رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

80 مليون جنيه فاتورة «المسار المعزول».. «مصطفى النحاس» يكشف فشل جلال السعيد.. محافظة القاهرة تعلن عدم مسئوليتها عن «تصحيح الأخطاء».. و5 سنوات من الاختناقات المرورية أبرز

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

بـ«مسار أتوبيسات النقل العام المعزول»، بدأت محافظة القاهرة تغيير ملامح محور «مصطفى النحاس»، بعدما انتزعت قضبان «الترام» الذي هجر المنطقة منذ سنوات طويلة، وأجرت عمليات «توسيع» للشارع.


ورغم إعلان محافظة القاهرة -آنذاك- عن إنشاء «المسار المعزول» بشكل مؤقت، على قضبان المترو وعدم خلعها، من خلال وضع طبقة من الإنترلوك عليها، تمهيدا لتنفيذ مخطط الترام السريع، لكن ما حدث أثناء عملية التطوير، كشف عن نية الحكومة عدم تنفيذ مشروع «الترام السريع»، وتمت إزالة القضبان، وأصبح المسار دائما وليس مؤقتا.

تخصيص
يذكر هنا أن «المسار المعزول» الهدف من إنشائه هو تخصيص حارتين للأتوبيسات والمينى باصات، فقط، وذلك بهدف تقليل زمن تقاطر الرحلة، وتحسين مستوى النقل الجماعى، وتشجيع المواطنين على ركن سياراتهم وركوب الأتوبيسات، وتم إنشاء المسار بعرض 8 أمتار وبطول 5 كيلو مترات، بدءا من تقاطع مصطفى النحاس مع شارع الطيران وحتى عزبة الهجانة، ويكمله مسار آخر معزول بتقاطع شارع متولى الشعراوى بطول 3 كيلو مترات وصولا لشارع أحمد الزمر.

رفض الأهالي
الدكتور جلال السعيد محافظ القاهرة الأسبق، ووزير النقل الأسبق، صاحب فكرة إنشاء المسار، والذي أكد أنه رأى هذه التجرِبة عند زيارته للبلاد الأوروبية، وأن القاهرة سوف تكون أول مدن الشرق الأوسط التي تنفذه، ورغم رفض الأهالي، وبعض خبراء الطرق، ومهندسو التخطيط له، إلا أنه صمم أن المسار سيكون تجرِبة ناجحة بالقاهرة، مؤكدا أن المسارات المعزولة تنقل عددا أكبر من المواطنين عن المسارات العادية، حيث تصل سعة أتوبيسات النقل العام من (10) آلاف راكب/ ساعة للمسارات العادية إلى نحو (25) ألف راكب/ ساعة في المسارات المعزولة.

إنشاء المسار تضمن رفع القضبان، ونقل المرافق وتغيير خريطة البنية التحتية، فضلا عن أعمال الرصف والتشجير والإنارة، وتزويد تقاطعات شارع النحاس وعددها خمسة بإشارات إلكترونية، بما تكلفته 80 مليون جنيه.

وفى أغسطس 2014، أطلق السعيد إشارة البدء التجريبى، وأثبت التشغيل التجريبى فشل الإشارات الإلكترونية في تنظيم المرور، فبدلا من أن يصبح المسار فقط لأتوبيسات النقل العام، كان يتم استخدامه من جميع أنواع السيارات، لذلك كان لا بد من الاستعانة برجال المرور وقد كان، ومع ذلك لم يثبت المسار نجاحه، وبدلا من أن يكون تجرِبة انفردت بها القاهرة في الشرق الأوسط، كان بمثابة اللعنة على أهالي مصطفى النحاس، فالمحور كان لا يعرف الانسياب المرورى طريقا إليه، فدائما كان مختنقا بسبب هذا المسار، فضلا عن الحوادث التي كانت تحدث في تقاطعات شارع مصطفى النحاس مع شوارع "متولى الشعراوى، الطيران، حسن المأمون، مكرم عبيد، عباس العقاد".

إلغاء
وبعد مرور خمسة أعوام، تجرد «مصطفى النحاس» من التجرِبة التي انفرد بها في الشرق الأوسط، بعد معاناة طويلة من الاختناقات المرورية وكثرة الحوادث، وبالفعل تحركت القوات المسلحة لرفع المعاناة عن الأهالي، وجار إلغاء المسار المعزول، الذي كلف الدولة 80 مليون جنيه ولم يستمر سوى أربع سنوات ونصف العام، ليثبت أن الدولة تسير على نهج هوى وزرائها وليس وفقا لسياسات ثابتة.

من جانبه أكد مصدر مسئول داخل مديرية الطرق والكبارى بمحافظة القاهرة، أن المحافظة ليس لها دخل فيما يحدث الآن في محور مصطفى النحاس، حيث يتم إلغاء المسار المعزول ودمجه بالطريق العام من أجل توسيعه، وأضاف: القوات المسلحة هي من تقوم بهذه الأعمال بعد أن أثبت المسار فشله، حيث تمت أعمال التطوير الجديدة وفقا لدراسات شارك بها خبراء تخطيط المرور، لعدم تَكرار الخطأ مرة أخرى.
Advertisements
الجريدة الرسمية