رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«ماجدة».. قصة كفاح أم تضرب المثل للمرأة المعيلة (فيديو)

فيتو

حينما تتبدل الأحوال وتتوارى شمس الاستقرار ويغيب السند يظهر المعدن الأصيل للمرأة المصرية التي لا تهزمها الظروف ولا تنال من عزيمتها أية معوقات، وتستطيع حتى وإن كانت بمفردها أن تدير دفة الأمور حتى تصل بها إلى الأمان.


في أحد أحياء مدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية، تضرب ماجدة أحمد شحاته، 51 عامًا، المثل والنموذج في التضحية فبعد انفصال والديها وهي لازالت طفلة في المرحلة الابتدائية اضطرت للعمل مع والدتها في بيع الحلوى أمام المدرسة التي تدرس بها، حيث كانت تستغل "الفسحة" للخروج لمساعدة والدتها في العمل.

كبرت الطفلة وأصبحت شابة وآن لها أن تتزوج كما هي سنة الحياة، فارتبطت بابن الجيران وأنجبت منه طفلين، إلا أن القدر لم يرد لها الراحة وأصيب زوجها بالسرطان وتوفى تاركًا لها طفليه ولم يكمل كبيرهما عامه الثانى بينما الآخر كان يمضي شهره السادس.

عادت ماجدة إلى منزل والدتها "الطيني" مرة أخرى وهى لم تكن أكملت عامها السادس والعشرين، لكنها لم تعد بمفردها بل بطفلين وبديون تركها لهم زوجها الراحل لتنقطع عنها كافة سبل الراحة، وعملا سويًا ليعينا بعضهما البعض على ظروف الحياة ومشقتها.

وفى إحدى الليالي الحزينة ضرب المرض والدتها وأصيبت بجلطة وذهبت إلى حيث سيذهب الجميع لتجد ماجدة نفسها وجها لوجه بمفردها في مواجهة الحياة والحزن والظروف لتتحمل هي العبء الكامل لنفقات الأسرة وترفض الزواج لتتفرغ للعمل والكفاح من أجلهم.

عملت الأم في صنع الفطائر والمخبوزات وبيعها للمواطنين مقابل مبلغ من المال من أجل توفير ما يسد جوع أطفالها ويمكنهم من استكمال تعليمهم وتمكنت من إعادة بناء المنزل الطيني ليصبح عقارًا مكونًا من 4 طوابق، ليصبح كل ركن من أركانه شاهدًا على الشقاء والكفاح.

وظلت الأم تعمل على مدار 25 عامًا لم يغفل لها جفن أو يهدأ لها ذهن لتضرب النموذج الأروع للمرأة المعيلة المكافحة التي تمكنت من قيادة مركب أسرتها إلى بر الاستقرار والأمان والتحق أبناؤها محمد وأحمد بالجامعة وحصل أحدهما على ليسانس حقوق والآخر على بكالوريوس تجارة، لتشعر ربما للمرة الأولى في حياتها بالراحة وأنها أكملت رسالتها تجاه أبنائها.

ولم يجد المجلس القومى للمرأة سواها في رحلة بحثه عمن يرشح للحصول على الأم المثالية بمحافظة المنوفية لهذا العام تقديرًا لتضحيتها وكفاحها الكبير من أجل أسرتها وتعليم أبنائها.
Advertisements
الجريدة الرسمية