رئيس التحرير
عصام كامل

التكية السليمانية في خطر ومستأجري الأوقاف يرفضون ترميمها (صور)

فيتو

تعاني التكية السليمانية بالقاهرة من الإهمال حيث حدث انهيار لإحدى الخلاوي، وهي في طريقها للانهيار بسبب عدم الصيانة وسوء استخدامها حيث يقيم بالخلاوى عائلات كاملة، ناهيك عن سوء الاستخدام، بالإضافة للمحال بالطابق الأرضي للتكية.


وقال مصدر مسئول بوزارة الآثار إن هذا هو وضع التكية منذ أكثر من ٢٠ عاما، مشيرا إلى أن قطاع المشروعات بوزارة الآثار كان يدرس إقامة مشروع لترميم التكية، ولكنه عندما زار التكية مؤخرا وجدها تعاني من الإهمال الشديد ووزارة الأوقاف تؤجر التكية للعديد من الأشخاص الذين يرفضون الخروج منها رغم علمهم بخطورة الأمر، وأنها تحتاج إلى تدخل سريع لإنقاذها، ولم يتوصلوا إلى حل فبقى الوضع كما هو عليه.

والتكية السليمانية تقع بشارع السروجية على ناصية عطفة الليمون وحارة أحمد باشا يكن بالقاهرة، ومسجلة أثر برقم (225) وعمرها الأمير سليمان باشا عام 920 هـ-1543 م.

واستعملت هذه التكية للقادرية وبها ضريحان لبعض شيوخهم في القرن العاشر، أحدهما للشيخ إبراهيم، والآخر للشيخ عبد الرسول، وعرفت باسم تكية السليمانية، هناك نقش فوق باب المدخل نصه:

"هذه المدرسة الشريفة أنشأها دولة السلطان الأعظم الخاقان المعظم مولى ملوك العرب والعجم كاسر رقاب الأكاسرة قامع أعناق الفراعنة الغازي في سبيل الملك المجاهد في إعلاء كلمة الله فخر سلاطين آل عثمان السلطان سليمان خان بن السلطان سليم خان أيد الله دولته وأيد شوكته... مولانا الوزير الأعظم سليمان باشا".

وتتكون التكية السليمانية من مبنى مستطيل الشكل يتوسطه صحن مكشوف تحيط به الغرف من جميع الجهات عدا الجهة الجنوبية، حيث يوجد يوان عميق بعض الشيء يتصدره محراب مجوف، وملحق بالضلع الغربي للتكية ميضأة ودورة للمياه، وكذا مطبخ لإعداد طعام المقيمين بالتكية كما تنص على ذلك وقفية سليمان باشا، ويعلو الدور الأول من التكية طابق ثانٍ يحتوى على مجموعة من الغرف والخلاوى تحيط بالصحن من جميع الجهات عدا جهة القبلة التي يرتفع عقد إيوانها بحيث يشمل ارتفاع الطابقين.

ويتقدم الغرف العلوية جميعها ممر يفصل بينها وبين الشرفات التي تطل على صحن التكية في الطابق الثاني، وقد غطيت غرف الطابق الثاني بقباب ضحلة، ولعل هذه التكية هي أول عمارة عثمانية تغطى غرف الطابق العلوى بقباب ضحلة، ويتقدم التكية مدخل كبير يبلغ ارتفاعه ارتفاع الطابقين، وقد زخرف هذا المدخل المعقود بكثير من الزخارف الهندسية والنباتية والكتابية، ولكن أهمها بلاطات القاشاني التي تكسو طبلة العقد العاتق التي يطلق عليها اسم (النفيس)، ويؤدى المدخل إلى دركاة تحتوى على فتحتين إحداهما توصل إلى صحن التكية والثانية مقابلة لها وتؤدى إلى منزل شيخ التكية.

وعن الخزف الذي يزخرف التكية كسيت القباب الضحلة التي تغطي غرف الطابق الثاني ببلاطات خزفية ذات لون أخضر وفقا للطراز المملوكي، وقد اندثرت معظم هذه البلاطات ولم يتبقَ إلا أجزاء قليلة جدا في عدة مواضع بهذه القباب، وعن ظاهرة تغطية القباب بالبلاطات الخزفية فمن المعروف أن تكسية رقاب القباب البلاطات الخزفية قد ظهر بمصر منذ بداية القرن الثامن الهجري/ الرابع عشر للميلاد، ثم تطورت التكسية حتى أصبحت تغطى القبة كلها في القرن التاسع الهجري/ الخامس عشر للميلاد، كما نرى ذلك في قبة السلطان الغورى، ثم قباب مسجد سليمان باشا الخادم في القلعة وقبة الشيخ سعود.

أما بالنسبة للتكية السليمانية، فإن ظاهرة تغشية القباب الضحلة في الطابق الثاني للتكية تعتبر الأولى من نوعها في العصر العثماني بمصر.
الجريدة الرسمية