رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

رحلة «أقزام إسكندرية» من الأزمات إلى الإنجازات.. «أول فريق كرة قدم» ومشروعات خاصة

فيتو

«أقزام الإسكندرية».. التحدي.. كلمة السر في مسيرتهم ونجاحهم، فلم تمنعهم طبيعتهم الجسمانية من تحقيق حلمهم والتعايش مع الواقع، فهم يسعون في كل الاتجاهات للحصول على حقوقهم، والعمل على اكتسابها، رغم كل ما يواجهونه من صعوبات في التقديم على الوظائف ضمن شريحة الـ«5% معاقين»، فكثير من الوظائف المتقدمين لها بعد اجتياز المقابلات والاختبارات كافة بنجاح، يُقابل طلبهم بالرفض والسبب: «طبيعتك الجسمانية تمنعك من مزاولة المهنة».


أولى خطواتهم في تحقيق حلمهم بالاندماج داخل المجتمع بدأت بتشكيل فريق كرة قدم كأول فريق للأقزام، علاوة على أنهم لم ينسوا حلمهم الأساسي في العمل وإيجاد مصدر رزق، فقرر كل منهم أن يصبح «رئيس جمهورية نفسه»، من خلال إنشاء مصنع لملابسهم الخاصة، متحدين كافة العقبات والمعوقات؛ لاستكمال مشروع الحلم والأمل.

بداية.. قال عصام شحاتة، رئيس جمعية الأقزام بالإسكندرية: «إننا لم ولن ننتظر أحدا أن يأتي لنا بحقوقنا أو يمُن علينا بها، فنحن نتحرك في كل الجهات، واستطعنا الحصول على بعض المكتسبات، خاصة في الدستور المصري الأخير، ولكن تظل هناك عدة مشكلات تواجهنا، وفي سبيل حل المشكلات تلك قررنا عقد اجتماع دوري نتدارس فيه مشكلاتنا ونحدد تحركاتنا، كما نستضيف أحد المشايخ أو ضيفا يلقي ندوة، وذلك في نادي الاتحاد السكندري، الذي فتح لنا أبوابه لنجتمع فيه كأول نادٍ يفعل ذلك، ونشارك معهم في عدد من الفعاليات، وفتحت أندية الأوليمبي والمعلمين وأكاسيا أبوابها لنا أيضا بالمجان».

وتابع: كما شكلنا أول فريق رياضي لكرة القدم للأقزام بعد موافقة الشباب والرياضة ونتدرب بمركز شباب النصر شرق المدينة، وتكون التدريبات بمعرفة مدرب مختص يعرف كيف يوظف إمكانيات كل واحد من الفريق، ونحن نسعى للمشاركة في كرة القدم بقوة، لافتا: «لدينا أبطال في عدة في مجالات رياضية مثل ألعاب القوى والجري، وفزنا بميداليات في الأولمبياد الخاصة».

«شحاتة» كشف أن «الفريق يسعى حاليا لتحقيق حلم تشغيل أول مصنع لملابس الأقزام كحافز داعم مادي لهم في تحقيق طموحاتهم، ولكنه يواجه صعوبات كثيرة، محاولين أن يكون افتتاحه خلال الشهر الجاري بعد توقفه منذ 6 أشهر بسبب بعض الأعطال وعدم توافر خامات، والتي ارتفعت أسعارها بشكل كبير، وسيكون جميع العاملين بها وحتى إدارته من الأقزام، ومن المتوقع أن يعمل به أكثر من 30 فردا وسيدة لتوفير كل احتياجات الأقزام من الملابس وبأسعار زهيدة، لأننا لدينا أزمة حقيقة في ملابسنا ولا نجدها، كما أن أسعار الملابس باتت غالية للغاية ونحن هنا نحاول توفيرها بأسعار رخيصة خاصة مع عدم وجود دعم من الدولة لنا».

وتابع: الأقزام في الإسكندرية باتوا شكلا آخر من خلال تحركاتهم ومشاريعهم والسعي لتحقيقها ودمجهم في المجتمع من خلال المشاركة في فعاليات كثيرة، مثل المشاركة في لجنة صياغة الدستور والمشاركة مع الشباب والرياضة في مهرجان رياضي بشرم الشيخ، كما حصلت على لقب سفير التعايش السلمي، ونشارك في السياسة من خلال انضمامنا للأحزاب، وكذلك المشاركة في العملية الانتخابية ونتمنى أن نرى أول مرشح للأقزام خلال الانتخابات القادمة على كافة المستويات من محليات أو نواب أو حتى رئاسة الجمهورية.

في نفس السياق قال حسن محمود محمد، المتحدث باسم الجمعية، ويعمل مأمور جمارك: طموحاتنا كبيرة وآمالنا أكبر، ولكن هناك معوقات كثيرة منها أننا نتحفظ على الاسم الذي يطلق علينا «الأقزام»، فنحن مواطنون مصريون قصار القامة، ومنا سباحون دوليون وأبطال في الألعاب الأوليمبية حاصلون على ميداليات فضية وذهبية، ونشارك في أنشطة ثقافية وترفيهية، ونحن لا نتقوقع ونغلق الدائرة على أنفسنا.

وواصل: هناك مشكلة أخرى نواجهها وهي ندرة الأطباء المتخصصين في حالتنا وحتى العلاج الخاص بنا لا يوجد بمستشفيات الحكومة لنا ولأطفالنا ونشتريها بأسعار غالية جدا، فمثلا سعر حقنة خاصة بنا للتطويل تصل لـ 70 ألف جنيه، ولدينا مشكلات التعليم التي تواجه أولادنا وهي رفض قبول أولادنا ببعض المدارس الحكومية والخاصة رغم مخالفة هذا للقانون، وهو ما يسبب إيذاء نفسيا شديدا للأطفال ولنا.

كما أكد محمود أنه «هناك إساءات كثيرة ونظرة من المجتمع مرفوضة بالنسبة لنا وهو يعود لقلة الثقافة وقصور من الإعلام لعدم إبراز قصار القامة كمواطنين عاديين ولهم حق في المجتمع، إضافة لغياب البعد الديني، وهناك أيضا أزمة في حصولنا على كارنيه التأهيل المهني، والذي يضمن حصولنا على خدمات عديدة في الأجهزة، ولكن لم يتم ذلك بسبب عدم تفعيل المسودة التنفيذية للدستور حتى الآن، وهناك معاناة شديدة في الحصول على وظيفة حكومية، وأنا واحد من الذين واجهوا هذه الصعوبات ويجب حصولنا على شهادة نسبة الـ 5%، وذلك قبل إقرار القانون الحالي، ولكن لا تزال المعاناة مستمرة».
Advertisements
الجريدة الرسمية