محمد رمضان.. قصة مشرد يفترش رصيف الأحوال المدنية وكل أمنياته «عايز يستحمى»
"خلاص مفيش رحمة".. كلمات يرددها شاب في الثلاثين من عمره بملابس رثة، وذقن طويل، وأيد مرتعشة، تلتقط بين أصابعها سيجارة، لا يملك إلا ضحكة وابتسامة خفيفة، ويضع بطاطين على الرصيف المقابل لمبنى الأحوال المدنية بقنا.
"مالكم ومالي"
"مالكم ومالي".. كلمة يرددها محمد رمضان محمد ناجي، "35 عامًا" لكل من حاول الاقتراب منه لمعرفة قصته رافضًا الحديث معهم، وبالاقتراب شيئًا فشيئا، بدأ الحديث بكلمات قليلة رافضًا سرد أي شيء عن حياته، وحاول محرر "فيتو" أن يعرف قصته قال: "قدمت من دار السلام بالقاهرة بعد ما تركت عائلتي، ركبت القطر وقالوا آخر محطة هنا في قنا، نزلت بعد الكل ما نزل، ولما الليل قرب خرجت من المحطة، وجيت هنا لأني خفت من الشرطة، ومش عاوز حاجة غير إني أستحمى".
وتابع: "مش عاوز حاجة من حد، يا ريت تسيبوني في حالي، مش بكلم حد ولا عاوز حد يكلمني خالص بس عايز أستحمى".
وبسؤال أهالي المنطقة عن سر الشاب أكدوا أنه قدم للمنطقة منذ فترة قصيرة، ويذهب يوميًا في الصباح ويأتي إلى المبيت ليلا، مشيرين إلى أنه يرفض الحديث من أي شخص، وأن كل ما يعرفون عنه أنه جاء إلى قنا قادمًا من القاهرة وهرب من المحطة خوفًا من الملاحقة الأمنية له، وأن أهل الخير لا يتركونه ويرسلون له ما يقدرون عليه خاصة في ظل برودة الجو.
التدخل السريع ينقذه
وبالتواصل مع مديرية التضامن الاجتماعي، أقر فريق التدخل السريع أنه بالفعل تم رصد الحالة وتواصلوا معه، لكنه رفض أي مساعدة، وتم إبلاغ الجهات المعنية والتواصل مع قسم الشرطة ووزارة التضامن لإيداعه دور رعاية المشردين بأسيوط، حيث لا يوجد مثل هذا الدار في قنا.
من جانبه قال عبد الحميد محمود توفيق، مدير إدارة الدفاع الاجتماعي، إنه صرف بطانية ووجبات غذائية للحالة، ويجري اتصالات دائمة مع قسم شرطة ونيابة قنا لإنهاء إجراءات تسليم الحالة إلى دور رعاية المشردين بأسيوط.
وأضاف في تصريح خاص لـ«فيتو»، أن الحالة من الواضح أنها تعاني من إضراب نفسي، ودور الرعاية ستكون أفضل بالنسبة له حتى لا يؤذي المارة خاصة الأطفال والسيدات.
من جانبه أكد حسين الباز، وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بقنا، أن الفريق بمجرد رصده الحالة قام بالإجراءات المتبعة في مثل هذه الحالات، مشيرا إلى أن مثل هذه الحالات ترفض التعاون لما تعانيه من مرض نفسي، لكن الفريق يتواصل حاليًا من قسم الشرطة لإيداعه أحد دور الرعاية للمشريدن بأسيوط، حيث إنه لا يوجد أي دور في قنا، نظرًا لعدم وجود أي حالات مثل تلك لطبيعة المحافظة القبلية والعائلية.
