لاعبون اختاروا سكة السلامة قبل الضياع.. صالح جمعة لجماهير الأهلي «سامحوني مش هسهر تاني».. باسم مرسي بعد الانتقال لسموحة «ندمان وانتظروني في أمم أفريقيا 2019».. وكهربا وعمرو وردة ضم

يبقى سحر الأضواء والشهرة هو الفتنة الأكبر التي تضرب لاعبي كرة القدم وتطاردهم طول وقت، فمنهم من يتمسك بمبادئه وتعصمه تربيته وأخلاقه من الوقوع في شراك الشيطان، ويبذل كل ما في وسعه من أجل الحفاظ على الموهبة التي منحها له ربه، ويرفع شعار الالتزام والانضباط داخل الملعب وخارجه، والبعض الآخر ينجرف به تيار الشهرة والنجومية وفتنة المال إلى سكة الضياع.

وتبدأ تلك السكة بالسهر مع الأصدقاء في الملاهي الليلية حتى الساعات الأولى من الصباح، والذهاب إلى تدريبات فريقه متأخرا، أو عدم حضور المران من الأساس، وهذه النوعية الثانية يكون مصيرها السقوط في الهاوية، وانحسار الأضواء عنهم واعتزال كرة القدم مبكرا.

وتعرض فيتو في السطور التالية أبرز اللاعبين الذين أدركوا سكة السلامة قبل عض أصابع الندم وضياع موهبتهم الكروية.

صالح جمعة
بزغ نجم صالح جمعة بعدما قاد منتخب الشباب مواليد 93 للفوز ببطولة الأمم الأفريقية للشباب التي أقيمت في الجزائر عام 2013 تحت قيادة المدير الفنى ربيع ياسين، وقدم مستوى اللاعب أداء نال إشادة جميع الخبراء، ووصفوه بأنه سيكون خليفة محمد أبو تريكة في مركز صانع الألعاب ومستقبل الكرة المصرية، وتتهافت الأندية الكبرى للتعاقد مع اللاعب، وكانت له تجربة احتراف قصيرة في الدوري البرتغالى، قبل أن يعود للانضمام للنادي الأهلي.

وتألق اللاعب مع الأحمر في أول موسم له مع الفريق وشارك في تتويج الأحمر بلقب الدوري، قبل أن يقع في شراك رفاق السوء الذين اصطحبوه إلى الملاهى الليلية وصالات الديسكو، وبدأ اللاعب في التغيب عن تدريبات فريقه وتراجع مستواه، ليستبعد تدريجيا من تشكيلة الأحمر وتنحصر عنه الأضواء، فقرر الأهلي عرض اللاعب للإعارة بعد أن كثرت أزماته مع الفريق.

وانتقل صالح جمعة بالفعل للفيصلى السعودى على سبيل الإعارة في الانتقالات الشتوية الماضية، إلا أنه لم ينجح في التأقلم مع الأجواء السعودية واستمرت أزماته مع فريقه السعودى، ليقرر فسخ تعاقده وعرض على مسئولى الأهلي العودة لصفوف الفريق، ووافق الجهاز الفنى ولجنة الكرة بالأهلي على عودة اللاعب الموهوب، ولكن بعدما تعهد بالانضباط والالتزام خلال الفترة المقبلة، سواء داخل الملعب أو خارجه، ووجه رسالته لجمهور الأهلي ومسئوليه قائلا: «سامحونى مش هسهر تانى».

باسم مرسي
تألق باسم مرسي بشكل لافت خلال السنوات الأولى في مشواره مع الزمالك منذ انتقاله للفريق قادما من الإنتاج الحربي، ليصبح واحدا من أبرز المهاجمين في الملاعب، إلا أنه اعتاد الدخول في أزمات ومشادات أثرت عليه وعطلت مسيرته الناجحة كثيرا.

