رئيس التحرير
عصام كامل

إيبارشية كاثوليك المنيا.. سنوات من العمل الاجتماعي والثقافي والانفتاح

فيتو

تعتبر إيبارشية المنيا للأقباط الكاثوليك واحدة من أعرق مطرانيات الكرازة الكاثوليكية، إذ يتزامن تأسيسها مع تأسيس البطريركية في أواخر القرن الثامن عشر.


وتعادل مساحة الإيبارشية التي يترأسها الأنبا بطرس فهيم مساحة محافظة المنيا، بطول 200 كم، وعرض المحافظة بأكملها، وتضم 37 كنيسة كاثوليكية، وترعى ما بين 55 إلى 60 ألف كاثوليكي، يرعاهم 45 كاهنا، بحسب إعلان الأنبا بطرس فهيم، مطران الأقباط الكاثوليك بالمنيا.

وقال فهيم إنه خلال الـ ٦سنوات الأخيرة "تم إضافة بعض الكنائس التي جرى ترميمها وتحسينها، وتتزين الإبرشية بمدارسها السبعة التابعة للمطرانية، والتي تعمل على إرساء ثقافة السلام والمحبة بين جميع طلابها".

وفيما يتعلق بالعمل الإنساني والاجتماعي أشار الأنبا بطرس إلى أن البطريرك أنطونيوس نجيب أسس العمل التنموي في الإبرشية، وتجسدت الفكرة بغية خدمة سائر المواطنين دون تمييز من أجل إعلاء شأن الإنسان، ومنذ ذاك الوقت انطلقت الفكرة، وتوسعت هذه المبادرة الإنسانية حتى باتت متشعبة تنمويا منها" تنمية المراة، الطفل، الفقراء، المهمشين، تأمين قروض لصغار الفلاحين، التنمية المستدامة، ذوي الاحتياجات الخاصة وغير ذلك من الأنشطة، لتحقيق ملء كرامة الإنسان من خلال تمكين المجتمعات، ودعم المشاركة المجتمعية وتعظيم الموارد المحلية، ولا سيما البشرية انطلاقا من إيماننا بالتعليم الاجتماعي للكنيسة الكاثوليكية وانتمائنا الوطني.

وتعمل الإبرشية على تحقيق مجتمع يسوده العدالة والسلام والتضامن الاجتماعي، معتمد على ذاته، قادر على توظيف موارده من أفراد ومؤسسات، يعرف كل أفراده حقوقهم وواجباتهم ويمارسونها بحرية، للجميع فيه فرص متساوية لحياة كريمة دون تفرقة بين أفراده.

وأضاف الأنبا بطرس أن"العمل الإبرشي يطال أيضا الجانب الإنساني لا سيما خدمة المساجين وأسرهم، من خلال كاهن يهتم برعايتهم وهو الأب بولس ناصيف، وبالتضافر مع حوالي٨٠٠ شاب وشابة متطوعين من أجل أنسنة من قست عليهم الظروف وباتوا خلف القضبان. ناهيك عن العمل مع الأرامل وكبار السن والشابات العاملات وأطفال الشوارع وخدمتهم في سبيل الحفاظ على إنسانيتهم وكرامتهم.

وفي مجال العمل الثقافي، أوضح الأنبا بطرس أن الإبرشية أسست منذ أشهر المركز الثقافي الكاثوليكي من أجل إظهار الوجه الثقافي لمحافظة المنيا ولأبنائها المثقفين الذين لديهم طاقات ثقافية كبيرة وغنى فكري كبير، وذلك من أجل مناهضة ثقافة العنف بثقافة محو الجهل والأمية، وبناء مجتمع مسالم واع ومثقف، كي يواجه هذا الشعب التطرف بلغة المنطق والعقل والإدراك.

وأضاف لقد انبثق عن هذا المركز الصالون الثقافي الأول في محافظة المنيا والرائد برواده وأعلامه من أبناء المحافظة المثقفين من مختلف الطوائف دون تمييز، ما جعل من الصالون الثقافي واحة ومساحة تلاقٍ وانفتاحا وفق معايير وموضوعات تدعو إلى عيش السلام والمحبة والتآخي واحترام حريات المعتقد، بحيث يتم اختيار كوكبة من الموضوعات الثقافية التي يتعطش إليها شبان اليوم، في سبيل بناء ثقافة حضارية واعية بين هذه الأجيال الناشئة وسط التحديات والظروف القاسية.

كما أن الهدف الأسمى من المركز الثقافي وما يتبعه من صالون ثقافي هو تعزيز الدور القيادي عند الشبان والشابات، الذين تطوعوا من مسيحيين ومسلمين بهدف تنمية الأفراد والإنسان والمجتمع، بالإضافة إلى إعداد باقة من النشاطات مثل المهرجانات الثقافية والعروض الفنية التشكيلية التي تعزز ثقافة السلام.
الجريدة الرسمية