رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

8 أسباب تكشف عدم إلغاء ماكرون زيارة مصر رغم حركة السترات الصفراء

فيتو

استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، والسيدة قرينته الإثنين بقصر الاتحادية الرئيس إيمانويل ماكرون، رئيس الجمهورية الفرنسية، والسيدة قرينته؛ حيث أجريت مراسم الاستقبال الرسمي وتم عزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف، وأعقب ذلك عقد لقاء قمة ثنائي تلته جلسة مباحثات موسعة ضمت وفدي البلدين.


ورحب السيسي بالرئيس الفرنسي ضيفًا عزيزًا في أول زيارة رسمية له إلى مصر، مشيدا بالزخم الملحوظ الذي اكتسبته العلاقات الثنائية مؤخرًا بين البلدين الصديقين، والذي انعكس على شتى المجالات، فضلًا عن التوافق الملموس في الرؤى بين دوائر صناعة القرار في كلٍ من مصر وفرنسا بشأن العديد من الأطروحات والملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وقام الرئيس السيسي باصطحاب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في جولة بالعاصمة الإدارية الجديدة، تضمنت تفقد مدينة الفنون والثقافة، والتي ستعد الإنجاز الثقافى الأضخم في الشرق الأوسط ومنارة للإبداع الفني والفكري بالمنطقة.

وشارك الرئيس السيسي إلى جانب الرئيس الفرنسي في المنتدى الاقتصادي المصري الفرنسي، حيث دعا الرئيس السيسي رجال الأعمال والشركات الفرنسية لتعظيم استثماراتهم في مصر للمساهمة في عملية بناء مصر الحديثة من خلال نقل التكنولوجيا وتبادل الخبرات وتوطين الصناعات، مؤكدًا أهمية محور التبادل التجاري والاستثمار في تعزيز العلاقة الإستراتيجية المتميزة بين الدولتين، ومنوهًا بالخطوات والإجراءات الحثيثة التي اتخذتها الدولة لتحسين مناخ الاستثمار وتذليل أية عقبات أمام المستثمرين الأجانب، لا سيما توافر الإرادة السياسية اللازمة والبنية التحتية المتطورة والبيئة التشريعية المناسبة.

كما قام الرئيس السيسي بتوديع نظيره الفرنسي بمطار القاهرة.

وتوقعت العديد من الدوائر السياسية إلغاء الزيارة أو تأجيلها نظرًا للظروف التي تمر بها فرنسا وحركة السترات الصفراء.

ونرصد أسباب إتمام الزيارة وعدم تأجيلها:

1- زيارة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون هي الأولى له كرئيس إلى مصر والأولى في حياته، حيث لمس الجميع تقدير ماكرون للحضارة المصرية القديمة وهو عرف فرنسى أنهم يقدرون ثقافتنا وحضارتنا الفرعونية العظيمة.

2- الرئيس الفرنسى وفى ظل تحديات داخلية على مستوى حركة السترات الصفراء ألغى العديد من زياراته الخارجية، وكان من المقرر أن يشارك في مؤتمر دافوس وزيارة لصربيا، لكن كان هناك حرص لإجراء الزيارة لمصر.

3- مصر دولة محورية في المنطقة سواء على الصعيد المتوسطى على مستوى الشرق الأوسط أو أفريقيا وسوق اقتصادى كبير ودولة مستقرة في محيط مضطرب ولديها قدرات عسكرية تسمح لها بتحقيق الاستقرار في نطاقها الإقليمى وفرنسا تقدر هذا كله.

4- التقاء الرؤى والمصالح والأهداف بين البلدين هو عماد العلاقة الإستراتيجية المصرية الفرنسية.

5- المرحلة ستشهد تكثيف التعاون لمواجهة التحديات التي تواجهها القارة الأفريقية؛ لا سيما وأن مصر ستتسلم رئاسة الاتحاد الأفريقي، خلال القمة المقبلة للاتحاد المقررة في فبراير القادم، وتحمل رؤية تضع ضمن أولوياتها موضوعات السلم والأمن في القارة، وتعزيز جهود التكامل الاقتصادي والاندماج الإقليمي، والإصلاح المؤسسي والمالي للاتحاد، مع ضمان قيادة الدول الأعضاء لهذه العملية، فضلًا عن دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في القارة.

6- تطلع مصر لتنويع التعاون الاقتصادي وجذب المزيد من الاستثمارات الفرنسية والاستفادة من الخبرة الفرنسية في تنفيذ العديد من المشروعات التنموية والاستثمارية وزيادة حجم التبادل التجارى؛ حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين بنهاية عام 2017 نحو مليارين و460 مليون يورو حيث تعد مصر المقصد الثالث للاِستثمارات الفرنسية في منطقة الشرق الأوسط، كما أن فرنسا تعد سابع أكبر مستثمر أجنبي وثالث أكبر مستثمر أوروبي في مصر بجانب تطلع فرنسا لتوسيع استثماراتها وعملها في المشروعات القومية الجديدة.

7- سعي مصر وفرنسا زيادة الاستثمارات الفرنسية بمصر حيث يتواجد في السوق المصري ما يزيد على 160 شركة فرنسية تساهم في توفير 36 ألف فرصة عمل مباشرة و360 ألف فرصة عمل غير مباشرة في مختلف المجالات التنموية، كما أن العديد من الدوائر الرسمية الفرنسية وكبريات الشركات الصناعية الفرنسية رصدت الزيارة، فضلا عن رصد بشكل منتظم التغيرات الإيجابية والتطورات المتواصلة لمؤشرات أداء الاقتصاد المصري في ظل خطة الإصلاح الاقتصادي المصرية الطموحة التي جعلت من السوق المصري وجهة جاذبة للشركات الفرنسية، فضلا عن انتعاش حركة السياحة الفرنسية الوافدة إلى مصر التي عادت تدريجيًّا لتكون من أبرز الوجهات السياحية لدى وكالات السياحة والسفر الفرنسية بما يؤشر لعودة قوية للسائحين الفرنسيين إلى مصر في ظل ولع وعشق الشعب الفرنسي بالحضارة الفرعونية على وجه الخصوص والتراث المصري القديم والمعاصر بشكل عام كما أسهمت تفقد رئيس فرنسا وزوجته المناطق السياحية والاستراتيجية توجيه رسالة أن مصر آمنة.

8- ترسيخ الشراكة الثقافية بين البلدين عبر تعاون ثنائي مصري فرنسي يسهم في الجهود المصرية لتنفيذ عدد من المشروعات الثقافية الضخمة في البلاد، وعلى رأسها مدينة الفنون والثقافة، والأوبرا العالمية بالعاصمة الإدارية الجديدة، ومتحف الحضارة بالفسطاط، ومتحف مدينة العلمين الجديدة، كما اختير مؤخرًا "الكونسرتيوم" الفرنسي بقيادة متحف "اللوفر" ضمن خمس شركات تنافس على الفوز بمناقصة إدارة وتشغيل الخدمات الملحقة بمحيط المتحف المصري الكبير، حيث إن اختيار عام 2019 ليصبح العام الثقافي المصري الفرنسي جاء ليعكس مدى الاهتمام المشترك الذي يبديه البلدان بالمكون الثقافي باعتباره إحدى ركائز العلاقات المتنامية بين مصر وفرنسا.
Advertisements
الجريدة الرسمية