وكان أبرز أزماته مع الجهاز الفني للمنتخب الوطني بقيادة هيكتور كوبر، ليتم استبعاده من صفوف الفراعنة حيث تعود تفاصيل الواقعة عندما غادر ملعب برج العرب بين شوطي مباراة مصر وغانا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم تعبيرًا عن غضبه من تغييره، ليقرر كوبر استبعاده من الانضمام لقائمة الفراعنة منذ ذلك الحين وحتى الآن، قبل أن يستكمل أزماته حينما رد على سؤال حول رأيه في الأداء الذي يقدمه منتخب مصر إبان كأس الأمم الأفريقية الماضية في الجابون قبل وصول الفراعنة للنهائي ليرد مهاجم الزمالك بـ"مش متابع"، في رد كان صادمًا لمنتقديه قبل محبيه.

باسم مرسي عاد لرشده مؤخرا، وأبدى ندما شديدا على ما وقع فيه من أخطاء بحق نفسه وناديه الزمالك، وخاض تجربة احتراف بنادي لاريسا اليونانى، والعودة للزمالك الذي وافق على إعارته لفريق سموحة، ليخرج باسم مرسي عبر بعض الفضائيات ليؤكد أن تجربة سموحة ستكون بداية جديدة له وأنه سيكون المهاجم رقم واحد لمنتخب مصر في أمم أفريقيا 2019.

عمرو وردة
يعتبر عمرو وردة أحد أبرز المواهب التي ظهرت في الملاعب السنوات العشر الأخيرة، وتألق بشدة في قطاع الناشئين بالنادي الأهلي، وكان أحد الأعمدة الرئيسية لمنتخب الشباب مواليد 93، إلا أن ربيع ياسين استبعد اللاعب من قائمة منتخب الشباب المشاركة في مونديال تركيا عام 2013، بعد تورطه في واقعة تحرش أثناء معسكر الفريق في المغرب قبل المونديال، ووصفه ياسين باللاعب الفوضوي الذي يثير المشكلات داخل الفريق.

وتعددت وقائع اللاعب من هذا النوع في أكثر من مناسبة خلال مسيرته الكروية، وجاء انتقال وردة للدوري اليونانى وانضمامه لفريق بانيتوليكوس، قبل مونديال روسيا وتألقه مع الفريق، بمثابة بداية جديدة للاعب الذي تأقلم سريعا على الأجواء اليونانية، وقدم عروض رائعة مع الفريق، لينتقل بعدها لفريق أتروميتوس بالدوري اليونانى قبل، أن ينتقل لنادي باوك أحد أكبر الأندية اليونانية بعد التألق في صفوف الفراعنة في مونديال روسيا الأخير، في خطوة غيرت كثيرا من سلوكيات اللاعب، وأعادته من جديد لطريق التألق والنجومية، ويصبح أحد الركائز الأساسية للمنتخب الوطنى تحت قيادة خافيير أجيري.

محمود كهربا
تعرف الجمهور المصري على كهربا لأول مرة، في مارس 2013 حين لمع مع منتخب مصر للشباب في كأس الأمم الأفريقية 2013، وقاد الفريق للتتويج والتأهل لمونديال الشباب بعد تسجيل 3 أهداف، ورغم أن هال سيتي الإنجليزي طلب خضوعه لفترة معايشة، غير إن كهربا فضل الانضمام لفريق لوتسيرن السويسري على سبيل الإعارة من إنبي صيف العام نفسه ليبدأ أول تجاربه الاحترافية في الـ19 من عمره، إلا أن الفريق السويسرى أعلن فسخ عقد لأسباب سلوكية، لينتقل لجراسهوبرز السويسرى وقدم مردودا مع الفريق، إلا أنه أثار بعض المشكلات بعد ذلك بسبب عدم مشاركته بشكل أساسى، فعاد لفريقه إنبى وانتقل منه للزمالك.

وتألق بقميص الأبيض، قبل أن يختلق أزمة جديدة مع المدير الفنى للفريق وقتها محمد حلمى بسبب كثرة السهر وعدم التزامه بمواعيد المران، ليصر حلمى على استبعاد اللاعب وينتقل إلى اتحاد جدة السعودى على سبيل الإعارة ويصبح أحد أهم لاعبيه، وينضم للمنتخب الأول ببطولة الأمم الأفريقية، ثم المشاركة مونديال روسيا 2018 وتقل أزمات اللاعب، قبل أن تنتهى إعارته لاتحاد جدة السعودى، ويعود للتألق من جديد مع الزمالك ويساهم في تصدر فريقه قمة الدوري المحلى هذا الموسم.