البيع الفائض للمقاعد.. الباب الخلفي لشركات الطيران في استقطاب المسافرين
يحدث أحيانًا بالمطار تجمهر لمجموعة من الركاب أمام مكاتب أحد شركات الطيران العاملة بالمطار والمكلفة بالحجوزات وخاصة الشركات الخليجية، نتيجة قفل باب الدخول إلى الطائرة رغم وصول الراكب إلى المطار بميعاد كافي للحاق بالطائرة، ولكن يتم إخطاره بأن الطائرة سوف تقلع.
ويقول أحد الركاب الذي تضرر من تلك الواقعة إنه فوجئ خلال سفره إلى الكويت بأن طائرته سوف تقلع وأنهم أغلقوا باب الدخول، مشيرا إلى أنه وصل قبل ميعاد الطائرة بوقت كاف وفقا للتذكرة، لافتا إلى أن موظف الأمن طالبه بالذهاب لمكتب الشركة والتواصل معهم لمعرفة المشكلة، مضيفا:" آخره يقولنا هتطلع على أول طائرة خلال الساعات القادمة، وأن السبب إغلاق باب التسجيل".
وقال مصدر بمطار القاهرة، إن تلك الحوادث شبه متكررة ولكن مع أعداد قليلة، موضحا أن تلك المشكلة تحدث بسبب ما يسمي البيع الفائض للمقاعد، بمعني أن يقوم الناقل "شركة الطيران" ببيع عدد من التذاكر لرحلة محددة يفوق سعة المقاعد في الطائرة، فمثلا لو الطائرة بها مقاعد تصل إلى 200 مقعد كامل العدد تبيع شركة الطيران 220 أو 230 أو حتى 250 مقعدا أو أكثر حسب سياسة الشركة الناقلة، بهدف استقطاب أكبر عدد من المسافرين وذلك من خلال الإغراءات المالية على التذاكر مقارنة بشركات الطيران الأخرى.
وأوضح مصدر بأحد شركات الطيران أن هذه السياسة تأتي في إطار سعي الشركة للربح دون النظر للمشكلات التي قد يتعرض لها المسافر من تأخر وانتظار بالمطار لساعات إضافية، إلا أن لهذه السياسة الكثير من المزايا بالنسبة للركاب ومنها توفير أسعار منخفضة التكلفة لنفس الرحلة ونفس الدرجة، حيث قد تصل التخفيضات إلى 50%.
ولفت إلى أن سلبيات ذلك البيع الفائض لرفض إركاب هذا الراكب في حال قدومه إلى المطار في اللحظات الأخيرة لتسجيل الركاب أو حتى قبل ذلك نظرا لانتهاء المقاعد الشاغرة على الرحلة.
وأوضح مصدر بمطار القاهرة، أنه في حالة منع الراكب من الصعود للطائرة بسبب البيع الفائض، تقع على شركة الطيران الناقلة الالتزام بمجموعة من الخدمات وفقا للقانون، أهمها توفير مقعد في درجة أعلى من الدرجة التي حجز عليها والاستضافة في صالة الانتظار لحين إقلاع الطائرة القادمة، وتقديم تعويض مادي في حالة الحجز على درجة أقل، مشيرا إلى أن تلك الإجراءات لا يعتد بها في بعض الأحيان، والشيء الوحيد الذي تقدمه الشركة توفير مقعد للمسافر على الرحلة التالية.
