مستشفى شرق النيل في بني سويف مبنى فاخر تسكنه الأشباح (صور)

مستشفى شرق النيل بمدينة بني سويف الجديدة شُيدت منذ 15 عامًا تقريبًا، وتم تجهيزها بالمعدات والأجهزة الطبية اللازمة، استعدادا لافتتاحها أمام سكان المدينة الجديدة، كأول مقدم للخدمة الطبية بالمدينة، لكن توقفت المستشفى فجأة ولم تكتمل التجهيزات والآلات الجراحية، ولم يتم مدها بالقوة البشرية من أطباء وأطقم تمريض وعمال وإداريين، وظلت جدران المبنى واقفة بلا أي استفادة طوال تلك السنوات.

قال صلاح سليمان، أحد سكان مدينة بني سويف الجديدة إن المستشفى بدأ إنشاؤها في عام 2000 وأتمم جهاز المدينة أعمال الإنشاء في 2002 بطاقة 24 سريرًا، وبدأت مديرية الصحة بالمحافظة تجهيزيها بالمعدات والأجهزة اللازمة، وفجأة توقفت تلك الأعمال، دون الإفصاح عن مبرر واضح، وطوال تلك السنوات حاول محافظو بني سويف المتعاقبون على إدخال المستشفى ضمن المنظومة الصحة بالمحافظة، إلى أن محاولاتهم دائمًا ما تقابل بالفشل، خاصة وأنه تم تحويلها إلى وحدة طب أسرة عام 2009، ولكن كان قرار التحويل على الورق فقط، حيث لم يتم تفعيله إلى الآن.

النائب على أبو دولة، عضو مجلس النواب ببني سويف أكد أنه تقدم بإقتراح برغبة للجنة الشكاوى والمقترحات بالبرلمان لتحويل المستشفى إلى معهد للأورام من أجل التسهيل على كل مرضى الأورام بمحافظة بنى سويف، وكذلك لتخفيف المعاناة على المرضى، حيث إنهم يعانون من مشقة السفر، ويذهبون للعلاج لمحافظتي القاهرة والمنيا، وهذا الأمر يكبدهم مبالغا طائلة، بالإضافة على إهدار الوقت وويلات السفر، كحل بديل للمستشفى المنشأة منذ سنوات.

وأوضح أن المستشفى أصبحت الآن مجرد مبنى فاخرًا تسكنه الأشباح، رغم الاحتياج لها في المنظومة الصحية، خاصة بعد تحويل المستشفى  العام لأمانة المراكز الطبية المتخصصة.

وقالت الدكتورة مها رشدي، طبيب الأمراض الباطنة، إن مديرية الصحة حاولت ادراجها المستشفى ضمن المنظومة الصحية بالمحافظة، لكن هذه المحاولات انتهت بالفشل، مشيرة إلى أنه في عام 2012 جهزت مديرية الصحة المستشفى لتحويل لمركز متخصص لعلاج مرضى الكبد، من أبناء محافظة بني سويف، كنواة لإنشاء معهد كبد يخدم قطاع شمال الصعيد بالكامل، إلا أنه المحاولة باءت بالفشل لأسباب غير معلومة.

من جانبه أكد المستشار هاني عبدالجابر، محافظ بني سويف، إنه أتفق مع المهندس خالد بدوي، رئيس مجلس إدارة مجموعة "تيتان مصر" للأسمنت، على تطوير وتجهيز المستشفى، من خلالها مشاركتهم في خدمة المجتمع المحلي، لخدمة أبناء المحافظة، مشيرًا إلى أنه كلف الدكتور عبد الناصر حميدة، وكيل وزارة الصحة بالمحافظة، للتنسيق مع مسؤولى الشركة لتطوير وتحويل المستشفي حسب الإحتياج للتخصصات المطلوبة بالمحافظة.

وقال الدكتور عبد الناصر حميدة، وكيل وزارة الصحة ببني سويف إنه تم الاتفاق مع مسئولى شركة الأسمنت على تطوير المستشفى وتحويلها لمستشفي مركزي "ب" تضم أقسام "نساء وتوليد وجراحة عامة وحضانات وأطفال وعيادات خارجية واستقبال" بعد معاينة لجنة من مديرية الصحة للمستشفى، للوقوف على الاشتراطات الإنشائية واشتراطات مكافحة العدوى بها وتحديد احتياجات المستشفى من تجهيزات، لافتًا إلى أن الشركة رصدت مبلغ 5 ملايين جنيه، للبدء في المشروع كمرحلة أولى بعد موافقة وزيرة الصحة على توقيع البروتوكول مع الشركة.