رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

حدث في امتحان إعدادية المنيا!


تلقيت شكوى من بعض أولياء الأمور الأسبوع الماضي عن امتحان مادة العلوم بالشهادة الإعدادية بالمنيا، والذي جاء صعبا ومربكًا للطلاب، بل إن بعض أولياء الأمور قالوا إن الامتحان به ثلاثة أخطاء في تصريح لصحيفة "الوفد"، التي وصفت ما حدث بين أهالي الطلاب "بالذعر" بسبب صعوبة الامتحان.


الامتحان كان مربكا حتى إن بعض أساتذة مادة العلوم عجزوا عن حل بعض الأسئلة. مديرية التربية والتعليم بالمنيا –لم تدفن رأسها في الطلاب– وحسنًا فعل وكيل الوزارة، الأستاذ محمد عزب عندما اجتمع بالأهالي وألغى ثلاث نقاط من سؤالين مختلفين، فضلا عن تعديل درجاتهما، وتحويل واضعي امتحان مادة العلوم بالتحقيق وفقا لما جاء على صفحة "فيس بوك" الخاص بمديرية التربية والتعليم بالمنيا.

رد مدير مديرية التربية والتعليم بالمنيا قائلا إن السؤال الأول مثلا به نقطة للطالب المتميز، وخفض مشكورا درجة النقطة الصعبة الخاصة بالسؤال الأول من درجتين إلى درجة واحدة.

لكن ومع الجهد المشكور للسيد وكيل الوزارة، فعليه أن يعرف –هذا إن كان لا يعرف– أنه يجب أن يقدم تعريفا للطالب المتميز في مفهوم واضعي الامتحان، فمعظم الطلاب الذين لم يستطيعوا حل هذه النقطة من الطلاب المتميزين. أعتقد أن السيد وكيل الوزارة يعلم أن الامتحان يجب ألا يكون على طريقة "وضع الشفرة وفك الشفرة"، وخاصة إذا كان مفتاح الشفرة موجودا فقط لدى واضعي الامتحان.

ومما زاد من صعوبة الامتحان أن السؤال الثاني منه تضمن رسمًا بيانيًا يبدأ من ناحية الشمال إلى اليمين، وكان المفترض أن يبدأ من اليمين إلى الشمال. ولم يقم أحدًا بالطبع بتوجيه الطلاب لهذه النقطة.

وضع الامتحان ليس فنًا كي يبتكر فيه واضع الامتحان أسئلة يعكس فيها "الفنكوش" الذي يخترعه، ولكنه يجب أن يراعي مستوى الطالب العادي وليس المتميز. وإذا كان واضعو الامتحانات بالمنيا لا يعرفون ذلك، فعليهم الحصول على دورة تدريبية في كيفية وضع الامتحان.

الأسئلة المتميزة في رأي واضعي الامتحان التي يصعب على الطالب العادي حلها مكانها في امتحانات المستويات الخاصة، وليست في الامتحانات العادية، وإذا كان هدف واضعي امتحان العلوم بالمنيا اكتشاف "داروين جديد" أو غير ذلك من العلماء، فعلى مديرية التربية والتعليم بالمنيا أن تضع نظامًا يتضمن مستوى خاص لمادة العلوم، ويكون له امتحان خاص.

الامتحانات التي تفوق قدرة الطالب المجتهد والتي تتضمن أخطاء تربك الطلاب والأهالي، بل ولها آثار نفسية سيئة على الطلاب، ليست من الأمور التي يجب التهاون فيها، فالطالب المجتهد الذي يتطلع للحصول على درجة نهائية في المادة يشعر بالإحباط ويفقد الأمل ويشعر بضعفه، وهو شعور قد ينعكس على باقي الامتحانات أو باقي السنوات الدراسية.

فلا أحد في مديرية التربية والتعليم بالمنيا، أو ربما بوزارة التربية والتعليم يقيس تأثير الامتحانات على الجوانب النفسية والتقدم الأكاديمي للطلاب، فهذه الدراسات تتطلب اختبار نفسية لواضعي الامتحانات لمعرفة قدرتهم على تصور الجوانب النفسية للطالب، لكن مثل هذه الممارسات لا يوجد لها مكان في الواقع.

حسنًا فعل السيد وكيل وزارة التربية والتعليم بالمنيا، عندما اجتمع بالأهالي واستمع لشكواهم وتعديل درجات الامتحان. ونتمنى ألا تحدث مثل هذه "التعقيدات" مجددًا، فالطلاب وأهاليهم "مش ناقصين".
Advertisements
الجريدة الرسمية