "في بداية الثورة، لم يكن لدينا أي نية في تصديرها عسكريًا على طريقة النموذج السوفياتي، لكن ما جرى كان مصدر إلهام للخارج.

وأضاف غانجى:" شعرت بعض الدول العربية بحالة من الخوف، وتلك أحد الأسباب التي قادت إلى الحرب التي شنها العراق ضد إيران في سبتمبر 1980، كما أشار إلى أن الإستراتيجية الإيرانية المناهضة للولايات المتحدة إلى جانب القلق على وحدة المسلمين".

ويرى المحلل والسياسي الإيراني المحافظ أمير محبيان: أن "المبيعات الهائلة للأسلحة من الغرب إلى دول الخليج العربية تبرر بالفعل أن إيران لا زالت تحت الخطر" بسبب المخططات الأمريكية".

الاضطراب السياسي

استولى أتباع الخميني على إذاعة طهران وأصدروا سلسلة من التوجيهات من الحكومة الثورية المؤقتة، الأمر الذي أدي إلى سقوط حكومة بختيار واستقال جميع أعضاء البرلمان.

ومع استمرار القتال في بعض المدن اضطر سكان طهران إلى الامتناع عن شن هجمات ضد القوات المسلحة بعد أن انتصرت الثورة واستسلمت عناصر الجيش، بينما التقي اللواء عباس الغرباوي، رئيس أركان القوات المسلحة مع رئيس وزراء الخميني مهدي بازر وقال إنه سيؤيد الحكومة التي أنشأها الخميني لإقامة جمهورية إسلامية ثورية.

رسائل تهدئة
خرج آية الله لمناشدة أتباعه وتهدئتهم وطالبهم بالتوقف عن أعمال العنف والعودة إلى ثكناتهم بعد أعمال الشغب الدامية التي انضم فيها العديد من الجنود إلى المعارضة، بعد أن جاء القرار العسكري باتباع إرادة الشعب، لتجنب العنف الذي خلف أكثر من 200 قتيل و800 جريح.



الجريدة الرسمية