رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا يتصدى وزير خارجية قطر لعقد صفقات بلاده في الإعلام الغربي ؟..أجندة قطرية جديدة وراء اجتماعاته السرية مع مراسل نيويورك تايمز بالقاهرة و«ديفيد هيرست»..ويُجند إعلاميي الجيل الثالث بالميديا

محمد بن عبد الرحمن
محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وزير الخارجية القطري

أجندة جديدة، تروح لها قطر من أعلى سلم الدبلوماسية في البلاد، سعيا لتنفيذ مخططاتها في السيطرة على الإعلام الغربي بدقة ونجاح، وهي ممارسات توحشت فيها، منذ ظهور قناة الجزيرة، وتطويعها لخدمة السياسة القطرية، مما أوحى للغرب أن «الإمارة» دولة عملاقة في الشرق الأوسط، رغم مساحتها التي لاتزيد عن «قرية» في مصر أو السعودية.


لماذا وزير الخارجية؟

يدير محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وزير الخارجية القطري ملف الإعلام الخارجي حاليا، ويلتقي بنفسه مع مندوبي الوكالات ووسائل الإعلام المؤيدة لقطر، ولم يكتف بالإدارات الدبلوماسية المعنية بالأمر في وزارته، وتصدى لإبرام الصفقات الكبرى، بعد شيوع حالة من التخبط، خلال الأشهر الماضية، بسبب تغول الديوان الأميري على باقي مؤسسات الدولة، وتعاقده مع شركات تعادي قطر واستراتيجيتها، في ظل سعي نظام تميم، للسيطرة على كل شركات العلاقات العامة بالغرب، بما قد يضيع كل المليارات التي دفعتها الإمارة خلال السنوات الماضية على اللاشيء.

وبحسب مصادر خاصة لـ«فيتو» خصص محمد بن الرحمن قبل شهرين، جزءًا من أجندة لقاءاته بمؤتمر حوارات المتوسط، الذي عقد في روما أواخر شهر نوفمبر الماضي، مع الصحفيين ديكلان وولش، مراسل صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية بالقاهرة، وديفيد هيرست، رئيس تحرير موقع ميدل إست أي البريطاني، وكلاهما أصبح من ألد أعداء التحالف العربي، حتى يستفاد منهما في الترويج للأجندة القطرية الجديدة، والاستمرار في تحسين صورة جماعة الإخوان الإرهابية، ونسج الأكاذيب ضد المعادين لها في المنطقة.

استثمارات مريبة في عالم الإعلام

نشط النظام القطري خلال الأشهر الماضية، في إعادة ترتيب أجندته الإعلامية بالغرب، وترسيخ علاقاته مع الإعلاميين النافذين في أوروبا، والعمل على استقطاب أجيال شابة، من نجوم الصف الثاني والثالث في الميديا العالمية، حتى يضمن ولاءات له على المستوى البعيد، وكي تبقى الكرة في ملعبه، وترجح كفته بالأزمة الدائرة مع الدول العربية، المعارضة لسياساته، يعظم من ترسانته الإعلامية في الغرب، التي استحوذ عليها في صفقات مريبة، مازالت بلغة الحسابات الأقوى في المنطقة.

استغلت قطر الأحداث السياسية بالمنطقة خلال السنوات الماضية، لإبراز نفسها كقوة إعلامية عالمية، في استضافة الأحداث الدولية، لتتحول إلى مركز إعلامي إقليمي وعالمي، وبجانب ذلك تمضي في مخططاتها للاستحواذ على قطاعات المعرفة، مثل الإنتاج والنشر، وكل ذلك في غفلة كبرى من الدول الكبرى بالمنطقة.

ولا تكتفي قطر في محاولاتها للسيطرة على سوق الإعلام العالمي بقناة الجزيرة، الموجهة بكافة اللغات للعالم، وتملكها الحكومة القطرية، ويخدم على تقاريرها على مدار الساعة نحو 70 مكتبًا و3000 موظف حول العالم، ولكنها لجأت خلال الأعوام الأخيرة، للسيطرة على أغلب الفضاء الغربي، بداية من قناة العربي، التي تبث من لندن، ويشرف عليها عزمي بشارة، وهو فلسطيني الأصل، وعراب السياسة القطرية في أغلب المجالات، بجانب باقة كبيرة من المواقع الموجهة بجميع اللغات للسيطرة على السوق الإعلامي في العالم، وكأنها الصوت الرسمي للعرب الذي يجب أن تسمعه البشرية.

وحتى تكتمل الصورة، والسيطرة الكاملة على ذهنية المشاهد، وتضمن قطر لنفسها زاوية بجميع المنازل في الشرق والغرب، دشنت مجموعة beIN الإعلامية الرياضية، التي توسعت سريعًا في السنوات الأخيرة، وضمت نحو 34 قناة تبث في 33 دولة، كترسانة إعلامية كبيرة.

ولأنها أموال دولة وليست شركة، اكتسحت جميع المنافسين واستحوذت على حقوق بث البطولات الكبرى في جميع الرياضات، كما سيطرت على البث الحصري لمباريات كرة القدم في الدوري الإنجليزي الممتاز بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حتى أصبحت شبه محتكرة للسوق العالمي، في ظل سعي متأخر من دول التحالف العربي، لمواجهة النهم القطري المتوحش، للسيطرة على سوق الإعلام في العالم.



الجريدة الرسمية