رئيس التحرير
عصام كامل

ضمور العضلات يلتهم شقيقين في المنوفية.. ووالدهما: «نفسي في وظيفة» (فيديو وصور)

فيتو

الصبر دائما هو السبيل في وقت الابتلاء حيث لا بديل عند ذلك، والرضا والتسليم دافعان لأن تمضى أيام العمر القليلة في راحة وطمأنينة، ربما أراد الله تعالى أن تُثقل الموازين بالحسنات وربما هي محنة قد تتحول إلى منحة.


أسرة كانت مستقرة إلى أن رزقهم الله تعالى بطفل اختاروا له اسم «أحمد» ومرت الأيام والأسرة سعيدة بما رزقها الله تعالى حتى تبين عدم استطاعته الحركة كالأطفال ممن هم في ذات عمره فتوجهوا للأطباء من أجل استبيان السبب والذي اتضح أنه مرض ضمور العضلات اللعين.

اتخذت الأسرة من العيادات والمستشفيات مكانًا شبه دائم للإقامة من أجل البحث عن علاج لطفلهم لكن أقراص البرشام وأسنة الحقن لم تجدى نفعًا ولم تغير من الأمر شيء فاستسلمت الأسرة للقدر المحتوم بنفس راضية وألسنة تدعو أن يكون ذلك الابتلاء في الميزان بجانب الحسنات يوم أن يلقوا الله تعالى.

ومرت أربع سنوات ورزقوا بطفلة دونوا اسمها في خانة شهادة الميلاد "جنا" ومر من عمرها عام وأصيبت بنفس مرض شقيقها الأكبر وزاد الابتلاء على الأسرة المكلومة وتكررت نفس مشاهد شقيقها داخل العيادات والمستشفيات والنهاية كانت واحدة.

أصبحا الطفلان "أحمد، وجنا" مقعدين داخل منزلهما الصغير المكون من حجرتين لا يلهون كأقرانهم من الأطفال ولا يستطيعون حتى مساعدة أنفسهم، يجلسان بجوار بعضهما البعض يتبادلان الضحكات على حالهما راضيان بما قسمه لهما القدر من نصيب في تلك الدنيا الزائلة.

والدهما هانى إبراهيم -41 عاما-، كان يعمل سائقًا قبل أن يضطر للمكوث في المنزل بجوار أطفاله وبذل ما يستطيع من أجل علاجهما حتى أجبرته الظروف على بيع قطعة أرض ورثها عن أبيه لتوفير العلاج اللازم لهما.

التحق الطفلان بالمدرسة الابتدائية بقريتهما «اصطبارى» التابعة لمركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية، وتدرج أحمد في التعليم حتى أصبح في الصف السادس الابتدائي، بينما «جنا» لا زالت تخطو خطواتها الأولى في الصف الأول الابتدائي.

أحمد وبرغم أن المرض أقعده إلا أنه يحلم أن يصبح ذات يوم ضابطًا بالشرطة من أجل أن يدافع عن الوطن ويحمى أهله، بينما جنا تتمنى أن يصبح لديها "تابليت" ويراودها الأمل أن تصبح طبيبة لعلاج آلام الناس.

هانى إبراهيم والد الطفلين عبر عن أمنيته لـ"فيتو" والتي تتلخص في أن توفر مديرية الشئون الاجتماعية كرسيا متحركا ووظيفة له من أجل أن يتمكن من توفير لقمة العيش لأبنائه كى لا يستجدي عونا أو يستدر عطفًا من أحد.
الجريدة الرسمية