«#خليها_تصدي» شبح هدد قطاع السيارات.. حملة شعبية لمقاطعة الشراء لتخفيض الأسعار.. جرس إنذار لقطاعات أخرى.. الطحاوي: تصدت لـ«حيتان السوق».. درويش: الوكلاء ملتزمون بالتخفيض.. وتوفيق:

يحلم الكثير منا بشراء سيارة وذلك لعدة أسباب، أهمها على الإطلاق هو عدم استقلال وسائل المواصلات العامة، التي غالبًا ما تكون مكتظة بالركاب، خاصة عند السفر لمسافات طويلة، فضلا عن استخدامها في خدمة أفراد الأسرة وشراء مستلزمات المنزل والتنقل بها من مكان إلى آخر، ففوائد أن تمتلك سيارة لا تعد ولا تحصى.

ترحيب بالحملة
وبعد بدء إجراءات الإصلاح الاقتصادي، وتحرير سعر الصرف في نوفمبر 2016، ارتفعت أسعار السيارات، وجن جنون المقبلين على شراء سيارة، لكنهم اضطروا إلى الرضا بالأمر الواقع آملين في تحسن الأوضاع، لكن يمر الشهر تلو الآخر، وترتفع أسعار السيارات أكثر وأكثر، حتى فاض الكيل، وقرر مجموعة من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي إطلاق حملة (#خليها_تصدي) للامتناع عن شراء السيارات وللضغط على الموزعين والوكلاء لتخفيض الأسعار خاصة عقب وصول السيارات القادمة من الاتحاد الأوروبي إلى "صفر جمارك".

ولاقت الحملة ترحيبًا واسعًا من جميع فئات الشعب، وأيدها الكثيرون، مؤكدين أنها طريقة فعالة للضغط على التجار ولكبح جماح ارتفاع الأسعار.

وأيّد فتحي الطحاوي، عضو الغرفة التجارية بالقاهرة، حملات مقاطعة شراء السيارات، موضحا أن حملة "خليها تصدى"، قادرة على ردع المغالين في أسعار السيارات.

تخفيض الأسعار
وأكد الطحاوي لـ"فيتو" أن الحملة تتصدى لمن أطلق عليهم "حيتان السوق"، موضحًا أن مثل هذه الحملات تقف ضد من يتَّحِدون أمام مصلحة المستهلك.

ولفت إلى أن المقاطعة ستجبر عددًا كبيرًا من التجار على تخفيض الأسعار، موضحًا أن هامش ربح 20% معقول، وهناك بعض التجار يكسبون 100%، مضيفًا أن الوكيل لا بد أن يكسب ولكن ليس عن طريق ذبح المواطنين.

وأكد الطحاوي أن السوق المصرية تعمل بنظرية "الأواني المستطرقة"، ما يعني أن مثل هذه الحملة ستؤثر في أغلب القطاعات التجارية بكافة القطاعات، مما يتسبب في حالة من التخوف داخل القطاعات الأخرى، مشددا على ضرورة التفرقة بين الممارسات الحرة في السوق الحرة وبين الممارسات الاحتكارية، مؤكدا أن حملة (#خليها_تصدي) إنذار مبكر للقطاعات الأخرى، مطالبا وزارة الصناعة والتجارة بضرورة مناقشة القرارات التي اتخذتها في خلال فترات سابقة من أجل السيطرة على السوق.

الاقتصاد القومي
وقال نور الدين درويش، نائب رئيس شعبة السيارات بغرفة القاهرة التجارية، إن الوكلاء ملتزمون بتخفيض أسعار السيارات الأوروبية بعد تطبيق "زيرو جمارك"، ولا يوجد أي تعنت من الوكلاء.

وأوضح درويش لـ"فيتو" أن الأسعار تم تخفيضها من قبل الوكلاء ابتداء من أول يناير الجاري وفقا للتخفيضات الجديدة، مشيرًا إلى أن الحملة لها أهداف أخرى وتنوي الإضرار بالاقتصاد القومي.

جشع التجار
ومن جانبه، أكد هاني توفيق، الخبير الاقتصادي، أن احتكار الوكلاء الحصريين للسلع والسيارات وجشعهم غير المحدود سواء في السيارات أو في قطع الغيار زاد بشكل يفوق الحد، متسائلًا: أين دور جهاز حماية المستهلك، وجهاز منع الممارسات الاحتكارية؟!

وتساءل توفيق أيضا: لماذا لا يقوم المواطنون باستيراد سياراتهم بأنفسهم مثلما يحدث في كل دول العالم؟!، مؤكدًا أن مثل هذه الحملات ضرورية للوقوف أمام جشع التجار واستغلالهم للمستهلك.