رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

رصاص الشتاء.. جيش ليبيا يبدأ معركة أبواب جهنم

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

أعلن الجيش الوطني الليبي، أمس عن بدء عملية عسكرية شاملة في جنوب البلاد، لتطهيره من الإرهابيين والجماعات المسلحة الدخيلة في خطوة تعد هي الأكبر من نوعها تهدف لتثبت استقرار البلاد.


أبواب جهنم

الجنوب الليبي الذي يرقى إلى تسميته بـ" أبواب جهنم" فالحدود التي تمتد على طول 4389 كيلومترا وتتقاسمها ليبيا من الجنوب مع السودان وتشاد والنيجر، تحولت إلى هاجس أمني ومعبر مفتوح للجماعات الإرهابية والعصابات الإجرامية، لتشكل عائقا أمام استعادة الأمن وتوجيه التنمية في مناطق الجنوب.

أهمية إستراتيجية

ويمثل الجنوب أهمية إستراتيجية كبيرة في المعركة التي يخوضها الجيش الليبي من أجل استعادة الأمن والاستقرار في كافة أنحاء البلاد، فعبر أطرافه المترامية تجد الجماعات الإرهابية مساحة كبيرة للتمركز والاختباء، وأيضا قواعد انطلاق لشن عملياتها ضد المدن الليبية.

ويسهم الجنوب الليبي بنحو نصف إنتاج البلاد من النفط بمقدار نصف مليون برميل يوميا، بينما يشكل انتشار الجماعات المسلحة تحديا أمام التنمية الاقتصادية في هذه المناطق.

وحدات خاصة

وسيعتمد الجيش على وحدات خاصة استفادت كثيرا من معركة تحرير درنة في يونيو الماضي، وأصبحت لديها خبرة في القيام بعمليات واسعة، بحسب المسماري.

وتستهدف العملية عناصر تنظيمي القاعدة و"داعش" الذين وجدوا ملاذا في صحراء الجنوب الليبي، بالإضافة إلى الجماعات الأجنبية المسلحة مثل الحركات المتمردة القادمة من تشاد وبعض العصابات الإجرامية العابرة للحدود من دول مجاورة.

وتستهدف العملية أيضا ملاحقة العناصر الإرهابية الهاربة من بنغازي ودرنة وسرت إلى الجنوب، الذين استفادوا من هشاشة الأمن والموانع الجغرافية الطبيعية.

والسيطرة على الحدود الجنوبية ستقطع طريق الإمدادات لكافة الجماعات الإرهابية والعصابات في هذه المنطقة.

داعش والقاعدة

وإلى جانب التنظيمين الإرهابيين، تستهدف العملية العسكرية الجماعات المتحالفة والمنبثقة عن "داعش" والقاعدة، ومنها أنصار الشريعة وكتائب بوسليم ومجلس شورى درنة وكتائب بنغازي.

كما ستركز العملية أيضا بحسب الجيش الليبي، على جماعات التمرد التشادية التي أقامت لها قواعد عديدة في سبها وحولها، وفي المناطق الحدودية، واستفاد من وجودها المهربون والعصابات الإجرامية أيضا.

وتشمل هذه الجماعات الحركة من أجل الديمقراطية والعدالة في تشاد، وجبهة الوفاق من أجل التغيير في تشاد، والمجلس العسكري لإنقاذ الجمهورية، وتجمع القوى من أجل التغيير في تشاد.

وفى هذا السياق، أشار العقيد أحمد المسماري المتحدث باسم الجيش الليبي أن "معركة الجنوب تحتاج إلى تعاون مع دول الجوار لمنع تسلل الإرهابيين"، ودعا تشاد إلى إغلاق الحدود، ومنع خروج الإرهابيين من الجنوب الليبي، للمساهمة في نجاح خطة الجيش.

جذور الأزمة

وكانت قد شهدت مدينة سبها، الواقعة على بعد 660 كيلومترًا، جنوب العاصمة طرابلس، اقتتالًا واسعًا، منذ مطلع فبراير 2018، على أكثر من مستوى، بين قبيلتي أولاد سليمان العربية والتبو غير العربية، التي تساندها قوات من المعارضة الأفريقية، قبل أن تدخل على خط المواجهة قوات من الجيش الوطني الليبي، وأخرى تابعة للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، في اشتباكات دامية خلّفت قتلى وجرحى، ونزوحًا جماعيًا قسريًا لعشرات الأسر.

تعود جذور الأزمة إلى ما قبل سقوط نظام الرئيس الراحل معمر القذافي، إلا أنها طفت على السطح عقب اندلاع الثورة الليبية عام 2011، حين تحولت مناطق جنوب ليبيا إلى ساحة مفتوحة يُحتكم فيها إلى قانون القوة والنفوذ القبلي.

وعلى مدار السنوات الماضية، ظل سكان تلك المنطقة، المتاخمة لحدود 3 دول أفريقية يشكون الإقصاء والتهميش، والغياب التام للدولة، مع حرص غالبية قبائلها على الاحتفاظ بـ«سلاح ردع» لحماية مكتسبات ما بعد القذافي، ومواجهة الآخر إذا استدعت الظروف ذلك.

وتواجه بعض قبائل الجنوب اتهامات بالاستفادة من الفوضى التي ضربت البلاد، والتربح من تهريب البشر والسلاح والمخدرات والوقود.



Advertisements
الجريدة الرسمية