رئيس التحرير
عصام كامل

فاطمة نوح تكتب: مستقبل الكتاب الخارجي

فاطمة نوح
فاطمة نوح

تحول الكتاب الخارجي من مجرد وسيلة مساعدة إلى ركيزة أساسية في العملية التعليمية، وأصبح الطلاب وأولياء أمورهم يلجئون إلى الكتاب الخارجي ويعتمدون عليه بصورة أكثر من الاعتماد على الكتب الدراسية التي يتسلمها الطلاب داخل المدارس، وتلك حقيقة وواقع يعيشه ويعترف به أولياء الأمور، وفي كل عام وخاصة في الفترة التي تسبق الامتحانات تكثر الأحاديث بين الطلاب وأولياء أمورهم على الكتب والملازم التي يعتقدون ويرون أنها تساعدهم بصورة أكبر على عملية الاستذكار ومراجعة الدروس والمراجعة النهائية قبل الامتحانات.


ولم تعد قضية الكتاب الخارجي قاصرة على فئة دون أخرى، أو صف دون آخر؛ بل إنها أصبحت موجودة ومنتشرة بدءا من الصفوف الأولى وحتى المراحل العليا من التعليم، وليس أدل على مدى التغلغل الذي وصلت إليه الكتب الخارجية في الثقافة المجتمعية من اتفاق وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني مع إحدى دور النشر العاملة في مجال الكتب الخارجية، والتعاقد معا لنشر منتجاتها على بنك المعرفة المصري، تلك المنصة الإلكترونية العملاقة التي تسعى الوزارة لتحويلها لنافذة تعليمية ضخمة لخدمة الطلاب وأولياء أمورهم وحتى المعلمين.

وفي ظل الأحاديث الكثيرة حول منظومة التعليم الجديد، وهل ستقضي تلك المنظومة على الكتب الخارجية، ففي اعتقادي أن الكتب الخارجية ستظل كما هي، وربما تنتشر بصورة أكبر، ذلك لأن الكتب الخارجية أصبحت جزء من المكون الثقافي للشخصية المصرية فيما يتعلق بمنظومة التعليم، والميراث المجتمعي بالنسبة للعقلية الجمعية تؤكد أن فكرة الكتاب الخارجي والدرس الخصوصي تجاوزت مسألة الاحتياج الفعلي إلى مستوى الاعتقاد بأنه لا يمكن للطالب أن يمر من مراحل التعليم دون الاعتماد على تلك الأمور، وهو أمر في غاية الخطورة ويحتاج إلى دراسة متأنية عند البحث عن وضع حلول ومحاولات لمواجهة الثقافة المجتمعية في ذلك الجانب.
الجريدة الرسمية