رئيس التحرير
عصام كامل

عادل هيكل يكتب: مات الريحاني لأعيش

عادل هيكل
عادل هيكل

في مجلة الجيل عام 1962 كتب حارس مرمى النادي الأهلي، اللاعب عادل هيكل عن ذكرياته يقول:
في عام 1947 اكتشفني المدرب حسين كامل، وكنت حارسا لمرمى مدرسة الجيزة الابتدائية فألحقني بأشبال النادي الأهلي.. لكني لم أستقر في النادي أكثر من سنة فقد أصبت بكسر في ذراعي الأيمن، وأخذنى المرحوم مختار التتش ومعه محمد مدكور إلى مستشفى صيدناوي، حيث أجريت لي ثلاث عمليات في ذراعي، ثم وضعت في الجبس ستة أشهر.


كان التتش يعطف على وكان يشجعني لأكون حارس مرمى كبيرلكن، الإصابة أزعجتنى بعد أن نصحني الجميع بعدم اللعب...
خرجت من المستشفى ولعبت ضد مدرسة الأورمان وذراعي ما زال في الجبس، وقال لى مدرس الألعاب "أنت مجنون إزاي تلعب وأنت كده".
عدت إلى النادي وكان الجميع يواسونني، وكان أشدهم حزنا من أجلى مختار التتش فكان هذا السبب في رفضي كل العروض التي جاءتني من خارج النادي.

بعد سنة أشهر مرضت بالتيفويد، وفي يوم شعرت بالتحسن فخرجت من البيت لأشهد مباراة على أرض نادي الزمالك القديم ورجعت إلى البيت ماشيا، وعندما صعدت سلم البيت شعرت بدوار، ولم أدري إلا وأنا ممدد على السرير ودرجة حرارتي 41 درجة.

وعلمت أنى أصبت بالتيفويد، وقال من حولي إني على مشارف الموت، ومما زاد الطين بلة أني أصبت في شريان رجلي اليسرى، ولم ينقذني من الموت إلا دواء اشترته والدتي بمائة جنيه، وعلمت أنه نفس علبة الدواء التي أحضروها من أمريكا لعلاج المرحوم الفنان نجيب الريحاني قبل وفاته، لكن الدواء كان قد وصل متأخرا فمات الريحاني وبقيت علبة الدواء في الصيدلية.

وهكذا لعب القدر للإبقاء على حياتي، وتحسنت بعدها صحتي، وكانت أوامر الطبيب بلزوم السرير، وبقيت على السرير ثلاث سنوات وقدمي معلقة في السقف.

كانت أكبر صدمة لى في حياتي حين سمعت أمى تقول لإحدى جاراتها بأنني مشلول، فطلبت منها صورة والدي وعلقتها في غرفتي، وظللت كل ليلة أتحدث إليه وأشكي له لدرجة أن والدتي اعتقدت أنى أصيبت بالجنون.

وذات يوم جاءني عباس أبو غريب الذي كان يشرف على علاجي بالنادي، وقال لي البس شراب وامشِ على الأرض، وكانت المفاجأة فقد شفيت قدمي وانطلقت الزغاريد وذهبت إلى النادي، ونزلت حمام السباحة ومنه إلى أرض الملعب للتدريب.
الجريدة الرسمية