رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الميادين تحكي يوميات ثورة 25 يناير (ملف خاص)

ثورة 25 يناير
ثورة 25 يناير

الميادين كانت سرَّ ثورة 25 يناير 2011 وروحَها. في قلبها احتشد المتظاهرون يهتفون بحناجرهم: "عيش – حرية – عدالة اجتماعية". لم تخلُ محافظة مصرية من تظاهرة مُطالبة بالتحرر من قيود طالت واستطالت وما ظن أحد أن تنكسر، لولا صرخة قادمة من الأعماق: إذا الشعبُ يومًا أرادَ الحياة.. فلا بدَّ أنْ يستجيبَ القدر. بدون مقدمات زحف المتظاهرون إلى الميادين الكبرى، كلٌّ في محافظته، دون إعداد مُسبق. عاشوا الحلم الطويل حتى تحقق، وسقط النظام الذي بقى جاثمًا على قلوبهم وصدورهم 30 عامًا.


ميادين الثورة لم تكن مجرد مكان رحب احتوى الثوار، بل كانت تسجل كل شيء، أبصرت بنفسها الأحداث، كانت تمنحهم القوة والمدد والأمل. هذا ميدان التحرير عروس الميادين ورمز الثورة المصرية. تظاهراته المليونية، والصدامات التي حدثت على تخومه وداخله بين المتظاهرين والشرطة، نقلتها عدسات الفضائيات على الهواء مباشرة. وكانت محفّزًا للملايين في أرجاء مصر للنزول إلى الشوارع احتجاجًا على عقودٍ من الظلم والفساد. الميدان – الذي يقع في قلب القاهرة- لم يكن حديث عهد بمثل هذه التقلبات، فهو ملتقى الثورات منذ ثورة 1919، كما شهد مظاهرات 1935 ضد الاحتلال الإنجليزي، وتظاهرات 18 يناير 1977 ضد الغلاء.

وإلى جواره وعلى مسافة 200 متر فقط.. كان ميدان عبد المنعم رياض، الذي يحمل اسم واحد من أهم الجنرالات في تاريخ العسكرية المصرية، على موعد مع التاريخ، حيث شارك في أحداث الثورة من بدايتها، وشهد سقوط عدد من الثوار غدرًا وغيلة.

يبدو أن ميادين المحافظات الأخرى استشعرت الغيرة من ميادين القاهرة، وأرادت أن يسجل التاريخ حضورها الفاعل في كتاب الثورة، فاجتذبت واحتضنت ثوار الأقاليم. ففى ساحة مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية، كان المتظاهرون يتهافتون من كل شارع ومن كل درب ومن كل حارة يجأرون بالمطالب نفسها التي يردد رفقاؤهم في ميدانى التحرير وعبد المنعم رياض.

ومن الإسكندرية إلى السويس، حيث ميدان الأربعين الذي اكتسب اسمه من مسجد سيدى الأربعين، وفيه احتشد المتظاهرون في مشاهد تاريخية لا تنسى. ثوار السويس كانوا سندًا قويًا لرفقاء الثورة في القاهرة، لا سيما أنها سبقوا غيرهم في الخروج، عندما توافدوا على الميدان في الحادى العشرين من يناير احتفالًا بسقوط نظام حكم الرئيس التونسى زين العابدين بن على. أحداث ميلودرامية شهدها الميدان الأشهر في السويس، أبرزها سقوط 33 شهيدًا، كانت دماؤهم وقودًا لارتفاع وتيرة الصمود والتحدي.

وفى بورسعيد.. تحول "ميدان الشهداء" القريب من المؤسسات الحكومية إلى قبلة للمتظاهرين الذين خسروا ثلاثة منهم في اليوم الأول، ما تسبب في اندفاع الحشود الغاضبة من أنحاء المحافظة الباسلة والبقاء حتى تحقيق المراد.

نذر الثورة كانت واضحة في ميدان الشونة بالمحلة الكبرى في محافظة الغربية، حيث ظهر الغضب مبكرًا في المدينة الصناعية، وتحديداَ في 2008، احتجاجًا على وقائع تعذيب في أقسام الشرطة. وفى أيام الثورة تحول الميدان إلى أحد أيقونات الثورة الأهم في التاريخ المصرى الحديث.

ثمانى سنوات مرت على الثورة، جرى خلالها في النهر مياهٌ كثيرة، ربح من ربح وخسر من خسر، وتغير وجه الحياة السياسية، ولكن بقيت الميادين صامدة خاشعة، لم تتبدل مواقفها ولم تتغير قناعاتها.. من أجل ذلك.. قررنا ألا نذهب إلى أشخاص ترسم أيدلوجياتهم لعبة الربح والخسارة، ولكن توجهنا إلى الميادين نفسها حاورناها وتركنا لها الفرصة لتسرد ذكرياتها وتتحدث عن يوميات الثورة.

«التحرير» كسرت حاجز الخوف عند المصريين.. ملتقى الثورات يتحدث عن كواليس الـ18 يوما








Advertisements
الجريدة الرسمية