رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

مشكلات فنية بالجملة في «سد النهضة» والسبب عدم وجود دراسات الجدوى

فيتو

إن كنت تريد إقامة مشروع عملاق فدراسته أمر لا مناص منه، لكن رئيس الوزراء الأثيوبي الراحل «زيناوي» لم يأخذ بتلك المقولة وهو يرد على مسئول شركة سيليني الإيطالية حين سأله الأخير عن مواصفات سد النهضة فقال «كبير وضخم».


الكارثة كانت أن إثيوبيا التي خططت لبناء سد يكون سعته التخزينية 14 مليار متر مكعب، هي من رفعت السعة التخزينية لـ74 مليار متر مكعب في قرار واحد ودون أي دراسات جدوى، وكان مبررها في تلك الخطوة الكارثية التي حدثت في أبريل 2011، أن مصر تواجه توترات داخلية - أحداث ما بعد 25 يناير - وبالتالي تلك هي الفرصة الأفضل من أجل إنجاز ذلك المشروع بسياسة الأمر الواقع.



وهروب إثيوبيا من مصر يعود إلى القانون الدولي الذي ينص إنه في حالة البناء على الأنهار عابرة الحدود مثل سد النهضة على نهر النيل، فلا بد من موافقة الدول المتضررة من هذا البناء «مصر والسودان» ويكون ذلك بناء على دراسات جدوى طالما أن سعة السد تزيد عن 14 مليار متر مكعب.

اقرأ..سد النهضة يفقد جدواه الاقتصادية بسبب فائض الكهرباء في مصر

اتبعت أديس أبابا سياسة الأمر الواقع وشيدت السد مستغلة الظروف الداخلية للبلاد، وفي أول لجنة فنية لمعاينة المشروع تم الإعلان إنه خطر بسبب عدم وجود دراسات كافية له لكن إثيوبيا سرعان ما أعلنت إقالة اللجنة الفنية وبعد مفاوضات طويلة تم تشكيل لجنة أخرى اتفقت مع مكتب فرنسي لإجراء معاينات للمشروع وإظهار النتائج الأساسية.

أكثر من ثلاثة أعوام حتى الآن لم يستطع المكتب الفني إخراج تقريره الأولى، هذا ما حدث، أما السبب فمنذ عام ونصف أعلن المكتب الفني أن أديس أبابا لا تعاونه ولا تسمح له بالتصوير في بعض الأماكن أو الإضطلاع على معلومات بعينها لإنجاز المشروعات.



خبراء المياه رجحوا أن ما تقوم به إثيوبيا يأتي في إطار الخوف من إثبات عدم وجود أي دراسات فنية للسد، وهو ما يعني كارثة خاصة في ظل أن المشروع يتلقى منحا وقروضا من الخارج.

شاهد... هل ينتهي عصر سدود توليد الكهرباء؟

لكن الأمر لم يستمر طويلًا، وإن كانت القاهرة أتبعت أسلوب النفس الطويل، فإن الأمور نفسها خرجت عن السيطرة وذلك بعد أن كشف «كفلي أوراو» مدير مشروع سد النهضة، أنهم اكتشفوا «وادي عميق» أثناء تغيير مجرى المياه ما أدى إلى تعطل العمل لبعض الوقت.

تلك المشكلات الفنية في رأي بعض الخبراء لم تكن الأخيرة، فبحسب الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا بمعهد البحوث الأفريقية، فإن سد النهضة معرض للانهيار بسبب طبيعة الأرض الزلازلية المقام عليها المشروع، ودلل على ذلك بانهيار أكثر من سد لم يكمل 10 سنوات أقامته إثيوبيا قبل ذلك.
Advertisements
الجريدة الرسمية