رئيس التحرير
عصام كامل

مستشار الرئيس الفلسطينى: الرافضون لزيارة القدس يقدمون هدية لإسرائيل وزيارة السجين لا تعني الاعتراف بالسجان

فيتو


  • هناك إجراءات سوف تلجأ إليها السلطة الفلسطينية قريبا لإجبار حركة حماس على الرضوخ لصوت العقل
  • كل الجهود المصرية لتحقيق المصالحة بين أبناء الشعب الفلسطيني تصطدم بجدار الرفض من قبل حماس.
  • حماس ليس في أجندتها تحقيق أي مصالحة أو وئام وإنما هي تسعى لتنفيذ أجندة برنامح الإخوان.
  • السلطة الفلسطينية ستلجأ إلى إجراءات في الوقت القريب لإجبار حماس على المصالحة.
  • الأزهر منارة من منارات الإسلام والأمة وكان دايما يحمل لواء مصالح الأمة.
  • زيارة السجين لا تعني الاعتراف بمشروعية السجان.. ونحن ندعو العرب إلى الرباط للقدس.
  • الخطاب الديني الحقيقي هو المستند إلى الكتاب والسنة ويواكب تطورات العصر أيضا واحتياجات الزمان 
  • أي محاولة للتفرقة بين القرآن والسنة هي في الحقيقة هدم للإسلام
  • التخلص من التراث يعنى بناء شخصية مبتورة عن جذورها التاريخية والإسلامية
  • دورنا اليوم أن لاينسى أحد اسم فلسطين وسيبقى دائما 

أكد الدكتور محمود الهباش مستشار الرئيس الفلسطيني للشئون الدينية وقاضي قضاة فلسطين، أن الدولة المصرية بذلت جهود كبيرة من أجل تحقيق المصالحة والوئام بين أبناء الشعب الفلسطيني على مدار العقود الماضية، مشيرًا إلى أن كل تلك الجهود كانت تصطدم بحائط الرفض، من قبل حركة حماس، مؤكدًا أن حماس لا تريد تحقيق أي تصالح، وإنما تسعى لتنفيذ أجندة جماعة الإخوان الدولية، وأضاف «الهباش» خلال حواره الذي أجرته معه «فيتو» على هامش مشاركته في المؤتمر التاسع والعشرين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية الذي أقامته وزارة الأوقاف مؤخرا، أن السلطة الفلسطينية ستلجأ خلال الفترة القادمة  إلى فرض إجراءات جديدة لإجبار حركة حماس على تحقيق المصالحة، وأن هذه الإجراءات ستشمل ممارسة نوع من الضغوط سواء من الداخل أو الخارج.. وإلي نص الحوار...

◄كيف شاهدت افتتاح مسجد الفتاح العليم والكاتدرائية معًا في العاصمة الإدارية الجديدة؟
حماية المسيحيين وغير المسلمين بشكل عام هي من أوجب الواجبات على المسلمين، والحماية هنا تعنى حماية أرواحهم وعقائدهم وحقهم في الحياة والعبادة، وحماية دور العبادة والمساهمة في بنائها، لأن هذا من واجبنا وواجب تراثنا وما جرى في مصر من افتتاح المسجد والكنيسة معا رسالة هامة، لأن مصر وفلسطين وغيرهما من الدول العربية ليست دول طاردة لغيرها من المسلمين، وإنما هي دول جاذبة وامم تحافظ على النسيج الإنساني المتنوع، والذي يعيش فيه المسلم من والمسيحى وغيرهم من الأقليات تحت راية الدولة الوطنية، ونحن كفلسطينيين لا نتحدث عن التعايش والتسامح، وإنما نحن نعيش هذا التسامح ، وربما أكبر دليل على ذلك أن ساحة كنيسة بيت لحم في القدس هي نفسها ساحة مسجد عمر بن الخطاب والمناسبات الدينية المختلفة تقام في نفس الساحة للجميع، وفي القدس الشريف تتعانق كنيسة القيامة مع مسجد عمر بن الخطاب، وتتعانق فيه أيضا أجراس الكنائس مع أصوات المآذن هذا التسامح جاء في السياق الطبيعي، لأن هذا شخصيتنا القومية التي سنظل عليها.

◄ما أبرز النتائج التي وصلت إليها الجهود المصرية في المصالحة الداخلية الفلسطينية؟
مصر بذلت منذ عام ٢٠٠٧ جهودا جبارة من أجل تحقيق الوئام بين أبناء الشعب الفلسطيني، وإنهاء الانقسام الداخلي، وأبرمت اتفاقية القاهرة عامى ٢٠١١ و٢٠١٧ ولكن مع الأسف كل هذه الجهود كانت تصطدم بجدار من الرفض من قبل حركة حماس على وجه التحديد، وحماس ليس في أجندتها تحقيق أي مصالحة أو وئام، وإنما هي تسعى لتنفيذ أجندة برنامح الإخوان، وهو يقوم في أساسه على هدم الدولة الوطنية أو هكذا يتوهمون وبالتالي مع الاسف كل الجهود المصرية أفشلت من قبل حركة حماس والمصالحة مجمدة وتصدم دائما بالرفض من قبل حماس ومن جانب حركة الإخوان الدولية التي تعطي تعليماتها إلى حركة حماس.

◄وإلى متى سيظل هذا الوضع قائما بين أبناء الشعب الفلسطيني؟
لن يطول هذا الوضع طويلا فالشعب الفلسطيني بطبعه يرفض الانقسام، لأنه شعب واحد، وبالتالي لن نقبل بإبقاء الإنقسام، وهناك إجراءات سوف تلجأ إليها السلطة الفلسطينية قريبا لإجبار حركة حماس على الرضوخ لصوت العقل، ولكن هذه الإجراءات يجب أن تتوافق مع الساحة العربية، وستشمل ممارسة ضغط داخلى وخارجى. 

