رئيس التحرير
عصام كامل

مكاسب إسرائيل من تحالف الشرق الأوسط الإستراتيجي

رئيس الوزراء الإسرائيلي
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

يتعالى صوت واشنطن في الآونة الأخيرة بالحديث عن تحالف الشرق الأوسط الإستراتيجي، والذي بدوره يضم ثماني دول دول مجلس التعاون الخليجي الست، ومصر والأردن، لكن في الخلفية لا تغفل واشنطن دومًا حليفتها وابنتها المدللة إسرائيل، التي لا بد أن تخرج رابحة من أي خطوة تجريها أمريكا بالعالم وخاصة منطقة الشرق الأوسط.


عدو مشترك
رغم أن دخول إسرائيل في هذا التحالف يواجه تحديات تعرقل ذلك، ولعل أبرزه هو عدم إيجاد حل عادل لقضية الفلسطينية، إلا أن إسرائيل تخرج رابحة من مثل هذا التحالف الذي من المفترض أن تكون واشنطن لها إملاءات به لا تغفل مصالح إسرائيل، علمًا أن مثل هذا التحالف حتى وإن لم يضم إسرائيل، فإنه من شأنه تحقيق مصالحها عبر فزاعة العدو المشترك إيران، وبالتالي يتم غض الطرف عن جرائم الاحتلال في مقابل الانشغال بالعدو الخارجي، وهو ما تجلى في جولة وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو في الشرق الأوسط، والتي شملت مصر والعراق والأردن، ودول مجلس التعاون الخليجي، حيث ركز على الحديث عن تحالف جديد مع أصدقاء أمريكا في المنطقة، بهدف مواجهة التهديد الإيراني وفق قوله.

ووجه بومبيو حديثه لهذه الدول، قائلًا: "واليوم نحن نطلب من كل دولة من هذه الدول اتخاذ الخطوة التالية ومساعدتنا على تمتين التحالف الإستراتيجي الشرق أوسطي، وفي حديث مع قناة العربية السعودية أجرته معه في أبو ظبي، عاد بومبيو ليؤكد ذلك قائلا: "نريد تحالفا وقوة عربية قادرة على مواجهة التحديات في المنطقة على اختلافها"، مشددا على أن إعلان الولايات المتحدة الانسحاب من سوريا، لا يتناقض مع استراتيجيتها في المنطقة تجاه محاربة الإرهاب أو مواجهة إيران.

مصالح إسرائيل
على مدى تاريخ الولايات المتحدة لم يكن تشكيلها للتحالفات نابعًا سوى من البحث عن مصالحها وبالطبع مصالح إسرائيل، والهدف من مثل هذا التحالف هو تقليل نفقات واشنطن في المنطقة، وتحميلها لباقي الدول بحيث تحصل إسرائيل على نصيب الأسد من إنفاق واشنطن بالمنطقة، ولا يعتبر حديث واشنطن عن التحالفات الأمنية جديدا على استراتيجيات واشنطن في المنطقة، فقد تم الترويج لتشكيل حلف أمني في مواجهة إيران، تحت اسم "الناتو العربي"، خلال القمة التي شهدتها الرياض في مايو 2017، لكن الحديث عن الفكرة تراجع بعد تفجر الأزمة الخليجية، لتعود الإدارة الأمريكية لإحياء الفكرة في الخريف الماضي، حيث قالت إنّه سيتم إعلانها تحت مسمى التحالف الإستراتيجي للشرق الأوسط"، في شهر يناير الحالي.

معادلة أمنية
في إطار خطة التحالف تتمكن واشنطن من تحديد معادلة أمنية تعددية تخدم إسرائيل وتعرقل سيطرة أي طرف سواء كان قوة إقليمية أم قوة دولية، على شئون المنطقة؛ ومن ثمَّ تشعر إسرائيل بالأمان، ولا تخشى من هيمنة أي قوة على المنطقة على أن يكون كل شيء يجري في المنطقة تحت وصاية أمريكية، تضع في المقام الأول أهداف إسرائيل نصب أعينها، ورغم أن معظم الحديث عن الأحلاف لم يسفر عن أي تحرك فعلي حتى الآن، فإن الحديث عنه هذه المرة يثير المزيد من التكهنات من قبل مراقبين، منها ما ينصرف إلى أن إيران ليست وحدها المستهدفة من هذا الحلف، وإنما ربما تضاف لها تركيا أيضا، خاصة في ظل السعي العربي بمباركة أمريكية لإعادة تأهيل النظام السوري وعودته للجامعة العربية بدعم سعودي إماراتي، في ظل ما يعرف من عداء بين أنقرة من جانب، وكل من الرياض وأبو ظبي من جانب آخر، ويعتبر بعض المراقبين أنه وبالنظر إلى تاريخ الحديث عن الأحلاف، فإن الحلف الذي يدعو له بومبيو ربما لا يكون مفيدا بالنسبة للدول العربية المشاركة فيه، بقدر ما هو وسيلة لتحقيق الأهداف الأمريكية، خاصة في ظل الانسحاب الأمريكي الأخير من سوريا.
الجريدة الرسمية