◄ما رأيك في الدور الذي يلعبه الأزهر لصالح القضية الفلسطينية؟
الأزهر منارة من منارات الإسلام والأمة، وكان دائما يحمل لواء مصالح الأمة والشعوب، وهو اليوم يقف في مساندة القضية الفلسطينية بكل ما اوتي من طاقة، ونداءات الأزهر الشريف ومؤتمر "نصرة القدس" الذي عقد العام الماضي شكل ركيزة أساسية من مرتكزات تقديم خطاب قوي في مواجهة إسرائيل وأمريكا، بأن الأزهر بكل علمائه ومنهاجه سيستمر وبكل قوة في الدفاع عن القضية الفلسطينية وعن مصالح الأمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

◄كيف ترى الأصوات التي ترفض زيارة القدس في الوقت الحالى؟
زيارة القدس حتى وهي تحت الاحتلال الإسرائيلى ضرورة سياسية وفضيلة دينية، وبالتى كل من يرفض زيارة القدس اليوم هو من حيث لا يدرى يقدم هدية لإسرائيل، لأنها لا تريد ن ترى في القدس لا مسلم ولا عربى، لأنها تريد أن تصبح القدس يهودية خالصة، وبالتالي فإن زيارة القدس هي رباط ونحن ندعو المسلمين والعرب إلى الرباط، ولا ندعو إلى التطبيع مع إسرائيل وكل من يريد التطبيع مع إسرائيل "طبع الله على قلبه" نحن نريد منكم أن تتواصلوا معنا "فزيارة السجين لا تعني الاعتراف بمشروعية السجان" وإنما هي دفاع عن حق السجين في الحياة وعن قدرته على الصمود.

◄وما أبرز المكاسب الدبلوماسية التي حققتها السلطة الفلسطينية مؤخرًا؟
ترأس فلسطين لمجموعة ٧٧ زايد الصين، هو مكسب كبير وفلسطين حاضرة الآن وأصبحت عضوا في الأمم المتحدة، بجانب عضويتها في اليونسكو ومحكمة الجنايات الدولية، وفلسطين قادمة شيء فشيء والاحتلال هو الذي سيزول بمشيئة الله.

◄هل تعتقد أن الخطاب الديني يساهم في بناء الشخصية؟
بدون شك الدين مكون أساسي في الثقافة العربية وربما يكون هو المكون الهام باعتباره هو المحرك الأساسي لتحريك وتأجيج المشاعر، وبالتالي خلق ديناميكية حركية التعاطي مع الواقع، وبالتالي على حسب أهمية الدين فإن الخطاب الدينى يمثل ركيزة أساسية في بناء الشخصية الوطنية، وبناء المجتمع والدولة والخطاب الدينى هو الذي يحمى الشخصية الوطنية سواء أخلاقيا أو سلوكيا، وبالتالى هو الخطاب الدينى المطلوب، والذي يكون له أثر بعيد في الحفاظ على شخصية ومصالح الدولة ككل.

◄وما الخطاب الدينى المطلوب في الوقت الحاضر؟
الخطاب الدينى المطلوب هو الخطاب الديني الحقيقي المستند إلى الكتاب والسنة، ويواكب تطورات العصر أيضا، واحتياجات الزمان والمكان ومتغيرات الواقع، الخطاب المستند إلى القرآن والسنة ويصوغ الواقع بطريقة عصرية وجديدة، وكذلك استنادا إلى الأسس التي قام عليها المجتمع الإسلامي الأول، دون أن نحصر أنفسنا في إطار استنساخ نفس النموذج التاريخي، لأنه من المستحيل إعادة التاريخ مرة أخرى.

◄كيف ترى الدعوات التي تنادي بفصل القرآن الكريم عن السنة النبوية؟
القرآن الكريم والسنة لا غنى للمسلم عنهما، والذي يحاول التفرقة بين القرآن والسنة هو في الحقيقة يهدم الإسلام، لأن الإسلام قائم في الأصل على نصوص القرآن والسنة والنبي -صلى الله عليه وسلم- قال "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدى أبدا كتاب الله وسنتى" وأى محاولة للتفريق بينهما هي في الأساس هدم لمعاني الإسلام.

◄وما الطرق الأنسب لتنقية التراث من وجهة نظركم؟
المخلصون يريدون من تنقية التراث إزالة ما لحق به من شوائب، وهى أمور لها علاقة بطريقة التفكير، ولكن الضالين يقصدون بمفهوم تنقية التراث التخلص منه كاملا، وبناء شخصية مبتورة عن جذورها التاريخية والإسلامية، فتصبح الشخصية العربية والإسلامية مشوهة لا علاقة لها بالماضي والمستقبل.

◄ما المكتسبات التي تبغى السلطة الفلسطينية تحقيقها من خلال المشاركة في المحافل الدولية؟
كل محفل يمكن من خلاله ذكر اسم فلسطين، وأن هذا يظل هذا الاسم حاضرا، وأن نفوت الفرصة على المحاولات الإسرائيلية وغيرها، لطمس اسم فلسطين، هذا مكسب مهم، لأنهم كانوا يقولون"الكبار يموتون والصغار ينسون" ودورنا اليوم ألا ينسى أحد اسم فلسطين، وسيبقى دائما بإذن الله.
الجريدة الرسمية